السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد القادر العمري: من له المصلحة في خلق الهوة بين النقابات والتنسيقيات؟

عبد القادر العمري: من له المصلحة في خلق الهوة بين النقابات والتنسيقيات؟ عبد القادر العمري
نقاش غير صحي للأسف ، وفكرة غير صحيحة بتاتا ، لا يجب نهائيا التفريق بين النقابة والتنسيقية ، ووضع إحداهما مكان الأخرى ، لأن النقابة لا مدلول لها إلا بمنخرطيها وعامة الشغيلة فوجودها وقوتها  بوجودهم وقوتهم ، وضعفها بضعفهم ، والنقابة تدافع وتناضل من أجل مطالب عامة ، مطالب الجميع ، أما التنسيقية فهي تتشكل على فئة أو مطلب معين ،ودور التنسيقية والنقابة يتكامل ولا يتعارض ، ويمكن الاشتغال والنضال فيهما معا ، وهذا ما هو حاصل الآن ، فالعديد من مناضلي النقابات هم مناضلون بل مسؤولون في التنسيقيات ، والعكس صحيح، والعديد من الموقوفين الآن هم مناضلون ومسؤولون في النقابات،  كما أن العديد من النضالات التي كانت تدعو إليها التنسيقيات سابقا ، كان المسؤولون النقابيون يحضرونها ،بل كانوا يؤطرونها أحيانا ، والتواصل والتكامل لم ينقطع يوما ،ولا يمكنه أن ينقطع إلى حدود اللحظة ، فالتنسيقيات الآن تعقد لقاءات مع النقابات من أجل التعاون والتكامل لتجاوز صعوبات هذه الظرفية ...  للأسف هناك جهات وأطراف متعددة لعبت على هذه الوترة وساهمت بشكل مقصود ومفتعل في محاولة خلق الهوة وتعميقها بين   النقابات والتنسيقيات لغاية يعلمها الراسخون في الطبخ وتحضير أرضية ما وبيئة اجتماعية مشحونة قوامها إضعاف الإطارات النقابية المناضلة ، وتحييدها من دائرة الصراع لتمرير مخططات يتم تحضيرها على نار هادئة، ويتقاطع مع هذا التوجه ما راكمه البعض من أحقاد ،وتهيأ له بأن الظرفية أصبحت مواتية لتصريفها، أو من ظل يراوده طموح وحلم تأسيس نقابة جديدة او غير ذلك من الاعتبارات الأخرى،  لذلك لا يجب أن ننساق وراء كل هذه الحملات التضليلية التي تعمق الهوة في صفوف الشغيلة التعليمية ، وأن ندرك بأن السبيل الأوحد لإفشال كل ما يحاك ضد مصلحة المدرسة العمومية والمدرس هو الارتقاء بمستوى تفكيرنا ووعينا وكلامنا إلى الحد الذي يحافظ على مكانة المدرس الاعتبارية في المجتمع ودوره التأطيري  المميز الذي لطالما أقلق الكثيرين ..
عبد القادر العمري، نائب الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (CDT)