الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
خارج الحدود

رئيس الوزراء اليساري تحت تهديد اليمين في انتخابات تشريعية في إسبانيا

رئيس الوزراء اليساري تحت تهديد اليمين في انتخابات تشريعية في إسبانيا بيدرو سانشيز، يدلي بصوته في الانتخابات الإسبانية
يدلي الناخبون الاسبان بأصواتهم الأحد 23 يوليوز 2023 للاختيار بين تجديد ولاية رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز أو إعادة اليمين إلى السلطة، كما تتوقع استطلاعات الرأي، وربما اليمين المتطرف.

ودعي لهذه الانتخابات حوالى 37,5 مليون ناخب إلى التصويت فيها لانتخاب أعضاء مجلسي النواب (350) والشيوخ (208). 

ومن بين المرشحين الأربعة الرئيسيين كان سانشيز أول من اقترع، نحو الساعة 09,10، برفقة زوجته. 
وبدا عند مغادرته مركز الاقتراع في وسط مدريد مبتسما ومرتاحا. وقال للصحافيين إن هذه الانتخابات "مهمة جدا (...) للعالم ولأوروبا". وأكد أن لديه "شعورا جيدا" بخصوص النتائج. 

كما أمل في "مشاركة تاريخية" في الانتخابات لكي تكون الحكومة المنبثقة عن التصويت "حكومة قوية حتى تتمكن إسبانيا من التقدم خلال السنوات الأربع المقبلة". 

وصوت نحو 2,5 مليون شخص بالبريد وهو رقم قياسي يعود لإجراء هذه الانتخابات لأول مرة في منتصف الصيف.
وفي غياب استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مركز الاستطلاع، يجب انتظار ساعة على الأقل لمعرفة إعلان النتائج الأولى للاقتراع. 

ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024، سيشكل فوز اليمين في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا العام الماضي، ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية. 
وسيكون لذلك طابعا رمزيا كبيرا لأن اسبانيا تتولى الرئاسة الدورية الاتحاد الأوروبي. 

وتتوقع جميع استطلاعات الرأي التي نشرت انتصارا لحزب الشعب (يمين) بقيادة ألبرتو نونيز فيجو (61 عاما). لكن غياب الاستطلاعات قبل خمسة أيام من الانتخابات يتطلب الحذر. 

فعدد الناخبين المترددين كبير (واحد من كل خمسة) ومن غير المعروف تأثير موعد الانتخابات - في منتصف الصيف وفي أوج موجة حر شديد - على المشاركة في التصويت.

ويأمل فيخو في كسب عدد سحري محدد ب176 نائبا يمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعدا. 
لكن لم يخلص أي استطلاع للرأي إلى نتيجة كهذه لحزب الشعب الذي سيضطر إلى إبرام تحالف. وشريكه المحتمل الوحيد في هذا التحالف هو "فوكس" (صوت) الحزب اليميني القومي المتطرف والمحافظ جدا الذي تأسس في 2013 بعد انشقاق عن حزب الشعب. 

وهذه نقطة الضعف الكبيرة لفيخو الذي تأثرت حملته بمفاوضات بين حزب الشعب و"فوكس" لإبرام اتفاقات في عدد المناطق التي انتزعت من اليسار في الانتخابات المحلية في 28 ماي 2023. 

فالحزب اليميني المتطرف لم يتنازل عن أولوياته بما في ذلك رفض مفهوم العنف المرتبط بالنوع الاجتماعي ورفض المتحولين جنسيا وإنكار تغير المناخ. 

وحذر زعيم الحزب سانتياغو أباسكال، حزب الشعب من أن ثمن دعمه سيكون المشاركة في حكومة فيجو، والتي ستمثل عودة اليمين المتطرف إلى السلطة، بعد ما يقرب من نصف قرن من نهاية ديكتاتورية فرانكو. 

لم يكشف فيخو نواياه بشأن "فوكس". وصرح في مقابلة مع صحيفة "إل موندو" الجمعة "قبل يومين من الانتخابات يجب ألا يقول المرشح من سيتحالف معه"، مؤكدا أن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي "ليس مثاليا". 

وجعل سانشيز (51 عاما) الذي تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمته بعد خسارة اليسار في الانتخابات المحلية التي دفعته إلى الدعوة إلى هذا الاقتراع المبكر، من التحذير من "وصول" اليمين المتطرف إلى السلطة محور حملته الانتخابية.
 
ويتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته الذي ركز إلى حد كبير على الخارطة الأوروبية عن "ثنائي مؤلف من اليمين المتطرف وأقصى اليمين". 

وقال في مناظرة تلفزيونية أن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين "ليس فقط انتكاسة لإسبانيا" على صعيد الحقوق بل "انتكاسة خطيرة للمشروع الأوروبي". 
وهو يرى أن البديل الوحيد لحكومة لحزب الشعب و"فوكس" في السلطة هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شكل في 2020، بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي الذي لم يعد يمثله حزب "بوديموس" (نستطيع). 

ولم يكن "بوديموس" شريكا مريحا لسانشيز في السنوات الثلاث وقد امتصه وحل محله هذا العام حزب "سومار" بقيادة وزيرة العمل المنتهية ولايتها الشيوعية والبراغماتية يولاندا دياز. 
لكن رييرا ساغريرا يرى أن فرص بقاء اليسار في السلطة ضئيلة. 

في المقابل، قد يجعل تشكيل جمعية بدون أغلبية من الضروري تنظيم اقتراع جديد خلال بضعة أشهر مما يشكل "مجازفة كبيرة"، على حد قوله.