الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

سعيد عاتيق: ثعابين الدولة

سعيد عاتيق: ثعابين الدولة سعيد عاتيق
"رجل دولة"جملة من كلمتين خفيفتين في اللسان ثقيلتين على كل  ميزان لأن وزنهما يفوق الجبال طولا ويتسع عن الأرض عرضا .
دلالة رجل دولة أعمق من أعماق البحار والمحيطات لكن قد لا يفلح كثير من رجالات الدولة تلك من استيعاب دلالات الشرف والسمو والوقار . 
فرجل دولة تعني "الفخامة" ولا تطلق  إلا على المجموعة من الرجال من ذوي المكانة الرفيعة جداً.  
وجاء ذكر الرجال في القرآن الكريم مقرونا بالصدق في العهود والوفاء بالوعود، والثبات على الطريق، قال الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"
 إن خير ما تقوم به دولة لشعبها، وأعظم ما تقوم عليه المناهج التعليمية وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه كلها من صحافة مسجد  مدرسة ....هو صناعة هذا المنتوج المدموغ بصفة "
"الرجولة"وتربية هذا الطراز من الرجال الذين يحملون صفة رجل دولة إذ على يديه وبواسطة علمه وحسن تدبيره ونباهة عقله يدلل سبل العيش  لعموم المواطنين ويطرد عنهم ما يكدر معيشهم وهو بمثابة خليفة الله على الأرض مكنه تعالى مالم يتوفر في غيره من علم ومعرفة وخلق وحسن السريرة. 
هذا المنتوج أي "رجل دولة "هو صناعة  نظام واضح المعالم وواضح المكونات وذو تفاصيل واضحة للمواد الأولية التي تحتاج إليها خطوط الإنتاج بشكل دقيق للخروج بهذا المنتوج الجيد والصافي والخالي من كل الشوائب المعيبة. 
 إنها صناعة الرجال لخدمة الأهداف الوطنية والرسالة النبيلة والشريفة وبذلك يكون جزاؤهم في الدنيا : الإحترام والتقدير والشرف ، كما يضمنون مرتبا مشرفا في حسابهم يوم لقاء الله وهم الذين خصهم بالذكر في وحيه المنزل على خير رجالات الكون صلى الله عليه وسلم .
ترى ، 
أين الخلل في الخطوط الإنتاجية داخل المصنع المغربي ؟
لماذا لم تفلح الشركة المغربية في مد الشعب بمنتوج رجولي وفق المعايير المضبوطة؟ 
هل أدوات الإنتاج "مدرحاااا و بيغيمي ؟
هل "الماكينا" الإنتاجية أصابها الصدأ أم شي بياساااا إيميتاااسياااو يجب تبديلها بالدوريجين؟ 
أم المهندسون وقسم الجودة ليس منهم ولو واحد "جيد"؟؟؟
أسئلة كثيرة تتناثر عبر الزمن والمغرب ومنذ الإستقلال يسير متثاقلا نحو النمو لكنه حثيث المسير في نفق هدر الزمن التنموي وإضاعة فرص الإقلاع الوطني بسبب رجالات الكوسطارااات والفخم من الفيلات والسيارات والبوكوووص في الزيجات والطيطيزااات .
رجالات امتطوا أجنحة السياسة وركبوا بساط المال والأعمال وغاصوا في أعماق الرذيلة والوضاعة. 
رجال امتطوا حتى التراكتورات وكان ظني أنهم سيحرثون أراضينا الواسعة ويزرعون حقولنا المديدة لنحصد معهم سوية الغلال والمحاصيل لكن التراكتور كان متخصصا في القنب الهندي والحشة والمرنيكا حرثا وزرعا وحصادا وليفريزاااو....
إنهم رجالات دولة بالصفة لكن الدولة وأدواتها كانت مطية لخدمة مصالحهم الشخصية وعوض الإهتمام بالشأن العام وتدبير شؤون خلق الله صاروا دراكولااا وتماسيح بأنياب فولاذية تطحن الأخضر واليابس.
هل قدر الوطن أن يظل ضحية اختلال الآلة الصناعية لرجال الدولة؟
وقتاااش يتصلح هاااد الآوباااان ؟
متى يتبدل الحال بأحسن الأحوال ؟
إلى حين ظهور شي ميكانيسيااان واااعر لايسعني إلا أن أردد مع الغيوان "
"درنا فيهم لامان يا گلبي مشينا طوالـــــة ...
لگيناهم ثعبان شر من سم الــقــتــالـــــة"
 
سعيد عاتيق/ فاعل حقوقي