الأربعاء 15 يناير 2025
كتاب الرأي

جمال الدين ريان: الشأن الديني في أوربا وصراع الأجهزة

جمال الدين ريان: الشأن الديني في أوربا وصراع الأجهزة جمال الدين ريان
يبدو أن الشأن الديني في أوروبا يثير الكثير من الجدل والنقاشات حيث نتابع ما يجري على الساحة الأوروبية من نقاشات وجدل حول سياسات التعامل مع قضايا الحضور الإسلامي، ويلاحِظ تعدّد وجهات النظر في منهجية التعاطي مع القضايا المطروحة لدى الدوائر الفكرية والسياسية، من أجل البحث عن التوازن بين حماية الحريات وتحقيق العدل والمساواة، وتحصين المجتمع من عوامل التصدع وحماية استقراره وأمنه.
 
المخابرات الجزائرية والإماراتية تتدخل في الشأن الديني لمسلمي أوربا وتجعل من بعض مؤسساتها وجمعياتها متابعة الأنشطة وتريد توجيهها لصالحها حتى تصبح متحكمة في الشأن الديني بأوربا.
 
يثير الشأن الديني في أوربا الكثير من الجدل والنقاشات حول سياسات التعامل مع الحضور الإسلامي ويلاحظ تعدد وجهات النظر للدول التي لها جاليات في منهجية التعاطي مع القضايا المطروحة ليس من أجل البحث عن التوازن بين حماية الحريات ولكن صراع من أجل السيطرة على الشأن الديني.
 
الجزائر تريد التسلل عن طريق مسجد باريس المعروف أيضا بالمسجد الكبير وهو واحدا من أكبر المساجد في فرنسا وكان يلعب دورا مهما في تعزيز الحضور الاسلامي بفرنسا لكنه في المدة الاخيرة أصبح في يد المخابرات الجزائرية وحتى رابطة العالم الاسلامي حيث أعطوه الضوء الاخضر وبدعم من الداخلية الفرنسية لعقد مؤتمر باريس للمجلس التنسيقي لتحالف الهيئات والجمعيات والقيادات الاسلامية في اوروبا.
 
إنها إعادة للتجربة الفاشلة الإماراتية من خلال تأسيسها ودعمها للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الذي تأسس سنة 2018 الذي ينظم مهرجانات فلكلورية بالامارات ويطلق عليها اسم مؤتمر عالمي.
 
على ارض الواقع لم يقم المجلس بأي مجهود لتنسيق مؤسسات الاقليات المسلمة باوروبا وحتى تصحيح الصورة النمطية عن الاسلام فهذا المجلس خرج من خيمته سنة 2018 مائلا.
 
هذا المجلس التنسيقي لتحالف الهيئات والجمعيات الاسلامية بأوربا لن يتحرك الى الامام لوجود صراعات في الكواليس وهناك حضور قوي لمن هم كانوا أعضاء في مجلس الامارات والتحقوا بمجلس باريس.
 
المسلمون في أوروبا يواجهون العديد من التحديات والمشاكل حيث يشعر 42 في المائة بالتمييز العنصري والتصورات النمطية عن المسلمين في الخطاب العام للسياسيين.
 
هل إقصاء المغرب الذي يعتبر شريكا استراتيجيا للإتحاد الأوروبي والذي له جالية كبيرة ويتحكم في العديد من المساجد زالمؤسسات الدينية إلى جانب تركيا هو صراع خفي بين مخابرات الجزائر والإمارات للتحكم في الشأن الديني بأوروبا ولو إقتضى الأمر بتوفير دعم مالي لمثل هذه المؤسسات الكرتونية التي كل مرة يطلق عليها إسم جديد لكن بنفس الوجوه كأن المرأة المسلمة أصبحت عاقرا؟.
 
هئلاء استثمروا وراهنوا وقامروا بأشخاص بنوا قصورهم الرملية على أساس أسطورة التواجد داخل هذه الأقليات المسلمة فهؤلاء بكل إختصار النخب الفاسدة التي إبتلت بها المجتمعات المسلمة بأوروبا.
 
عدة أشياء تبقى غامضة وغير مفهومة من هدف اللقاء التأسيسي بمسجد باريس وكذلك السؤال العريض بدون جواب هو ما الذي تريده هذه المنظمات بغظاء جزائري أو سعودي أو إماراتي إضافة إلى إستخبارات دولها من الشأن الديني لمسلمي أوروبا.