الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

سيدي إفني.. من سيثق في الوزير وهبي ليُدخله إلى منزله؟

سيدي إفني.. من سيثق في الوزير وهبي ليُدخله إلى منزله؟ صورة من أرشيف 2021، عندما حل وهبي ضيفا في بيت الراحل بلفقيه
تحت هذا العنوان تساءلت صفحة "ملتقى أيت بعمران"، عن زيارة عمل سيقوم بها عبد اللطيف وهبي وزير العدل لمدينة سيدي إفني الاثنين 13 نونبر 2023 لتدشين المحكمة الابتدائية بحاضرة قبائل ايت باعمران، وجاء في تدوينة منقولة عن صفحة "ملتقى أيت بعمران" مايلي:

لما كان الراحل عبد الوهاب بلفقيه يكرس كل وقته للعمل والبناء والتنمية، يفكر يشتغل ويجتهد وينسق وينظم، ينتقل بين الأحياء والدواوير والقرى والقبائل، ينسج العلاقات ويبحث لوهبي عن الأصوات في المداشر والقرى، ويكتفي خصومه بنسج الإشاعات وإطلاق حملات إعلامية مغرضة ضده، في استغلال مقزز للتعددية الثقافية للخريطة الاجتماعية في وادنون، وتم تحويل الصراع من مجاله السياسي ومن منطق التنافس الحزبي والتدافع السلمي والمدني، إلى صراع عرقي استعملت فيه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بل تم توظيف آلية الانفصال عبر شن حرب إعلامية منسقة ضد شخص الراحل بلفقيه وتشويه سمعته السياسية، يشنها انفصاليون في الداخل والخارج في محاولة منهم للتأثير على الدولة، وبدون الدخول في التفاصيل التي يكاد الجميع يعرفها فإن بلفقيه عبد الوهاب، رحمه الله، كان يعاني من الظلم ومن التمييز العنصري قبل أن يكون ضحية إنجاحه للبعض، وقد عبر عن ذلك بحرقة ومرارة في إحدى تصريحاته المسجلة. وبالرغم من ذلك ظل صامدا وحكيما مؤمنا بالمؤسسات. فقد قاموا بكل شيء، بالمناورات من شتى المواقع، وصرفوا أموالا طائلة وكثيرة جدا، إلا أنه انتصر عليهم في الانتخابات بفارق كبير، لأن الثقة لا تباع ولا تشترى..

هذه الظاهرة السياسية في وادنون يجب أن تدرس، لأن ما تعرض له الراحل بلفقيه، لم يسجله التاريخ من قبل، فبالرغم من أنه سخر كل تجاربه وقوته السياسية والاجتماعية لخدمة الدولة والمجتمع في منطقة حساسة كالصحراء، إلا أنه وقع ضحية لنجاحاته السياسية والانتخابية، فكيف يمكن لزعيم سياسي خاض الانتخابات المحلية والجهوية والبرلمانية، واحترم فيها كل القوانين والضوابط المؤطرة لها، وحين تصدر النتائج وحصل على المرتبة الأولى وتمكن من تشكيل فريق الأغلبية بعد عقد تحالفات مع الأحزاب الأخرى، ثارت ضده بعض الأوساط والجهات لإزاحته ب"البيروقراطية الحزبية" عن طريق سحب التزكية، موقعة من الأمين العام لحزب "التراكتور"، عبد اللطيف وهبي، هذا الذي استقبله الراحل بلفقيه في منزله وغدر به بجرة قلم، هذه ظاهرة جديدة يجب أن تدرس في الجامعات في درس "موت السياسة" و"فقدان الانتخابات للمعنى والجدوى"، فهل يعقل لحزب سياسي أن يمنح تزكية لمرشح قصد الظفر بالمقاعد والمجالس والمسؤوليات وحين يتحقق ذلك، يتم سحب التزكية من المرشح الذي حصل على الأغلبية، لتمنح الرئاسة إلى حزب آخر فشل في أن يتبوأ الصدارة وفشل في أن يقنع الحلفاء من الأحزاب السياسيين الآخرين؟! هذه سابقة جديدة في تاريخ الانتخابات السياسية المغربية، ولا تعري واقع الأحزاب وبيروقراطيتها، وإنما نسفت للأسف الشديد التجربة المغربية الفتية في الجهوية المتقدمة والموسعة. 

مأساة الراحل بلفقيه هي عنوان لإفلاس الحزبية المغربية، التي تورطت في موت زعيم سياسي مخلص ووفي للثوابت الوطنية.  

فمن سيستقبل وهبي بسيدي إفني ؟ وهل سيكون استقبالا في المنزل ام في خيمة بلابياسون!؟ ومن سيثق في وهبي ليُدخله الى منزله؟!"