الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

سمير شوقي: الأحزاب والكرة.. خيوط اللعبة

سمير شوقي: الأحزاب والكرة.. خيوط اللعبة سمير شوقي
لوحظ مؤخراً اهتمام كبير من السياسيين بالكرة و لمسيري الكرة بالسياسة. و كأنهم "فهموا" أخيراً أن الجمع بين السياسة والرياضة يمنح السلطة، أما إذا أُضيف إليهما المال و الأعمال فيجمعوا بذلك السلطة و الجاه والمكانة.
و في سبيل ذلك، بعضهم على استعداد للتنازل على "الكثير" و أحياناً حتى التضحية بالألوان التي أخرجتهم من العدم وجعلتهم في مركز الأضواء! 
سياسيو اليوم لا علاقة لهم بما كان قبل أربعين و خمسين سنة. ففي السبعينات كان محمد مكوار رحمه الله سفيراً للمغرب بهولندا و ما تبُثَ أنه استعمل موقعه السياسي ليُفيد فريقه. و المرحوم المعطي بوعبيد كان الوزير الأول للمملكة و ما ربح على عهده فريقه أي لقب بطولة. كانوا يعشقون الكرة فقط لاغير.
اليوم، ثلثي فرق القسم الأول تُسَيّرْ برؤساء سياسيون و برلمانيون و رؤساء جماعات و أعضاء مكاتب سياسية و أحياناً يجمعون كل ذلك و يُضيفونه لمنصب "رئيس" النادي.. حتى فوزي لقجع جاء للجامعة سنة 2014 محمولاً على أكتاف البام الذي كان يُسيره الرجل القوي آنذاك، إلياس العماري. و نتذكر جميعاً كيف جرى هذا الجمع العام المشهور!
هذا التكتل يُشكل مجازفة على نزاهة اللعبة في ظل التمركز المُلاحظ لدى بعض الأحزاب. فمثلاً حزب التجمع الوطني للأحرار يضم هشام أين منا (شباب المحمدية) و محمد هوار (مولودية وجدة) و محمد الحيداوي (أولمبيك آسفي) و محمد بودريقة (رئيس أسبق للرجاء الرياضي) و حسن فيلالي (اتحاد الخميسات) و اسماعيل الزيتوني (أولمبيك الدشيرة) وأغلبهم يشغل منصب في اللجان المقررة بالجامعة أو العصبة. 
أما حليف حزب الأحرار أي حزب الأصالة و المعاصرة، فيسيطر على العصبة الإحترافية التي شغلها سعيد الناصري (الوداد الرياضي) مدة ثماني سنوات، تم سلمها لرفيقه في الحزب عبد السلام بلقشور (قبل ان يُغير البوصلة للإتحاد الإشتراكي)، و هناك أسماء أخرى تعزز تموقع البام في المشهد الكروي كمحمد الدفوف (اتحاد طنجة) و نورالدين البيضي (يوسفية برشيد).
و هناك سياسيون آخرون موزعون على عدة فرق أبرزهم محمد جودار من الاتحاد الدستوري (فتح اسبانية) و هو نائب رئيس الجامعة و نائب رئيس مجلس النواب، و حكيم بنعبدالله (نهضة بركان) و آخرون.
السياسة كما تُمارس اليوم أصبحت مفسدة للكرة و منبعاً للفضائح، فساهمت في القضاء على مصداقية و سمعة اللعبة الأولى بالمغرب. و أرشيف غوغل و يوتيوب مليء بنماذج هذه الفضائح التي مازلنا ننتظر الكشف عن أسماء "بؤساء" آخر فضائحها.
و في الأخير، نأسف للدور السلبي الذي تلعبه الأحزاب في تزكية أشخاص يجرون ورائهم الفضائح. و مؤخراً كان حزب الأحرار قد أعلن أنه سيعرض على اللجنة التأديبية أحد أعضائه المورطين في فضيحة تذاكر قطر. فانتظرنا لنرى و نهنأه بهذه الخطوة، فما فعل و مارأينا إلا السراب.
السراب الذي سيطال الكرة المغربية إذا لم تكن هناك إرادة سياسية قوية لتخليق الكرة، تخليقٌ يجعلنا نحمل جميعاً على أكتافنا ملف ترشيح المغرب 2030، لكن بمعية أناسٍ طاهرين، أشراف، وطنيين، نزيهين … فقط لا غير.