الأربعاء 24 إبريل 2024
منوعات

بعد السقوط المدوي لقبة السفراء.. مكناس تتكبد أول خسارة للتراث الإسماعيلي

بعد السقوط المدوي لقبة السفراء.. مكناس تتكبد أول خسارة للتراث الإسماعيلي يسجل المراقبون غياب أي تقدم في أشغال التهيئة والترميم
خلال شهر أبريل من عام 2022 اهتزت العاصمة الإسماعيلية على وقع السقوط المدوي لقبة السفراء التي شيدها السلطان المولى اسماعيل أواخر القرن 17، نتيجة تداعيات أوراش تأهيل المدينة العتيقة، والتي تعد من أهم المعالم السلطانية لحاضرة مكناس خلال عهد السلطان المولى اسماعيل، ومع انهيارها انهارت كل محاولات الترميم والتثمين والتأهيل..واليوم وبعد مرور أكثر من سنة على هذا الحادث المؤلم الذي كانت له آثاره في نفوس أهل مكناس ومعها مختلف الباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي بالمدينة، تبدو المؤسسة المشرفة على ترميم هذه المعلمة الأثرية في إطار برنامج تأهيل المدينة العتيقة لمكناس عاجزة تماما على إعادة هيكلة القبة وإعادتها الى سابق حالها، وهو الأمر الذي يجعل المخاوف و الهواجس سيدة الموقف من أن يتم بناؤها بالإسمنت المسلح بما يحمله من تشويه وإساءة كبيرة في صفوف عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث مما سيفقد هذه المعلمة رونقها وطابعها التاريخي، وهي مخاوف تستمد مشروعيتها من عيوب وأعطاب سابقة لهذه المؤسسة بمدينة فاس، فهل نحن أمام ترميم أو تدمير للمعالم التاريخية للعاصمة الإسماعيلية – يتساءل هؤلاء في تصريحات متفرقة لجريدة " أنفاس بريس " وهل سينجح برنامج تأهيل المدينة العتيقة لمكناس الذي تقدر كلفته ب 800 مليون درهم دون خسائر ؟ 

فمن المؤكد، بحسب بعض العارفين بالملف أن أول خسارة تتكبدها معالم مكناس التاريخية هي السقوط المدوي لقبة السفراء، وهي قاعة ذات سقف هرمي مغطى بالقرميد الأخضر، زينت جدرانها الداخلية بالزليج يعلوه شريط من الجبس مزين بكتابة منقوشة عليه، و  كان السلطان مولاي إسماعيل يستقبل بها السفراء الأجانب الذين يأتون في الغالب للتفاوض حول الأسرى. وهو حادث يعود – بحسب مصادر " أنفاس بريس " الى حسابات خاطئة لمكتب الدراسات والمقاول فيما يتعلق بتدابير وإجراءات الدعم قبل الشروع في الترميم، مما كلف المدينة والتراث الإسماعيلي فقدان معلمة كبيرة هي قبة الخياطين، الأمر الذي يطرح عدد من التساؤلات وأبرزها هل مكتب الدراسات الذي تلقى مبالغ مهمة من أجل إنجاز الدراسة المتعلقة بالمشروع قبل الشروع في الترميم يمتلك الكفاءة الوازنة من أجل الإشراف على دراسات من هذا القبيل ؟ وهل وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس فتحت تحقيقا في الموضوع ؟ أم أن الملف سيتم طيه وسيدخل خانة النسيان بما يحمله الأمر من تداعيات وخيمة على التراث الإسماعيلي ؟ وهل باشرت عمالة مكناس الوصية على مشروع تأهيل المدينة العتيقة التحقيق في الموضوع ؟ .

إن طرح الملف يما يحمله من أسئلة مؤرقة لا يعد من قبيل الترف الفكري، فبعد مرور أزيد من سنة على حادث سقوط قبة السفراء، يسجل المراقبون غياب أي تقدم في أشغال التهيئة والترميم، بل على العكس من ذلك تراجعها، علما أن التساقطات المطرية الأخيرة أدت الى تراجع صلابة المبنى، وهو الأمر الذي يقتضي التعجيل بإنقاذها قبل حدوث الكارثة – لا قدر الله – والتي ستكون لها نتائج وخيمة على السور المطل على المرآب الجديد الواقع أسفل باب زين العابدين .