الخميس 6 فبراير 2025
فن وثقافة

سعاد الخمال: الأيام السينمائية الثانية فرصة لإبراز دور الصورة والسينما في مكافحة التطرف (مع فيديو)

سعاد الخمال: الأيام السينمائية الثانية فرصة لإبراز دور الصورة والسينما في مكافحة التطرف (مع فيديو) سعاد الخمال، رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب
على هامش تنظيم الأيام السينمائية الثانية، تحت شعار "الحق في الصورة"، أبرزت سعاد الخمال، رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، في تصريح ل "أنفاس بريس"، يوم الخميس 25 ماي 2023، التأثير القوي للسينما والصورة على الأطفال والناشئة، موضحة أن لهذه الأخيرة القدرة على جر هذه الفئات إلى التطرف أو إخراجهم من ذلك الإطار الديق وفتح عوالم بالفن، لكي يتمكنوا من فهم ما حدث في الماضي أو الحاضر. 
 
وفي هذا السياق، أكدت الخمال أن الصورة أضحت جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، باعتبار أن العالم الآن يعيش في عصر الصورة، وأنه ووعيا منها ومن أعضاء الجمعية بذلك، ركزوا في أنشطتهم على التوعية والتحسيس بخطورة العنف والتطرف في المؤسسات التعليمية، خاصة بعد أن لمسوا التعلق الكبير للأطفال والشباب بالعوالم الافتراضية، حيث تنتشر مقاطع الفيديو وغيرها من المنشورات، التي غالبا ما لاتخضع لأي رقابة. 
 
وعن الأفلام السينمائية التي تم عرضها خلال النسخة الثانية من الأيام السينمائية، تقول المتحدثة أن الافتتاح تميز بعرض الفيلم المغربي "كوم باك" أو "العودة"، لمخرجه إبراهيم الشكيري، وهو العمل الفني الذي لقي استحسانا كبيرا من طرف الحضور، لكونه تناول موضوع الإرهاب من زاوية الأشخاص الذين يتم استقطابهم ودس فكرة التطرف في عقولهم، لا من زاوية الضحايا،  من خلال قصة حقيقية لأسرة مغربية مقيمة في الديار البلجيكية، وقع ابنها في فخ تنظيم الدولة الإسلامية، مسلطا الضوء على المجهوات الكبيرة التي بدلتها والدته لإنقاذه من أيدي التنظيم الداعشي. 
 
وعبرت الخمال في ختام عرض "العودة"، عن تأثرها الكبير بقصته، إذ قالت في مضمون كلمة ألقتها، أنها كانت تتمنى بدورها لو تمكنت من إنقاذ ابنها الراحل الطيب الخمال، الذي راح ضحية لعملية إرهابية، يوم 23 ماي 2003، أي بعد أسبوع من أحداث 16 ماي، والذي سميت الأيام السينمائية الثانية باسمه، إحياء لذكراه وذكرى باقي الضحايا. 
 
أما ثاني فيلم سينمائي عرض خلال هذه الأيام السينمائية، تقول رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، فيحمل عنوان "صبي من الجنة"، وصفته الخمال بالرائع، إذ استعمل الصورة للإضاءة على الصراع بين الدين والسلطة، من خلال حكاية بطله "آدم"، الذي يتم استقطابه من قبل الدولة وتوظيفه في هذا الصراع، إلى أن أنصفته الحياة، ليعود إلى بلدته وهو شيخ من شيوخ الأزهر، وقد أعقب عرض الفيلم نقاش عميق بين عدد من المتداخلين، الذين أشادوا بهذه المبادرة، التي ذكرتهم باللقاءات السينمائية في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، والتي كانت تسمى بنادي السينما. 
 
أما آخر الأعمال السينمائية المعروضة في هذا الحدث الفني، متعدد الأبعاد، فيحمل اسم "زد"، وهو شريط سينمائي من كلاسكيات سنوات الستينات، وقد وقع عليه الاختيار نظرا لكونه من الأفلام القديمة شيئا ما وكذا لتطرقه لموضوع التطرف من زاوية إرهاب الدولة، وكيف كان يتم ترهيب المعارضين السياسيين آنذاك، مبرزا أن ظاهرة الإرهاب رافقت الإنسان في كل المراحل الزمنية، لكن بأشكال متعددة ومختلفة. 
 
وتخللت فعاليات الأيام السينمائية، التي احتضنها المركب الثقافي سيدي بليوط، إلى جانب العروض السينمائية سابقة الذكر، ندوة حول "أخلاقيات التعامل بالصورة في موضوع الإرهاب"، من إلقاء الكاتب والناقد السينمائي حمادي كيروم وتأطير عبد الله زيوزيو، نائب رئيس الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، حيث تمت مناقشة الأعمال السينمائية المعروضة بشكل تفاعلي بينهم وبين الحضور. 
 
وفي هذا السياق، شدد كيروم على ضرورة رسم حدود في تعامل الإنسان مع الصور وكيف يمكن للفرد التحكم فيما ينشر، مشيرا إلى أن مكونات المجتمع الآن أصبحت تشن حروبا على نفسها من خلال ما ينشر، غير آبهة بأن في ذلك اختراق لخصوصياتها، مشيرا إلى أنه لم يعد في استطاعة الأفراد رسم حدود في تعاملهم مع الصورة، في ظل غياب الوعي بقوة وخطورة الدور الذي تلعبه. 
 
 
 
الكاتب والناقد السينمائي حمادي كيروم