قالت مصادر مطلعة لـ "أنفاس بريس" إن القناة الثانية قررت سحب الوصلة الإشهارة لشركة "الضحى"، وهي الوصلة التي يظهر فيها الممثل البشير السكيرج رفقة المنشط التلفزيوني رشيد العلالي صاحب برنامج "رشيد شو" وهو يصف بناته الأربعة بلفظة "العقوبات" بعد أن وضعهن في المزاد العلنين، مطالبا رشيد العلالي بأن يتزوجهم دفعة واحدة، قبل أن يتوسل إليه بالزواج من ثلاث، ثم اثنتين، ثم واحدة فقط.
وحسب مصادر "أنفاس بريس"، فإن لجنة داخلية بالقناة الثانية تعنى بالعناية بصورة المرأة في الإعلام وضمان عدم ترويج صورة مسيئة عن المرأة تشكلت، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في مارس الماضي بعد إعداد ميثاق يهم تحسين صورة المرأة في الإعلام وتخليصها من الصور النمطية السائدة، أقرت بوقوع خرق للميثاق المذكور من خلال الوصلة الإشهارية. وأشارت المصادر نفسها أن الاتصالات جارية مع الشركة المنتجة للوصلة من أجل سحبها وتعوضيها بوصلة أخرى تفاديا لأي تداعيات محتملة، خصوصا بعد دخول فعاليات نسائية على الخط احتجاجا على خرق ميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام، والذي أعدته القناة الثانية بعد استشارات واسعة من الفعاليات النسائية الوازنة في المغرب.
في السياق ذاته، وتعليقا على الوصلة الإشهارية التي أثارت جدلا واسعا على الشبكات الإجتماعية، قالت فوزية العسولي رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، إن شركات الإنتاج التي تنتج الوصلات الإشهارية لم تتمكن لحد الآن من إبداع وسائل تمكنها من بعث رسائلها إلى الجمهور بذكاء مع احترام القيم التي أضحت محل إجماع من لدن المجتمع.المغربي؟ وبالتالي، تقول العسولي، تبقى وسائلها بذيئة وتعتمد على موروث ثقافي بسيط ومبتذل معتقدة أن الحمولة الثقافية لغالبية الفئات التي يوجه لها الخطاب هي فئات متخلفة، علما أن غالبية المستفيدين من السكن الذين تروج له "الضحى" هم من النساء اللواتي لن يقبلن أن تهان كرامتهن، علما أن غالبية المقتنين للشقق السكنية هم من النساء، سواء لوحدهن أو بشراكة مع الرجل.
وذكرت العسولي أن الوصلة الإشهارية لـ "الضحى" أثارت استياء واسعا في صفوف النساء بما يعنيه من فشل في الوصول إلى الهدف الذي كانت تتوخاه من خلال الترويج لمنتوجها السكني.
حجيبة ماء العينين (صحافية بمجلة "للافاطمة") عبرت هي الأخرى عن استيائها من مضمون الوصلة الإشهارية المسيئة لصورة المرأة، وإن كانت تؤكد أن هذا الصنف من الإشهارات ظل دائما حاضرا في الإعلام.. لافتة الإنتباه الى أن تحرك الفعاليات النسائية جاء متأخرا. فالإعلام الذي من المفروض فيه أن يكون واعيا بمسؤولياته المجتمعية من خلال الرقي بمستوى وعي الناس وإشاعة ثقافة احترام حقوق المرأة وحقوق الإنسان، تضيف حجيبة، نجده يكرس النظرة الدونية تجاه المرأة والتمييز الخطير بين الرجل والمرأة. وهو الأمر الذي يجد تفسيره، حسب رأيها، في الهاجس الربحي لشركات الإنتاج التي تعتمد بشكل كبير على المرأة للتسويق تماشيا مع الثقافة المترسخة في المجتمع بدل تكريس ثقافة احترام المرأة. مشيرة إلى أن الوصلة الإشهارية لـ "الضحى" تكرس الصور النمطية السائدة تجاه المرأة وتسيء إلى كل مختلف التطورات التي عرفها المغرب فيما يخص النهوض بحقوق المرأة.