الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: بؤس إعلام الضباع وعداء الحمقى 

يونس التايب: بؤس إعلام الضباع وعداء الحمقى  يونس التايب
يلعب الإعلام أدوارا كبيرة في زمن السلام وفي أوقات التوتر الديبلوماسي والصدام العسكري بين الدول. وفي حالة الدول غير الديمقراطية، يتحول الإعلام إلى ناطق بما يفكر فيه النظام الحاكم ويتداوله في الكواليس. ويتم تكليف الإعلام الرسمي بالترويج لوجهة النظر والقرارات الرسمية في السياسة والديبلوماسية والاقتصاد وغيرها من المجالات ... 

حينها نتحدث عن وسائل إعلام مرتبطة بأنظمة تحدد لها الخط التحريري، ويقال "إعلام رسمي" أو "إعلام البروباجندا". كما تتم تعبئة الإعلام المسمى "خاصا"، حين يكون ممولا و مخترقا وموجها من طرف السلطات وأجهزة استخباراتها.

في أمثلة كثيرة لتوترات وحروب بين الدول، عهدنا أن يستعمل الإعلام سلاح الكلمة، حيث يكون الخطاب قويا والتحاليل سياسية، والخطابات تحريضية وعنيفة أحيانا، ويتم نشر أخبار كاذبة ومعلومات مفبركة. لكن، الإعلام يظل بعيدا عن لغة السب والشتم والنيل من شرف نساء الطرف الآخر، والتهجم على الأعراض بالباطل. ويمارس الإعلاميون مهامهم، بدرجات متفاوتة من الالتزام المهني، من منطلق الولاء لأنظمتهم السياسية والدفاع عن مصالح بلدانهم. 

هكذا كان الحال قبل أن يظهر نوع جديد من الإعلام أسميه شخصيا "إعلام الضباع"، أو "الإعلام بمنطق الضباع"، ابتدعه نظام يعيش على إيقاع صراعات قوية بين أجنحته العسكرية والمخابراتية المريضة والمتآكلة والمتهالكة. نظام لا زال عاجزا عن بلورة تصور استراتيجي لتدبير الدولة أو رؤية سياسية لا تخضع لمزاج من تكون له الغلبة، كل يوم، من بين تيارات عسكريين كبار يعيشون بمعزل عن الشعب المسكين والمقهور، وعن الهيئات السياسية التي تناضل من أجل ديمقراطية لم تنطلق بعد منذ 1962.

للأسف، ذلك النظام السيء الذكر، منح العالم نموذجا جديدا من الممارسة الإعلامية، من خلال التلفزيون الرسمي ووكالة البؤس للأنباء ومرتزقة قنوات اليوتوب، تتم بواسطة ضباع معدلة جينيا، لا تعرف أخلاقا ولا أعرافا ولا مبادئ، و ليس لها قواعد لعب محددة ولا خطوط حمراء. ضباع تمارس الصحافة بمنطق حيواني تحركه غريزة الإيذاء والرغبة في القتل ورؤية الدماء. 

خلال هذا الأسبوع، تابعنا نماذج صارخة للإعلام بمنطق الضباع، من خلال تقارير السب والشتم على التلفزيون الرسمي وفي مقالات وكالة البؤس للأنباء، فيها كم هائل من الخبث والقذف والإساءات في حق دولة وشعب، يعتقدون أن عليهم أن يتعاملوا معه على أنه "عدو كلاسيكي" يجوز التهجم عليه، على مؤسساته و أبناء شعبه، دون حرج من كتابة أي شيء و قول أي شيء ... 

بصدق، كنت آمل أن يتوقف ذلك النظام الحاكم، ومرتزقة الرأي لديه، وضباع اليوتوب و سماسرة الإعلام الذين يدورون في فلكه، عن نشر خطاب الفتنة والكراهية والحقد ضد المغرب. لكن، ما بثه التلفزيون الرسمي مؤخرا، يؤكد أن القوم بعيدين عن الحد الأدنى من الرشد، ولاشك أن الحال سيستمر على نفس الحال طالما ظل البلد والشعب، رهائن في يد نظام فاسد ولا أخلاقي، يعيش الحسرة بسبب عجزه عن تسجيل نقط ضد بلادنا في الديبلوماسية والاقتصاد والسياسة، ويتجرع مرارة الغبن بسبب الجبن وعدم القدرة على تنفيذ الحماقات العسكرية التي تم التخطيط لها وتحمل تبعاتها. 

ما دام الجنرال القوي في النظام إياه (لاحظوا أنني لا أستعمل لفظ "كابرانات"...!!!) لا يريد أن ينسى مرارة اعتقاله و أسره في تراب أمكالا المجيدة، سيستمر عداءه لنا و تحريضه ضد بلادنا. و يا ليته يعادينا عداء الأسوياء، عوض ما نراه من تهجمات الضباع التي تدل على أننا في مواجهة عداء حمقى يضربون بالحجر و يسبون ويشتمون دون حياء أو ذرة خجل ...

المهم... سيظل المغرب كبير على السفهاء، أحب من أحب وكره من كره.... وسالات الهضرة.