الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

عبد الحق غريب: ماذا أصاب النخبة.. الانتلجنسيا ؟

عبد الحق غريب: ماذا أصاب النخبة.. الانتلجنسيا ؟ عبد الحق غريب
زملائي وزميلاتي... لا تقلقوا، ولا تُعاتبونني... أريد فقط أن أقول الحقيقة التي تعرفونها ولا أحد يمكنه نكرانها، ولكنكم لا تتكلمون عنها.
 
والحقيقة التي أقصد.. هي أنني ألاحظ أنه لا حديث ولا نقاش ولا جدال ولا حتى الهمز واللمز عن الإصلاح البيداغوجي، في أي مجموعة من مجموعات الواتساب التي أتابع (10 مجموعات)... حتى في الساحة الجامعية، لا اجتماعات في الشُّعَب ولا جموعات عامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي بخصوص انطلاق الاصلاح البيداغوجي ابتداء من شتنبر القادم2023 ...  لا شيء من هذا أو ذاك.
 
سيقول عامة الناس إن الأساتذة الجامعيين خبزيين حتى النخاع، وسيقول ميراوي وأخنوش وعبد الوافي وعبد اللطيف وفؤاد وغيرهم أنه لا خوف من الأساتذة الجامعيين..

سيقولون إن نخبة المجتمع وضمير الشعب لا يهمها الإصلاح البيداغوجي الذي سيرهن أبناء وبنات الشعب لعقود، وأن ما يهمها هو الزيادة في أجورهم وإصلاح حالهم..

سيقولون أن طبقة الانتلجنسيا التي يُفترض أنها تُزعج السلطة بأفكارها وعقلها كل ما يهمها هو الدرجة "د" و3000 درهم... ولا يعنيها في شيء دور الجامعة في إنتاج  النخب والمعرفة.

سيقولون أن مقولة "أنا ومن بعدي الطوفان" تنطبق علينا، وأن السيارات رباعية الدفع والفيلات والأرصدة البنكية هو همنا وهي أولويتنا!!.
 
الزملاء والزميلات
لا تنسوا أن المغاربة تابعوكم عندما أقمتم  الدنيا ولم تقعدوها  وتوحدتم بشكل تحسدون عليه وأضربتم ثم أضربتم  ثم طالبتم بمقاطعة الدخول الجامعي... كل ذلك دفاعا عن الجامعة العمومية كما تقولون.

لكن هيهات وهيهات.. تبيّن أن الجموعات العامة الجهوية والمحلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي واجتماعات الشُّعَب وشبكاتها والبيانات والتقارير حول الإصلاح البيداغوجي كلها كانت مزايدة للضغط من أجل إخراج النظام الأساسي و3000 درهم... هذا ما سيقولون...جاء على عظم لسانكم وفي بياناتكم وتقاريركم أن الإصلاح البيداغوجي به أعطاب واختلالات ولا يمكن تطبيقه. ماذا تغير بين الأمس واليوم حتى "ضربتو الطم" مباشرة بعد تسريب مشروع النظام الأساسي الذي ينص على درجة "د" وزيادة 3000 درهم؟؟.
 
لست سعيدا أو مرتاحا بما أكتب الآن، بل إن ما أكتب يسبب لي وجعا وأرقًا.. ولكن غيرتي على الجامعة العمومية التي تسري في عروقي تفرض علي إثارة الإنتباه إلى ما يتجاهله البعض أو يغيب عن البعض الآخر، خاصة ما يتعلق بالدور الاكاديمي والمعرفي والعلمي للجامعة العمومية، ومستقبل أبناء وبنات الشعب المغربي.
 
أعرف أن بيننا مناضلين شرفاء.. وأعرف أن بيننا المهرولون والمطبلون... وأعرف أن الأغلبية سلبية... لكن لي اليقين أن الضمير الحي دائما ينتصر، وأنه لن يستسلم الشرفاء وسيبقون يدافعون ويناضلون من أجل جيّد ومنتج وعصري، يستجيب والدور الأكاديمي والعلمي والمعرفي للجامعة ومتطلبات العصر... لن يرحمنا التاريخ..  وسيسجل أننا بِعنا الجامعة العمومية مقابل دريهمات لا تغني ولا تسمن من جوع.. إذا لم نتحرك..