نشرت المجلة الألمانية " تيما" في عددها الثامن المزدوج الورقي والإلكتروني، الذي خصصته لمحور دور " الديبلوماسية الثقافية " في دعم التفاهم والتقارب الثقافي بين ألمانيا والمغرب وأهمية العلاقات المتنوعة للفاعلين السياسيين والثقافيين على المستوى الخارجي في تقوية التشبيك بين البلدين، بورتريه للفنان التشكيلي المغربي حميد بوخراز بقلم الصحفي " يان دالبيرت"، موقع "أنفاس بريس" يقدم في هذه الورقة ترجمة للمقال كما جاء في المجلة الألمانية:
ازداد حميد بوخراز بمدينة القنيطرة المجاورة للعاصمة الرباط، حيث يعيش ويشتغل إلى اليوم. انجذب منذ طفولته إلى عوالم الرسم والصباغة، بداية بأقلام الرصاص واستعمال ألوان صباغة النسيج في رسومات فنية على الحرير والمنسوجات، وفي مرحلة لاحقة في تجربته الفنية انتقل بوخراز إلى صباغة الأكريليك على القماش ثم إلى استعمال تقنية مختلطة عبر توظيف الورق والرمل، ليلج قبل حوالي عشر سنوات عوالم صباغة التجريد..
تثير الأعمال الفنية للتشكيلي حميد بوخراز بشكل لافت من خلال ألوانها الضاربة القوية والساطعة ومن خلال تناولها لموضوعات تتميز بقوة التعبير وعمق الإحساس، إذ تحضر في لوحاته الفنية بشكل جلي تيمة " الفن وتلاقي الثقافات المختلفة "، كيف لا وهو يحوز في تجربته سلسة غنية من اللوحات الفنية إلى جانب أبحاث في الفن الفوتوغرافي، كما أنه الأن منهمك في الإشتغال على أعمال تجريدية تتناول مواضيع راهنة مثل " الثقافة والتكوين" و" الفن وتلاقح الثققافات"..
كما يقارب بوخراز أيضا في لوحاته الفنية علامات ورسم الكتابة في اللغات المغربية المختلفة وهو بذلك يساهم في تجسير وتقوية حوار بين الثقافات أيضا داخل بلده المغرب، إذ يحضر " رمز المثلث" باستمرار في أعماله الفنية، الذي يعبرعن أساس العيش المشترك، التضامن والاحترام والتسامح، وهو الرمز الذي اتخده أيضا الفنان بوخراز شعارا له شخصيا..
كما تبقى المواضيع التي تنادي بالسلم والسلام والتفاهم مابين الشعوب قضايا ذات أولوية في اشتغال الفنان وقريبة من وجدانه وعن هذا يقول:" نحن في ألمانيا والمغرب نعيش في بلدين يعم فيهما السلم والسلام، وهذا تفتقده اليوم بلدان قريبة من محيط أوروبا.."، ويضيف " فإلى جانب دور الثقافة في تغذية الإنسان فهي أيضا تربط مابين الشعوب وتسهم بذلك في بسط جسور السلم مابين الثقافات..".
أعمال الفنان التشكيلي حميد بوخراز سبق أن تم عرضها للجمهور ولاتزال منذ العام 1987 في معارض فنية معروفة في مدن القنيطرة، الرباط، الصويرة ووجدة إلى جانب مشاركتها في معارض جماعية أخرى على الصعيد الوطني في المغرب، كما حضرت في قاعات عرض عالمية حتى الأن في مدريد، كولونيا وشفيرين وعدد من المدن الألمانية الأخرى..
ترجمة بوعمرو العسراوي