الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

التفاصيل الكاملة لأخطر المجرمين بمرتيل الذي قتل مهاجرا وكولونيل ماجور

التفاصيل الكاملة لأخطر المجرمين بمرتيل الذي قتل مهاجرا وكولونيل ماجور

بعد ارتكابه لجريمتي قتل في ظرف أسبوعين، أصبح أيوب المرابط البالغ من العمر (17 سنة ) يعد من بين أخطر المجرمين بمدينة مرتيل وبشمال المغرب، وذلك لاتهامه بتنفيذ جريمة قتل عبد السلام المحمدي، المهاجر المغربي بالسويد والحاج بنسعيد، الكولونيل الماجور المتقاعد.

المتهم أيوب المرابط  كان تلميذا ولم يستطيع إتمام دراسته، ينحدر من مدينة تاونات، واستقر بحي الديزة بمرتيل منذ ثلاث أشهر. هذا الحي يصعب مراقبته من الناحية الأمنية بسبب كثرة الوافدين والمتنقلين الذين يمتهنون مهنا غير قارة، وهو الشيء الذي يسمح لعدد من أصحاب السوابق الإجرامية بالاختباء به وبأحياء أخرى تعيش ظروفا مماثلة.

أيوب المرابط  كان شغوفا بالمال، وأراد أن يصبح غنيا في زمن قياسي، وظل يتجول في شوارع مدينة مرتيل وهو ينظر إلى الفيلات الكائنة على طول واد المالح، ثم يتجول في كورنيش المدينة وهو ينظر إلى السيارات الفارهة، يمر من نفس المكان وهو ينظر إلى الفتيات الجميلات وهو يحلم أن يكون ثريا يتسابقن ويتهافتن عليه كل جميلات مرتيل.

بدأ المتهم أيوب المرابط في التفكير في وسيلة للثراء في أسرع وقت ممكن، لأنه يريد أن يعود إلى تاونات وهو يحمل معه قدرا مهما من المال ينقذه من الفقر والضياع. كان أيوب يبيع الذرة في الكورنيش وفي بعض الشوارع، لكن مداخيل الذرة ربما قد لا تقنعه في الاغتناء في أسرع وقت ممكن.

بعد ذلك بدأ المتهم أيوب ينزلق نحوالسرقة والقتل لجمع المال والمجوهرات والمسروقات، فبدأ في التفكير والإعداد لسرقة المحلات السكنية. قبل القيام بارتكاب الفعل الإجرامي كان أيوب يترصد الفيلات والأشخاص الذين يقيمون بها مثل عبد السلام المحمدي، المهاجر المتقاعد، الذي يسكن لوحده بفيلا (هدى)، وقبل الدخول للفيلا أصدرالمتهم أصواتا غريبة بحديقة الفيلا، وبعد خروج الضحية انهال عليه بضربة قاتلة بواسطة مدية حديدية على رأسه فلقي مصرعه على الفور، وبعد ذلك بدأ في سرقة المنزل بكل هدوء، بل وصل به الحد إلى فتح الثلاجة وتناول عشائه كأن شيئا لم يحدث، ثم انصرف إلى حال سبيله بعد سرقة محتويات الفيلا التي لم تكن إلا مبالغ مالية محدودة من الأورو.

مر أسبوعان على ارتكابه لجريمة قتل المهاجر بالسويد عبد السلام المحمدي، دون أن تتمكن المصالح الأمنية من فك لغز الجريمة، فإذا بالمتهم يبدأ في الإعداد لارتكاب جريمة أخرى بنفس الحي بواد المالح، وهذه المرة كان الضحية يعيش لوحده، وهو كولونيل ماجور متقاعد٬ حيث تسلل  القاتل إلى حديقة الفيلا بعد قفزه على السور، وأصدر صوتا غريبا كعادته، لكن خبرة وحدس الرجل العسكري عرف أن هناك مخططا، فحاول الكولونيل المتقاعد إلقاء القبض على المجرم، لكن هذا الأخير باغته بطعنة على مستوى البطن بواسطة سكين كبير، ونظرا لسن الكولونيل المتقاعد لم يستطيع المزيد من المقاومة. وصاف أن كان يمر بالقرب من مسرح الجريمة الرقيب عبد اللطيف الذي كان عائدا إلى منزله من عمله من النقطة الحدودية بباب سبتة، حيث سمع صراخا واستغاثة من طرف امرأة شاهدت المجرم، فطارد الرقيب عبد اللطيف المجرم رفقة شباب الحي ليضربه أحد الشباب بحجرة فسقط على الأرض ليتمكنوا في الأخير من إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى السلطات الأمنية.  

السؤال الذي يبقى محيرا هو: هل المتهم أيوب المرابط نفذ جريمتي القتل لوحده، أم أن هناك شركاء آخرين في الفعل الإجرامي؟ وهل هي عصابة إجرامية منظمة، أم أنه عمل فردي معزول؟ التحقيق الذي تباشره السلطات الأمنية والقضائية كفيل بالجواب على السؤال.