الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

محمد نشطاوي : خطاب ماكرون المستفز للمغرب يعد انتهاكا للأعراف الدبلوماسية

محمد نشطاوي : خطاب ماكرون المستفز للمغرب يعد انتهاكا للأعراف الدبلوماسية محمد نشطاوي
قال محمد نشطاوي، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش إن خطاب الرئيس ماكرون الموجه للمغاربة يشكل انتهاكا للأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية، كما لو أن المغرب بدون قيادة سياسية، وكما لو أن ماكرون يمارس وصاية على المغاربة.
وأشار محاورنا أن هذا الاستفزاز الفرنسي الخبيث يجعلنا نفكر مليا في طبيعة هذا النظام، وفي طبيعة ممارساته السياسية وإعلامه وبعض نخبه السياسية ونستشف لماذا كره الأفارقة ككل ممارسات فرنسا مع الرئيس ماكرون الذي يتعامل بشكل صبياني مع الأفارقة، كما لو أن الأفارقة لازالوا بحاجة إلى فرنسا، وكما لو أن فرنسا تمارس سلطتها الأبوية على الأفارقة ومن بينهم المغرب.
وأضاف نشطاوي أن ماكرون تناسى أن الأمور تغيرت وأن الأفارقة فهموا وعرفوا أن فرنسا لا تهمها سوى مصالحها أما الأفارقة فليذهبوا إلى الجحيم، وتناسى أيضا أن المغرب بلد ذا سيادة، بلد باستطاعته، وبإمكانه أن يدير كارثة مثل كارثة الزلزال، كما أدار أزمات أخرى وأنه ليس بحاجة لا لفرنسا ولا لغيرها، وعندما عرضت عليه المساعدات من أزيد من 100 دولة وضمنها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، لم يلبي المغرب نداء سوى أربعة دول تشترك في طبيعة العلاقات مع المغرب، من حيث احترام السيادة المغربية، وأكثر من ذلك- يقول محاورنا-أن المغرب يعي هشاشة المنطقة ويعي جيدا أن كثرة المساعدات وكثرة التدخلات قد تؤدي إلى فشل هذه المساعدات، لا سيما وأننا نستحضر حالة هايتي وحالة تركيا، لذلك فمن منطلق المسؤولية لم يرفض المغرب أية مساعدة، وإنما تريث في القبول بمساعدات وهو يعي جيدا أن المغرب قادر بأبنائه، بسلطاته، بقدراته، بمؤسساته على أن يهب لنجدة أبنائه.
واستطرد نشطاوي قائلا : " المغرب بفضل قيادته الملكية، وبشهامة أبنائه قدموا درسا للعالم ككل..درس فيه تلاحم بين الملك والشعب..درسا أبان فيه المغرب أنه يتوفر على ملك إنسان بكل ما للصفة من معنى، قريب من شعبه، يقبل رؤوس المتضررين، يعانق الجرحى، يتطوع بإعطاء دمه، يعزي، يواسي، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويواسيهم في مصائبهم، وأن الشعب المغربي هو شعب مقدام..".
ومن خلال هذه الملحمة التي فجرها الحوز – يضيف محدثنا – أعطى المغرب للعالم درسا في أن الأمة المغربية هي بمثابة أسرة، وبمثابة عائلة، الكل يحس بآلام الكل، والكل يهب لنجدة الكل..فالطرق المؤدية إلى مكان الزلزال تعج بالسيارات و بالمساعدات وبالروح الوطنية لأبناء هذا الشعب الحبيب الذي قدم بالفعل دروسا في الإنسانية، ودروسا في المسؤولية، ودروسا في التضامن..
والمغرب بسواعده وقيادته ليس محتاج لأي مساعدة، حتى من قبل فرنسا التي تحاول أن تظهر لنا الجانب الإنساني، في حين أن أعمال وأهداف فرنسا لم تكن قط ذات أبعاد إنسانية، فكل ما تعيشه القارة الإفريقية بما فيها المغرب – يضيف نشطاوي – كانت نتاج الاستعمار الفرنسي، بما في ذلك حدودنا الشرقية التي اقتطعتها لفائدة الجزائر، وهي حتى الآن لم تعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، كما أن ماكرون وحزبه ونوابه كانوا وراء توصيات في البرلمان الأوروبي في قضية " بيغاسوس" وكذلك في قضية ما يسمى ب " رشوة البرلمانيين الأوروبيين " وفي عرقلة اتفاقيات الشراكة مع البلدان الأوروبية، وبالتالي – يقول محدثنا - فلسنا بحاجة إلى دروس في العمل الإنساني، بقدر ما نحن بحاجة إلى احترام فرنسا.
 ليخلص نشطاوي بأن المستقبل القريب لفرنسا سيكون في الحضيض بدون المقدرات التي كانت تستنزفها من القارة الإفريقية.