أعاد مهرجان "تالويكاند" الحياة الثقافية والفنية والفرجوية لأحد أقدم أحياء مدينة أكادير وقلبها النابض بعد زلزال عام 1960 إلى حدود تسعينيات القرن الماضي بعروض موسيقية، وفرجات في فضاءات مفتوحة، إلى جانب أوراش إبداعية وتكوينية وفنية، ومعارض التشكيل، والفتوغرافيا، والكتاب المستعمل، فضلا عن لقاءات مفتوحة، ومعرض للمنتوجات المجالية المحلية والجهوية، على مدى خمسة أيام.
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/1985 انفاس/10d49942-5406-4d7a-a77a-0c0e0e0fd180.jpg)
ولاقت الدورة الثانية من تالويكاند، التي اختتمت الأحد، تفاعلا شعبيا وسياحيا في الحي التاريخي لتلبورجت، وهي تحتفي بالفرجات الحية، وعروض الشارع، وذاكرة المواقع، عبر خلق فضاءات إبداعية، وعروض موسيقية، وأوراش تكوينية وثقافية وتقنية، من ورشة الكوريغرافيا، إلى ورشة صناعة المحتوى، وورشة الماكياج السينمائي والمسرحي، وورشة الفوتوغرافيا، فضلا عنرالمعرض البصري للتشكيل والكتاب المستعمل، وفضاء المنتوجات المجالية المحلية في تثاقفها البصري وتناسجها، وتقاطعاتها الخطابية مع مختلف الثقافات المتجاورة.
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/1985 انفاس/db429ed2-d33f-499e-bb04-95ac29c053f3.jpg)
وحسب المنظمين، فقد شكلت هذه الورشات الإبداعية مناسبة لتجديد العلاقة الفنية والجمالية بحي تلبرجت القديم كجزء لا يتجزأ من ذاكرة المدينة وتشييد جسور للحوار بين مختلف الثقافات وترسيخ تقاليد ثقافية جديدة في المشاركة الفاعلة والمنتجة في صناعة الفرجة.
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/1985 انفاس/1e0fd3ba-f2e0-4087-8836-d31857d3092e.jpg)
ولا تقف جهود وأفكار ومرجعيات جمعية "أكادير ميموري"، راعية التظاهرة، عند هذا الحد بل تعدته إلى إغناء ما يجعل من تلبرجت بمتخيلها الرمزي وبأبعادها الجمالية أحد أهم المنارات الثقافية محليا ووطنيا ودوليا عبر برنامج عزز انفتاح حي تلبرجت على محيطه العام، من خلال فرجات، ومعارض، وأوراش، احتضنتها فضاءات الحي التاريخي، وعلي رأسها ، ساحة التامري، ومواقع مماثلة بحي تلبرجت تشكل جميعها زخما فرجويا خصبا لمعاينة تجارب محلية ودولية للفرجات الحية والأداءات الحديثة في الرقص المعاصر والكوريغرافيا وصناعة المحتوى والفوتوغرافيا والموسيقى والرقص المعاصر والإرتجال المسرحي .
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/1985 انفاس/5850ec56-22a8-453e-bc10-39584ba27f3e.jpg)
ووفق المنظمين، تميزت هذه الدورة باستقبال تراث مدينة تيزنيت العتيقة ذات الإنتماء الثقافي والرمزي والتراثي لسوس العالمة، عبر تنظيم معرض للمنتوجات المجالية طيلة يوميات "تالويكاند"، على أن تستقبل الدورات القادمة لتالويكاند معارض ذات الحمولة المجالية لمناطق متفرقة من سوس ماسة، تثمينا وصونا للموروث الثقافي اللامادي، وتكريسا للتعدد الثقافي والفني الذي يزخر به البيت الأمازيغي الكبير في امتداداته المجالية وتجلياته الثقافية والسيميولوجية.
وحسب المتتبعين، تالويكاند لم يعد فقط ذلك اللقاء الأسبوعي الحافل بزخم الفرجات الحية، لكنه صار منارة تحتفي بالإنسان في علاقته بالفضاء العمومي وبالذاكرة الجمعية وبمختلف الأنماط السردية والأدائية والموسيقية والمسرحية التي تنتصر لمبادئ الحوار والمثاقفة والتعدد وفكر الإختلاف.
وموازة مع ذلك، جرى تكريم أبرز رموز المشهد الثقافي بمدينة الإنبعاث والتي جمعت بين قلق الإبداع وبين هم التأليف التاريخي والبحث السيرذاتي تقديرا لمسارهم الثقافي وتثمينا لعطاءاتهم الفكرية في مجال جمع وتوثيق جزء من ذاكرة المدينة منذ سنوات الأربعينيات من القرن الماضي، ويتعلق الأمر بالأساتذة الحسن الرسافي، وعبد الله كيكر، وإعزا جافري، بحضور نخبة من مثقفي المدينة جمهور تالويكاند.
وبرأي متابعين للمهرجان، فإن تالويكاند صار مكسبا حقيقيا للثقافة في مدينة أكادير، مما يستلزم دعمه ضرورة فنية وثقافية تسهم في أن تظل المدينة وجهة سياحية، وفضاء للتبادل الثقافي والفني بين شعوب العالم، وترسيخ قيم السلم والسلام، في أفق أن يتحول حي تلبرجت إلى فضاءات إبداعية مفتوحة لفناني ومثقفي العالم.