Sunday 6 July 2025
رياضة

بعد توالي الهزائم.. خمسة مفاتيح لإعادة التوهج والبهاء لعشاق الرجاء

بعد توالي الهزائم.. خمسة مفاتيح لإعادة التوهج والبهاء لعشاق الرجاء الرجاء الرياضي
بعد كل هذا الحماس الجارف لجمهور خرافي لا مثيل له على الصعيد العالمي، الآن نحتاج لقراءة نقدية شاملة لكل هذا المسار الذي لم نحقق فيه أهدافنا بغياب أي تتويج للرجاء. إن نفسية هاته الجماهير العاشقة لناديها تحتاج لرد الاعتبار. ففلسفة التنظيم الإداري للنادي تحتاج مراجعة شاملة.
خمسة عناوين كبرى يجب أن نجد لها حلولا:
 
1- يجب أن تتحول الرجاء لمؤسسة بإدارة حديثة، لأن فريق النسور أكبر من رئيس النادي كشخص، مهما علا شأنه وجيبه، للحسم مع عقلية فرد واحد يكون المتحكم في القرار ويعين حاشيته للتنفيذ. إن الرجاء يحتاج ل "رئيس للمؤسسة" وتكون هاته الأخيرة قوية واحترافية، وبتسيير حديث جماعي ومتكامل في التخصصات. إننا سئمنا من "مؤسسة الرئيس" الذي يمركز كل القرارات في يده ويصبح الآمر الناهي، ونبقى نتحمل كوارثه في كل الولايات السابقة حتى يسقط ويسقط تحقيق الإنجازات والوعود معه، ونعيد البناء من الصفر عندما تتبدد كل التراكمات، ولا يمكن في منطق القوانين لجهاز تنفيذي للمكتب أن يصدر القرارات وهو من ينفذها، هذا نوع من التضارب في المهام داخل مؤسسة الرجاء، يجب إعادة صياغة القانون الداخلي للرجاء لإعطاء جهاز مؤسسة المنخرط صلاحيتها في تسطير البرامج والخطط بشكل مهني. وللمكتب ورئيسه مهام التنفيذ، يكون فيه ربط المسؤولية بالمحاسبة سيد الموقف عند التقرير والتنفيذ. فلنتحمل مسؤولياتنا.
2- كانت مدرسة الرجاء دائما مشتلا للمواهب الصغرى، في كل الفئات العمرية، بتدرج الأطفال واليافعين في سلالم التكوين وصقل مهاراتهم، وهو ما غذى الفريق لسنين بلاعبين من الطراز الرفيع، ارتباطهم بالفريق يغلب عليه عشق الرجاء قبل المصالح المادية، إننا نحتاج بروفيلات خاصة تشرف شعب الرجاء الواسع، أكثر مما نحتاج لأجراء يؤدون مهام، أحيانا اضطراريا فقط لأن عقد العمل فيه مقابل مادي لعمل مأجور لا أحاسيس فيه اتجاه الانتماء للفريق، هذا الانتماء الذي لا يمكن أن نقبل أن يكون ببرود كما لا يمكن أن نقبل عدم شفافية العقود. فليتحمل المسيرون مسؤولياتهم.
3- إن التفويض الكارثي للدولة تسيير لوجستيك المباريات الكبرى لشركات هاوية، سبب ويسبب فظائع كبيرة، لأن مدينة من حجم الدار البيضاء، وجماهيرها الغفيرة جدا، في المقابلات الكبرى التي تجلب جمهورا كثيفا جدا، لا يمكن إدارتها فقط بمنطق التذاكر ونسب الربح والمصالح الخاصة، إن وجه بلادنا في المحك. فهذا التدبير المفوض أثبت محدوديته وأخطاءه الكارثية، إننا نحتاج لشركة وطنية برأسمال للدولة تعيد هيكلة أرباح اللعبة وضخها لتحديث كرة القدم وإدارة الأحداث الكبرى بشكل احترافي، وكذا تمكين الفرق وطنيا من جزء أكبر من المداخيل لتحديث بنياتها التسييرية. فلتتحمل الدولة مسؤولياتها.
4- إن ثرات جمهور الرجاء من المهم أن يتحول لثقافة تعطي صورة إبداعية وحضارية لهذا الجمهور العريق، وعلى أكاديمية النادي أن تخصص جزء من تكاوينها وتأطيرها لكي يستمر هذا النفس الإبداعي والشغف الخلاق للأجيال اللاحقة. إن الرقي الذي عبرت عنه تيفوهات الرجاء، بالعلاقة مع عوالم الأدب والسينما والمسرح والموسيقى، يجب صقل مواهبه، بالتربية على الفنون والتشجيع الحضاري، إن مدرسة الشغف الإبداعي لشعب الرجاء من مهامنا أن تستمر في الزمن، فلنتحمل كجمهور محب مسؤوليتنا.
5- فعلا هناك اختلالات كبرى في تدبير الشأن الكروي على مستوى العصبة والجامعة، لكنها ليست كل المسببات للانتكاسات التي تعيشها الرجاء، فليست المؤامرات وحدها هي الشماعة التي سنعلق عليها عدم تحقيق الإنجازات، فلنركز بشكل كبير على اختلالاتنا الداخلية، ولندقق متى نرافع على مطالب العدالة الكروية ومتى نفاوض مؤسسات الدولة ومتى نبني معها الشراكات من أجل الحلول، فنحن في مركب واحد، ولكي يكون صوتنا مسموعا، يجب أن نكون أقوياء في الميدان وفي التسيير وفي التشجيع وفي المؤسسات. فلنتحمل مسؤولياتنا جميعا في بناء جسور الثقة.
 
ملحوظة: إن فقد أي مشجع أو مشجعة من جماهير الرجاء، يعتبر خسارة كبيرة لنا، قلوبنا مع الأسر المكلومة، والرحمة والمغفرة لمن فقدنا. مبدأ السلامة يجب أن يكون هاجس الجميع.
 
 
عن صفحة: "فلاسفة الرجاء"