"ديموقراطية ضد نفسها" عبارة تبدو مُكثفة للمعنى للدلالة على راهن الممارسة السياسية في العالم العربي. المال فيها جوهر وروح فعلها السياسي؛ وأصل كل شرورها كما يقول الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير، وأحد أضلاع الثالوث المؤسس للوجاهة الاجتماعية على حد تعبير ابن خلدون في فصل خصَّه لذلك "الجاه مفيد للمال". الديموقراطية التي يُحركها المال لا تنُتج إلا نقيضها مثلما يُنبهنا إلى ذلك الباحث فيلفريدو باريتو Vilfredo Pareto في كتاب هام جدا في هذا الصدد تحت عنوان: "الشعب في مواجهة الديموقراطية".
في العمق، تُفصح العبارة المُنطلق منها عن حالة من حالات الاستلاب والتباعد الذي بدأ يتسع بين السلطة والمجتمع، وقد تحيل أيضا على مسلسل طويل يتفق الجميع على وصفه ب "المأزق" L’impasse على النحو الذي نقرأه في توصيف الباحث في العلوم السياسية كاستورياديس Castoriadis. ثمة اتفاق، على أننا نحيا اليوم زمن اللامعنى، في السياسة، في الثقافة، في التعليم كما في الفضاء العام. زمن صعد بجيش من المؤثرين من "الحمقى والأغبياء" كما يصفهم إمبرتو إيكو إلى القمة أمام حالة من التراخي والتهلهل التي أبداها المثقفون تجاه ما يحدث. مثقفون في وضعية اغتراب حقيقي، فريق منهم يشبه وضعية المهاجرين الذين سافروا إلى الماضي من أجل البحث عن هوية ضائعة، وفريق آخر يُشبه وضعية المستكشفين الذين فتنتهم غواية العلمانية والحداثة، لكن دون أن تكون لأحد من هذين الفريقين القدرة على جس النبضة الراهنة ليتمكن من إجراء تحوله الذاتي.
الفارق بين سنتي 1967 و2011، الأولى كانت شأن نخب من دون جماهير، والثانية شأن جماهير من دون نخب كما يقول الأكاديمي الأردني مروان معشر. هناك حاجة اليوم إلى لحظة ثالثة تقترب فيها إرادة النخب مع إرادة الجماهير من أجل رسم ولادة جديدة تخرجنا من متاهات اللامعنى. لا تحيل التعددية السياسية في مدارات العالم العربي على تعددية فكرية بالضرورة، ولا تُعبر عن مشاريع سياسية يمكن أن تقطع مع سنوات الاسترزاق السياسي والبؤس الانتخابي...تشتغل التنظيمات السياسية اليوم بمنطق الدوكسا من خلال رفض الاختلاف والبحث عن تحقيق الائتلاف على رأي واحد وأوحد. علينا ألا نختبئ في قول الحقيقة، أن الديمقراطية في هذه المجتمعات لا تزال خطابا خاصا يوغل في النخبوية لم يجد طريقه بعد إلى التداول اليومي، ولم تتحول إلى ثقافة يومية عند المواطنين. قد يصح نعتها بديموقراطية تقنية، أو ديموقراطية الصناديق المصنوعة بأصوات الفقراء والأميين والمتغذية على هشاشة الفقراء والمستضعفين والمعذبين في الأرض...لكنها لم تتوغل في النسيج الاجتماعي اليومي، ولم ترق إلى الاتفاق والتفاوض وقبول الاختلاف. بخلاف ذلك، الديموقراطية في التجربة الغربية التي تبدو كما لو أنها خُلاصة شعب تدرَّب على التعايش رغم وجود الاختلاف رغم ما قد يعتريها من هزات وارتدادات ظرفية.
ينقل الباحث التونسي محسن بوعزيزي في مقال له بعنوان: "خفايا المجتمع السياسي في تونس" الصادر ضمن العدد الأول من مجلة سياقات سنة 2023 مشهدا حيا للحياة السياسية التونسية ما بعد ثورة 2011 من خلال مقابلات مع عامة الناس في القرى النائية في تونس. يقول أحدهم: "لم نستفذ منها شيئا، لقد جوعتنا". يقيس المواطن العادي التونسي شأنه شأن المواطن العربي الديموقراطية بتحسن أحوال معاشه، وبتبدل أوضاعه. الحاصل، مثلما يقترح علينا الباحث محسن بوعزيزي أن مراكمة الفشل في السياسات التنموية المتعاقبة يقتل فكرة الديموقراطية في الأصل. أي قيمة للديموقراطية في مجتمع يتعذب في الفقر والفاقة والجوع؟ أَوَ ليس الاستبداد مع البسط في الرزق خير من ديموقراطية مع الحرمان؟ أحيانا، تبدو الحرية في حياة الناس العاديين شكلية إذا تداخلت مع الفقر والشغل والعجز أمام المرض كما يقول كلود لوفور Claude Le Fort في كتابه Essais sur la politique.
العبارة المنطلق منها في بنائها تُضمر نوعا من الحرب الصامتة التي تشن اليوم على المعاني والرموز. عالم سريع ومُتغير باستمرار، يُبنى ويتفكك ويعاد بناؤه من جديد في إبدالات مغايرة، وهو أيضا فضاء رقمي مسكون بالقلق الدائم وبتحطم السرديات الكبرى: هويات موضع سؤال متجدد، ومشاهد عنف يومية، ورموز تفقد قداستها، وجيل صاعد من المؤثرين الذين يمكن اعتبارهم "آلهة الوقت". لا شك أن الوضع العام يؤشر على حالة عطالة في المعنى، في الإحساس، في الانتماء، في المشترك...وقد يحيل أيضا على حالة من الارتباك في الموقف والرؤية.
الواقع، أن عطالة الحياة الاجتماعية أفضت إلى عطالة في الحياة السياسية، وكان من تجلياتها عدم الاتفاق على رمز معين، في المفرد أو الجمع. يتعلق الأمر، بزمن تدمير الرموز الكبرى في المعرفة، الفكر، الثقافة، الفن، التعليم، وفي الاقتصاد...يقابلها تقوي سلطة اللامعنى وتفكيك الأنسجة الرمزية. يُمكن لهذه العبارة المنطلق منها أن تُعري في جوانب منها عن خبايا العوالم الاجتماعية الدفينة في الممارسة السياسية. "لا أحد يصلح منهم" و"لا أحد يُفكر في مصلحة البلد" هي عبارات من ضمن أخرى تزيح القداسة عن الفعل السياسي Désacralisation du politique في مدار جعل وسائط التواصل الجديدة تحرق كل شيء، وتعري عن كل شيء وتقلب كل شيء.
2011 قوس كبير في مسار التحول، لكن سرعان ما تمَّ اغلاقه بإحكام. تعرضت الأحلام إلى الاختطاف. "ربيع عربي" كما روَّجت له وسائل الإعلام العربية لم يكن إلا منعرجا في متاهة طرق غير مستوية. وقتئذ ثار الإنسان العادي L’homme ordinaire على أوضاعه، لكنه سلَّم ثورته لنخبه، فجعلوا أنفسهم فوق الثورة. منذ تلك اللحظة ظل كل شيء مُعلقا في منتصف الطريق. كان السقوط بعدها مُدويا في مجتمع ألِف العلاقة العمودية في السلطة، وكان الشرخ عميقا بين أنظمة تمعن في ممارسة التسلط، وشعوب تتوق إلى التحرر. كل ما حدث بعدها ساهم في رسم مناخ عام قائم على عدم الثقة في أي شيء. والحق، يتحدث البعض عن "عصر غزو الحمقى" والعبارة تُنسب إلى جان ماري بواتيي Jean-Marie Poitier في كتابه Réseau sociaux. حيث أصبحت الارتباطات السياسية محكومة بما هو عاطفي وجداني...ما يؤلف اليوم الفعل السياسي ليس الانتماء إلى الفكرة أو العقيدة أو الرؤية بقدر ما هو الانتماء إلى العصبيات المشدودة بعواطف وروابط وانتماءات هشة وظرفية. يسار سياسي فشل في بناء سردية جديدة تتلاءم مع المخيال العربي الإسلامي في الحكم؛ وأحزاب إسلامية ظلت تسكن في أقبية التاريخ وتحرك شخوصه دون أن تكون لها القدرة على التماهي مع رهانات الحاضر. وزاد من تعميق ضبابية الصورة أننا صرنا أمام نوع جديد من السياسة، ترحال سياسي هنا وهناك أو سياحة حزبية وتسكع بين الأحزاب. باختصار، زمن الحُمق السياسي الذي دفع الشعوب العربية إلى الكفر بالقانون وبِعُلوية فكرة الدولة.
سياسة منفصلة عن القيمة والمعنى، وراهن في وضعية انتقالية صعبة بين قديم لم يمت وجديد لم يكتمل في ولادته...يتجه الوضع نحو تآكل الرمزيات وتعويضها بسرديات اللامعنى. يتعرض الفاعلون السياسيون إلى ما أن سماه الباحث التونسي محسن بوعزيزي بعملية "الإبادة الرمزية" Symbolicide. عصبيات جديدة في الحقل السياسي موضوعة في أطر حديثة، وديموقراطية القلة من أجل حكم الكثرة، وسباق التدافع نحو الغنيمة من طرف الأوليغارشيا الجديدة. لقد تمكنت هذه الطغمة من توجيه الإعلام والسياسة والاقتصاد والثقافة في الوجهة التي تريد. بعد أن كانت هذه الأوليغارشيا تتمعش من السلطة أصبحت اليوم تصنع السلطة وتخلقها وتوجهها. وساعدها في ذلك، تعطل التفكير واختفاء المثقف وبرودة الساحات الجامعية في مواكبة اليومي الساخن...كل ذلك ساهم في تشكيل هذا العالم الجديد.
حاصل القول، نحن بصدد مجتمع سياسي خفي The Hidden Political Society يعمد إلى التطاول على السلطة وتدمير رمزياتها، يتمعش بالريع، يُفكك الاقتصاد أكثر مما يبني، ويُدمر القديم دون أن تكون له القدرة على بناء الجديد.
في العمق، تُفصح العبارة المُنطلق منها عن حالة من حالات الاستلاب والتباعد الذي بدأ يتسع بين السلطة والمجتمع، وقد تحيل أيضا على مسلسل طويل يتفق الجميع على وصفه ب "المأزق" L’impasse على النحو الذي نقرأه في توصيف الباحث في العلوم السياسية كاستورياديس Castoriadis. ثمة اتفاق، على أننا نحيا اليوم زمن اللامعنى، في السياسة، في الثقافة، في التعليم كما في الفضاء العام. زمن صعد بجيش من المؤثرين من "الحمقى والأغبياء" كما يصفهم إمبرتو إيكو إلى القمة أمام حالة من التراخي والتهلهل التي أبداها المثقفون تجاه ما يحدث. مثقفون في وضعية اغتراب حقيقي، فريق منهم يشبه وضعية المهاجرين الذين سافروا إلى الماضي من أجل البحث عن هوية ضائعة، وفريق آخر يُشبه وضعية المستكشفين الذين فتنتهم غواية العلمانية والحداثة، لكن دون أن تكون لأحد من هذين الفريقين القدرة على جس النبضة الراهنة ليتمكن من إجراء تحوله الذاتي.
الفارق بين سنتي 1967 و2011، الأولى كانت شأن نخب من دون جماهير، والثانية شأن جماهير من دون نخب كما يقول الأكاديمي الأردني مروان معشر. هناك حاجة اليوم إلى لحظة ثالثة تقترب فيها إرادة النخب مع إرادة الجماهير من أجل رسم ولادة جديدة تخرجنا من متاهات اللامعنى. لا تحيل التعددية السياسية في مدارات العالم العربي على تعددية فكرية بالضرورة، ولا تُعبر عن مشاريع سياسية يمكن أن تقطع مع سنوات الاسترزاق السياسي والبؤس الانتخابي...تشتغل التنظيمات السياسية اليوم بمنطق الدوكسا من خلال رفض الاختلاف والبحث عن تحقيق الائتلاف على رأي واحد وأوحد. علينا ألا نختبئ في قول الحقيقة، أن الديمقراطية في هذه المجتمعات لا تزال خطابا خاصا يوغل في النخبوية لم يجد طريقه بعد إلى التداول اليومي، ولم تتحول إلى ثقافة يومية عند المواطنين. قد يصح نعتها بديموقراطية تقنية، أو ديموقراطية الصناديق المصنوعة بأصوات الفقراء والأميين والمتغذية على هشاشة الفقراء والمستضعفين والمعذبين في الأرض...لكنها لم تتوغل في النسيج الاجتماعي اليومي، ولم ترق إلى الاتفاق والتفاوض وقبول الاختلاف. بخلاف ذلك، الديموقراطية في التجربة الغربية التي تبدو كما لو أنها خُلاصة شعب تدرَّب على التعايش رغم وجود الاختلاف رغم ما قد يعتريها من هزات وارتدادات ظرفية.
ينقل الباحث التونسي محسن بوعزيزي في مقال له بعنوان: "خفايا المجتمع السياسي في تونس" الصادر ضمن العدد الأول من مجلة سياقات سنة 2023 مشهدا حيا للحياة السياسية التونسية ما بعد ثورة 2011 من خلال مقابلات مع عامة الناس في القرى النائية في تونس. يقول أحدهم: "لم نستفذ منها شيئا، لقد جوعتنا". يقيس المواطن العادي التونسي شأنه شأن المواطن العربي الديموقراطية بتحسن أحوال معاشه، وبتبدل أوضاعه. الحاصل، مثلما يقترح علينا الباحث محسن بوعزيزي أن مراكمة الفشل في السياسات التنموية المتعاقبة يقتل فكرة الديموقراطية في الأصل. أي قيمة للديموقراطية في مجتمع يتعذب في الفقر والفاقة والجوع؟ أَوَ ليس الاستبداد مع البسط في الرزق خير من ديموقراطية مع الحرمان؟ أحيانا، تبدو الحرية في حياة الناس العاديين شكلية إذا تداخلت مع الفقر والشغل والعجز أمام المرض كما يقول كلود لوفور Claude Le Fort في كتابه Essais sur la politique.
العبارة المنطلق منها في بنائها تُضمر نوعا من الحرب الصامتة التي تشن اليوم على المعاني والرموز. عالم سريع ومُتغير باستمرار، يُبنى ويتفكك ويعاد بناؤه من جديد في إبدالات مغايرة، وهو أيضا فضاء رقمي مسكون بالقلق الدائم وبتحطم السرديات الكبرى: هويات موضع سؤال متجدد، ومشاهد عنف يومية، ورموز تفقد قداستها، وجيل صاعد من المؤثرين الذين يمكن اعتبارهم "آلهة الوقت". لا شك أن الوضع العام يؤشر على حالة عطالة في المعنى، في الإحساس، في الانتماء، في المشترك...وقد يحيل أيضا على حالة من الارتباك في الموقف والرؤية.
الواقع، أن عطالة الحياة الاجتماعية أفضت إلى عطالة في الحياة السياسية، وكان من تجلياتها عدم الاتفاق على رمز معين، في المفرد أو الجمع. يتعلق الأمر، بزمن تدمير الرموز الكبرى في المعرفة، الفكر، الثقافة، الفن، التعليم، وفي الاقتصاد...يقابلها تقوي سلطة اللامعنى وتفكيك الأنسجة الرمزية. يُمكن لهذه العبارة المنطلق منها أن تُعري في جوانب منها عن خبايا العوالم الاجتماعية الدفينة في الممارسة السياسية. "لا أحد يصلح منهم" و"لا أحد يُفكر في مصلحة البلد" هي عبارات من ضمن أخرى تزيح القداسة عن الفعل السياسي Désacralisation du politique في مدار جعل وسائط التواصل الجديدة تحرق كل شيء، وتعري عن كل شيء وتقلب كل شيء.
2011 قوس كبير في مسار التحول، لكن سرعان ما تمَّ اغلاقه بإحكام. تعرضت الأحلام إلى الاختطاف. "ربيع عربي" كما روَّجت له وسائل الإعلام العربية لم يكن إلا منعرجا في متاهة طرق غير مستوية. وقتئذ ثار الإنسان العادي L’homme ordinaire على أوضاعه، لكنه سلَّم ثورته لنخبه، فجعلوا أنفسهم فوق الثورة. منذ تلك اللحظة ظل كل شيء مُعلقا في منتصف الطريق. كان السقوط بعدها مُدويا في مجتمع ألِف العلاقة العمودية في السلطة، وكان الشرخ عميقا بين أنظمة تمعن في ممارسة التسلط، وشعوب تتوق إلى التحرر. كل ما حدث بعدها ساهم في رسم مناخ عام قائم على عدم الثقة في أي شيء. والحق، يتحدث البعض عن "عصر غزو الحمقى" والعبارة تُنسب إلى جان ماري بواتيي Jean-Marie Poitier في كتابه Réseau sociaux. حيث أصبحت الارتباطات السياسية محكومة بما هو عاطفي وجداني...ما يؤلف اليوم الفعل السياسي ليس الانتماء إلى الفكرة أو العقيدة أو الرؤية بقدر ما هو الانتماء إلى العصبيات المشدودة بعواطف وروابط وانتماءات هشة وظرفية. يسار سياسي فشل في بناء سردية جديدة تتلاءم مع المخيال العربي الإسلامي في الحكم؛ وأحزاب إسلامية ظلت تسكن في أقبية التاريخ وتحرك شخوصه دون أن تكون لها القدرة على التماهي مع رهانات الحاضر. وزاد من تعميق ضبابية الصورة أننا صرنا أمام نوع جديد من السياسة، ترحال سياسي هنا وهناك أو سياحة حزبية وتسكع بين الأحزاب. باختصار، زمن الحُمق السياسي الذي دفع الشعوب العربية إلى الكفر بالقانون وبِعُلوية فكرة الدولة.
سياسة منفصلة عن القيمة والمعنى، وراهن في وضعية انتقالية صعبة بين قديم لم يمت وجديد لم يكتمل في ولادته...يتجه الوضع نحو تآكل الرمزيات وتعويضها بسرديات اللامعنى. يتعرض الفاعلون السياسيون إلى ما أن سماه الباحث التونسي محسن بوعزيزي بعملية "الإبادة الرمزية" Symbolicide. عصبيات جديدة في الحقل السياسي موضوعة في أطر حديثة، وديموقراطية القلة من أجل حكم الكثرة، وسباق التدافع نحو الغنيمة من طرف الأوليغارشيا الجديدة. لقد تمكنت هذه الطغمة من توجيه الإعلام والسياسة والاقتصاد والثقافة في الوجهة التي تريد. بعد أن كانت هذه الأوليغارشيا تتمعش من السلطة أصبحت اليوم تصنع السلطة وتخلقها وتوجهها. وساعدها في ذلك، تعطل التفكير واختفاء المثقف وبرودة الساحات الجامعية في مواكبة اليومي الساخن...كل ذلك ساهم في تشكيل هذا العالم الجديد.
حاصل القول، نحن بصدد مجتمع سياسي خفي The Hidden Political Society يعمد إلى التطاول على السلطة وتدمير رمزياتها، يتمعش بالريع، يُفكك الاقتصاد أكثر مما يبني، ويُدمر القديم دون أن تكون له القدرة على بناء الجديد.
مولاي عبد الحكيم الزاوي، أستاذ باحث