أعلن، نجيب بو كيلة، (Nayib bokel)، الإثنين 5 فبراير2024، عبر حسابه بمنصة ( x ) بأنه فاز مرة ثانية برئاسة دولة السلفادور.
وفوزه هذا -حسب بعض المواقع الإليكترونية في السلفادور- هو بمثابة زلزال سياسي، بعد حصوله على أكثر من 85% من الأصوات.
وكتب بوكيلة على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "وفق أرقامنا فقد فزنا في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 85% من الأصوات".
وفي خطاب النصر الذي ألقاه وسط الهتاف والحشود التي لوحت بالأعلام من شرفة القصر الوطني قبل إعلان النتائج الرسمية النهائية، قال بوكيلة إن فوزه يمثل "أكبر فارق بين المركز الأول والمركز الثاني في تاريخ" الانتخابات الرئاسية الديمقراطية في أي مكان".
فمن يكون هذا الشاب نجيب بوكيلة الذي حطم الرقم القياسي في الانتخابات الرئاسية بهذا البلد الذي يتربع وسط قارة أمريكا الجنوبية؟
وُلد نجيب بوكيلة وثلاثة آخرون من أشقائه لأب فلسطيني وأم سلفادورية، في 24 يوليوز 1981 في العاصمة سان سلفادور، تتود أصوله إلى مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وهو ابن رجل الأعمال المسيحي المؤثر إرماندو بوكيلة قطان، الذي اعتنق الإسلام لاحقا، وأصبح إماما لمسجد في السلفادور، وقام ببناء اكثر من مسجد في السلفادور وبعض دول أمريكا اللاتينية، وبدأ نجيب مسيرته السياسية في عام 2012 كرئيس لبلدية بلدة "نويفو كوسكاتلان" الصغيرة المدعومة من جبهة "فارابوندو مارتي" للتحرير الوطني.
وفي عام 2015، فاز في انتخابات رئاسة بلدية سان سلفادور، متغلبا على مرشح محافظ كان حزبه التحالف الجمهوري القومي، والذي حكم لفترتين.
بعد أن أصبح بوكيلة عمدة المدينة، بدأت العلاقة السياسية بينه وبين حزبه في التدهور، ويقول محللون إن جبهة "فارابوندو مارتي للتحرير الوطني" اعتبرته منتقدا قاسيا جدا لحكومة سلفادور سانشيز سيرين آنذاك.
وفي عام 2017، أدى انتقاده المتكرر لقيادات الجبهة إلى طرده، حيث تم اتهامه بالتشجيع على الانقسام الداخلي والتشهير السياسي ضد الحزب.
لم يشكل الطرد عقبة في طريق رجل الأعمال، بل صوّب أحلامه نحو قصر الرئاسة، وبدأ يحضر لخوض انتخابات 2019، كمرشح مستقل يعارض النظام السياسي القائم في البلاد.
لكن عدم انتمائه لحزب سياسي كان عقبة دستورية في طريق القصر، الأمر الذي دفع نجيب بوكيلة إلى اعتزامه تأسيس حزب "حركة الأفكار الجديدة" حتى يتمكن من الترشح.
في هذه الأثناء لم تولد "حركة الأفكار الجديدة" بسبب تحالف حزبي "جبهة فارابوندو مارتي" اليساري و"التحالف الوطني الجمهوري" المحافظ، ضد مشروع بوكيلة الذي انضم لاحقا لحزب صغير ينتمي إلى اليمين الوسط، وهو "التحالف الكبير من أجل الوحدة الوطنية" المعروف اختصارا بـ"غانا".
لكن الغريب والعجيب في أمر هذا الشاب، رغم أنه من أصول فلسطينية ويعد من أبناء الجالية الفلسطينية في السلفادور إلا أنه أشد عداوة لحركة حماس، فبعد هجومها الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هاجم نجيب رئيس السلفادور الحركة بشدة.
وكتب على "إكس" "باعتباري سلفادوريا من أصل فلسطيني، فأنا متأكد من أن أفضل شيء يمكن أن يحدث للشعب الفلسطيني هو أن تختفي حماس تماما". مضيفا في تغريدته "تلك الوحوش المتوحشة لا تمثل الفلسطينيين".
كما عرفت سياسة نجيب بوكيلة بالشدة والصرامة مع منظمات المافيا في بلاده، وعلى مدى أكثر من عام، ساعدت حملة رئيس السلفادور لحبس عشرات الآلاف من أعضاء العصابات في تحقيق الأمن النادر في دولته الواقعة في أمريكا الوسطى، التي كانت ذات يوم عاصمة عالمية لجرائم القتل.
وختاما، يعتبر الشاب نجيب بو كيلة عند بعض المحللين السياسيين بأنه رمز للتعايش والتسامح عبر العالم؛ فعائلته تتكون من المسلمين والمسيحيين واليهود، وكل شخص يعبد الله على شاكلته فربكم أعلم بمن أهدى سبيلا .