الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: شكرا لمن قرر استعمال الدرون على الطرق

إدريس الأندلسي: شكرا لمن قرر استعمال الدرون على الطرق إدريس الأندلسي
وجب علي توجيه الشكر على من اتخذ قرار البدء في استعمال الطائرات دون سائق لرصد أفعال مجرمي الطريق. شكرا واجبا لكم يا من تسهرون على قمع من يعرضون حياة مستعملي الطريق للخطر الداهم  والمؤدي إلى أوخم العواقب. لا أرجو إلا تعميم هذه الوسيلة التكنولوجية على كل شبكات الطرق ببلادنا. مجرمو الطريق ينتمون إلى كل الطبقات الإجتماعية. وأكثر هؤلاء من علية القوم وذوي  العلاقات والسطوة و الذين لا يحترمون حقوق المواطنين. 
 
قرر وطني أن أمشي على طرقه وأنا مطمئن البال.  رسم مهندسو الطرق مجالات تسمح بمنح الأسبقية لمن يمشون على أرجلهم  في احترام تام للممرات المخصصة للراجلين.و لكن الرافضون للقانون  والرافضون للمساواة والرافضون لكل خطوات بلادي في إتجاه  التقدم والنمو والحضارة تصيبهم كل الأمراض النفسية حين يفرض عليهم الشرطي والدركي أداء غرامات مقابل مخالفاتهم لقانون السير. وتبا لهم وكم أود أن تنزع  منهم كل الرخص حتى يخضعوا لقوانين الوطن. 
 
صدقت أن ما حصل في مدن شمال المغرب سيطبق في عاصمة المغرب ومركز قراراته. ولكنني اصطدم يوميا مع علية القوم وسفلتهم حين أحاول المرور المخصص للراجلين.  أول من يمطرونني بوابل من السب  و الاحتجاج اؤلئك الذين تم الترخيص لهم بسياقة سيارات الأجرة و خصوصا البيضاء منها. وثانيهم اؤلئك الذين يغامرون بحياتهم لنقل وجبات سريعة دون أي إحترام لقواعد المرور وخصوصا الضوء الأحمر. وأصبحت من عشاق كل مشروع يشجع على تنمية النقل العمومي داخل المدن وذلك اتقاءا  لكل تصرف متهور على الطريق. أتمنى إخضاع كل حافلات نقل المسافرين لكل وسائل المراقبة الممكنة وذلك حماية لهم وللمسافرين ممن تفرض عليهم  المغامرة بالحياة وخرق القانون  و الاستهتار بكل غال وبكل قيم الحياة. 

أخاف كثيرا على شباب الدراجات النارية وهم يغامرون كل يوم من أجل دراهم معدودة. إن "حرقوا " الضوء الأحمر يجد سائق السيارة التي صدمتهم في قلب زوبعة مسطرية ويجدون أنفسهم في سرير في إنتظار طبيب في مصلحة مستعجلات وبعدها في بيت أسرة تحاول التخفيف من آلامه لمدة طويله.  
 
عدم إحترام قواعد السير تكلفنا الملايير و تجعل اقتصادنا يفقد جزءا من المواطنين المنتجين في كافة القطاعات وفي كافة درجات الكفاءات. ولهذا قدر المختصون آثار فقدان ما يزيد على أكثر من 3500 مواطنا وآلاف المعطوبين بازيد من 2% من نسبةالنمو السنوية للاقتصاد الوطني. لكل هذا يجب خلق نظام للسائقين الخاص بالسير الطويل على الطرق والسهر على حمايتهم من طاغوت مالكي الحافلات. والأهم من كل هذا وذاك وضع نظام إلكتروني لحماية كل الحافلات لرصد كل المخالفات وضبطها في الحين من خلال نظام رصد يحمي الأرواح من التهور ومن السكوت على الحالة الميكانيكية للحافلات. وتحية لكل مبادرة لتعميم مراقبة "الدرون" لكل أعداء الحياة والسلامة الطرقية.