الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: أهمية التخطيط التعليمي والتربوي

خليل البخاري: أهمية التخطيط التعليمي والتربوي خليل البخاري
إن التخطيط التعليمي والتربوي قاعدة أساسية وآرتكاز من أجل تنمية الموارد البشرية وصقل المهارات والقدرات والمعارف والاتجاهات  للكفاءات البشرية في جوانبها العلمية والعملية والفنية والسلوكية، وذلك على اساس أن العنصر البشري  هو الرأسمال الحقيقي للأمم والركيزة المحورية  في بناء  وتطور الشعوب. 

ويعتبر التخطيط التربوي والتعليمي مطلبا علميا واجتماعيا واقتصاديا. والتنبؤ بالمستقبل لدور التربية  بوصفها أداة فعالة  بيد الدول والمجتمعات  لتكوين المواطن الصالح  تكوينا يتفق مع أهدافها وايديولوجيتها  فالتربية والتعليم أداة تغيير المجتمع. 

إن إصلاح التعليم يكون بالتخطيط المحكم والسليم.  وهو الأداة المأمولة والمضمونة  لتجاوز أزمات العملية التعليمية ومشكلاتها  ومواجهة تحدياتها  واستشراف المستقبل  والتنبؤ  باتجاهاته  وتحقيق أهدافه  واستغلال الموارد البشرية والطبيعية والفنية المتاحة إلى أقصى حد ممكن لإحداث التغيير المنشود والإتسام بالواقعية والشمول والتنسيق والمرونة وقدرة اللحظة على مواجهة الظروف الطارئة. 

إن التخطيط السليم يكون بالإعتماد على البيانات والإحصائيات الأساسية اللازمة للتخطيط التعليمي ووجود كفاءات بشرية مدربة ومؤهلة علميا وفنيا  بالمعرفة والوعي التخطيطي، مما يستدعي وضع الخطة الاستراتيجية العلمية والتربوية والتطور التكنولوجي.. فهناك خطط طويلة المدى  تستغرق سنوات عديدة  وخطط متوسطة المدى مابين 5و10سنوات وخطط قصيرة المدى  تكون بين 1 و5 سنوات. 

ومن مبررات  التخطيط إدراك  أهمية التربية والتعليم  كأداة لتنمية قدرات الإنسان  وإمكاناته  وتحسين حياته ورفعة شان وطنه وضروري تحقيق التكامل بين أنواع التعليم مما يستلزم التحقيق لتقديم حلول شاملة تحقق التوازن بين مراحل التعليم المختلفة ومواجهة التحديات المتوقعة.. ولن يتحقق  ذلك إلا بتخطيط  قادر على قراءة المستقبل والتنبؤ به. والتخطيط عملية تفكير ترتبط بالزمن حيث يفكر الشخص في اليوم والغد وما بعد الغد ويحدد أولويات الزمن والتوقيت. 

ومن أهداف التخطيط التربوي والتعليمي توفير احتياجات المجتمع والمحافظة على الثرات  وقيم المجتمع  وتربية المواطن  الصالح  وبناء أجيال ذات هوية وطنية صادقة ومواطنة تمتلك المعارف والابداع  وتكتسب  المهارات والقيم الأساسية والتركيز على استخدام اللغة العربية مع الانفتاح على اللغات الأجنبية وغرس القيم الايجابية  في وجدان التلاميذ  والمعبرة عن الهوية الثقافية العربية. إن التخطيط التربوي والتعليمي هو عملية منظمة ومستمرة  تشمل عددا من الأنشطة وهو كذلك رسم للسياسة التعليمية  في كامل صورها.  وينبغي أن يصبح  مبنيا على أسس علمية  ومنهجيو واضحة المعالم. 

كما أن التخطيط التربوي  planification pédagogique  يقوم على مجموعة مبادئ  هي: الواقعية  وذلك بمراعاة  ظروف المجتمع وموارده المادية والهياكل  التربوية  والدراسات  الإستشرافية... والمرونةأي قابلية التخطيط للتحويل  والتبديل  والتغيير  اذا استدعى الأمر ذلك ثم  الشمولية والتكامل  بمعنى تضمين الخطة التربوية  لمختلف العناصر (الأهداف والوسائل) مع مراعاة  مختلف المجالات التي يتفاعل معها النظام التربوي  والانسجام بين مطالب الفرد وحاجات الجماعة  وتنظيم العلاقات بين مختلف الأفراد المشكلة  للمجتمع. ومن بين مبادئ التخطيط التربوي التعليمي كذلك الإستمرارية  وتعني أن التخطيط  عملية مستمرة  مع استمرار  الحياة  وحاجات النظام التربوي. 

ويتوقف نجاح التخطيط التربوي التعليمي على الموارد البشرية المؤهلة والقادرة على اتخاد القرارات ثم هناك الوسائل  والموارد المادية الكافية لتشخيص وقياس خطوات  التخطيط  وتنفيذه على أرض الواقع. 
 
وبخصوص أساليب التخطيط التربوي التعليمي فهناك ثلات مراحل أساسية: مرحلة إعداد الخطة ومرحلة تنفيذ الخطة ومتابعتها  وأخيرا مرحلة التقويم والتغذية الراجعة. 

وصفوة القول، فالتخطيط التربوي التعليمي له فوائد عديدة. فهو حجر الزاوية في الإدارة المدرسية  كما يعتبر مجلس التدبير بالمؤسسة طرفا معنيا يالتخطيط التعليمي ونادرا على تدبير عملية التخطيط شريطة توفره على كفاءات وقدرات قيادية  ومؤهلات إدارية وهو ما تفتقده عديد من مجالس التدبير بمدارسنا مع الأسف.فمعظم مجالس التدبير معطلة ولا تشتغل بانتظام ويتحكم فيها المدراء مما يعيق عملية تدبير التخطيط التربوي التعليمي.

خليل البخاري/باحث تربوي