رتابة قاتلة تعيشها مدينة التراب، مقابل حركة دؤوبة ونشيطة لقطارات الفوسفاط صوب عاصمة الرحامنة بن جرير وعاصمة السمك أسفي، رغم إغلاق كل المناجم الباطنية بموقع الكنتور والاكتفاء باستغلال المكشوف على وجه البسيطة، في ظل غياب تواصل محلي اجتماعي وثقافي وفني وإبداعي يقلل من منسوب الاحتقان الذي تتلاطم أمواجه بدون شطآن.
رتابة قاتلة تعيشها مدينة "الْوِيجَانْطِي" مقابل ارتفاع نشاط منسوب زبناء مقاهي باردة الجدران، مكتظة بوجوه بئيسة تبحث عن أخبار "البوز" و "روتيني اليومي" التي تقتات من مجاري قنوات الفضائح والكوارث، وتتابع من حين لآخر جديد غلاء الأسعار وبلاغات الحكومة على لسان وزيرها الناطق بلغة التسويف والمماطلة.
رتابة قاتلة، يلمس المواطن اليوسفي وقعها على الحجر والشجر والبشر كلما استحضر وقارن بين ماضي المدينة الجميل وتراكماتها الرائعة التي عاشها وتفاعل فيها ومعها عمال المناجم والمهندس والطبيب والفلاح والطالب والمثقف والفنان والمبدع والإعلامي على مستوى الثقافة والفكر والرياضة والبيئة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، وبين حاضرها البئيس الذي اكتسحت فيه كائنات التخلف والقبح والتهميش فضاءاتها كفزاعات مرعبة.
رتابة قاتلة لا مفر منها بفعل فاعل، أضحت لا تفرخ إلا تلك العلامة الفارقة من علامات التراجعات المهولة التي طالت قيمنا الجماعية والمجتمعية والأسرية، وتصدرت المشهد اليومي في الشارع والزقاق والدرب والحي، وصنعت من جيل طوابير الشباب واليافعين والأطفال جحافل من جيوش تزحف وتدق طبول اليأس والتفاهة والسخافة أمام أعين تلك الكائنات الطفيلية التي استحلت المكان والزمان وطاب لها المقام في مدينة كانت سباقة لإنتاج أعلام العلم والمعرفة والثقافة ونجوم الرياضة وأبطالها في كل الشعب التنافسية.
من صنع واقع رتابتنا القاتلة يا سادة، ومدينتنا الصامدة أعطت في زمن مضى الشيء الكثير عبر مسار تاريخي حافل بالمنجزات التي يشهد عليها المعلم والأستاذ والمهندس والطبيب والعالم والشاعر والفنان المبدع والموسيقي والرياضي؟.
بالله عليكم، راجعوا أوراق مدينتنا الجميلة، اقرأوا أرشيفنا، استنطقوا شاشة عرض أفلام الحائط بالقرى المنجمية (قرية سيدي أحمد و قرية الَمْزِينْدَةْ ومنطقة لَبْلُوكْ)، واسألوا رحمكم الله جدران قاعات سينما الأفراح وسينما الحمراء، وفتشوا بين وثائق جمعيات جادة اشتغلت بمؤسسة دار الشباب الأمل وجمعية "لَاجِيفَاكْ" وفضاء المسبح الفوسفاطي، ومنصات سهرات الفرجة والفرح في الهواء الطلق.
إن كنتم لا تصدقوا تاريخ مدينتنا، أحيلكم على ذاكرة مجموعة ناس الغيوان صديقة الطبقة العاملة، إسألوا "مْجَادِيبْ الْحَالْ" عن مشاعر ناس اليوسفية وأهلها وأحبابها بربوع القبيلة، إسألوا أعضاء مجموعات جِيلْ جِيلَالَةْ ولَمْشَاهَبْ والتَّكَّادَةْ والسِّهَامْ... بل إسألوا الراحل الفنان الحياني وزملائه عن تواصله مع الجمهور، وتتبعوا مسار الفنانة نعيمة سميح وعبد الهادي بلخياط، ولطيفة رأفت واللائحة طويلة يا سادة يا كرام لتعرفوا ذوق ساكنة اليوسفية.
تاريخ مدينة اليوسفية دونته سيرة المقاومة ورجالاتها بالغالي والنفيس، وأرخته وراكمته بفعلها الثقافي والفني وثائق مهرجانات المسرح والسينما والروائيين والصحفيين، ودونته أقلام أعلام الثقافة والعلم من خلال الندوات الفكرية ذات الصلة، أيام صناعة الأفلام الطويلة والقصيرة بالصورة الناطقة والكلمة والسؤال الحارق. لذلك فاليوسفية في ذاكرة كل من هو شاهد على عصرها، كانت صديقة المفكر والمثقف والمبدع والفنان والسينمائي والمسرحي والموسيقي ولم تبخل كذلك على الصحفي والإعلامي الذي كان يحمل قلم رصاصه من أجلها وأجل ساكنتها.
بالله عليكم ابحثوا عن إنجازات الأبطال والنجوم في قاعات رياضة الجمباز وأسمائها الخالدة من مدربين ومدربات ومحترفين ومحترفات، ولا تقللوا من شأن عطاءات أبناء المدينة بين ممرات مضمار السباق، وملاعب كرة القدم وكرة الطائرة والسلة والمضرب، بل أسألوا مضمار سباق السيارات وأبطال الكرة الحديدية عن منافساتهم نهاية الأسبوع.
بالله عليكم يا سادة يا كرام أفتحوا صندوق كنوز تراثنا لتكتشفوا ما يزخر به من ألوان وأنماط غنائية وموسيقية وعادات وتقاليد وطقوس اجتماعية...وابحثوا عن سيرة عَلَّامْ الْخَيْلْ في مواسم القبيلة وأعراسها ومناسباتها الدينية والوطنية، هذا "الْعَلَّامْ" الذي أثلج الصدور بطلقات البارود معلنا عن شهامة رْجَالْ لَبْلَادْ.
أرجوكم لا تنسوا تصفح الأوراق الثبوتية لرئة المدينة التي كانت تضخ أوكسيجين الحياة الطبيعية لما كان "الْعَرُّوكْ" يحرس الغابة الشاسعة الأطراف على صهوة جواده، ذلك الفضاء الذي كان يعج بالوحيش والطيور والنباتات وأشجار الكاليتوس الشاهدة على جمال بيئتنا والتي كانت منتجعا طبيعيا للساكنة والزوار والضيوف من كل صوب وحدب أيام فصل الربيع والصيف للإستمتاع بجمالها الخلاب والاستثنائي.
أستحلفكم بالله أن تنقّبوا بأياديكم في أرشيف وثائق وصور حزامنا الأخضر وحدائقنا وبساتيننا التي كانت تحيط بمدار الحي المحمدي وتؤثث مجاله الجغرافي بحاضرة الفوسفاط، وتستقطب الأسر والعائلات رفقة الأطفال للإستمتاع بجمال هندسة بيئية غاية في الدقة والجمال، وأقرأوا السلام لعمال الفوسفاط الذين كانوا يسهرون ليل نهار من أجل عيون المدينة الفوسفاطية قبل أن تسرقها شركات المناولة فضلت طريق الربح عوض الاستثمار.
لن أطيل عليكم من الإحالات التاريخية التي تنبض بعشق مدينة اليوسفية، وسأكتفي بما هو أعلاه لوخز مؤخرة من يجلس على كرسي المسؤولية لربما تصل رسائل "الرتابة القاتلة" اليوم هنا والآن، لعل وعسى أن تتحرك الضمائر وتعيد لنا ما ضاع من أحلام وآمال.
إن رحم مدينة اليوسفية خصب و وَلَّاد، لذلك لا نريد منكم أيها السادة، إلا إعادة نقطة ضوء تنير كل ما هو جميل ويصنع الجمال ويواجه الرتابة القاتلة، نريد ثقبا بحجم خرم إبرة يتسلل منه نور المعرفة و الثقافة والفن من داخل قاعات السينما المغلقة وقاعات العروض الباردة بدور الشباب والثقافة، والاشتغال على برامج ثقافية وتراثية وفنية وبيئية ورياضية، تقف جنبا إلى جنب مع ثلة من أبناء المدنية الذين يجابهوا كل أشكال الردة في جميع المجالات.
رتابة قاتلة تعيشها مدينة "الْوِيجَانْطِي" مقابل ارتفاع نشاط منسوب زبناء مقاهي باردة الجدران، مكتظة بوجوه بئيسة تبحث عن أخبار "البوز" و "روتيني اليومي" التي تقتات من مجاري قنوات الفضائح والكوارث، وتتابع من حين لآخر جديد غلاء الأسعار وبلاغات الحكومة على لسان وزيرها الناطق بلغة التسويف والمماطلة.
رتابة قاتلة، يلمس المواطن اليوسفي وقعها على الحجر والشجر والبشر كلما استحضر وقارن بين ماضي المدينة الجميل وتراكماتها الرائعة التي عاشها وتفاعل فيها ومعها عمال المناجم والمهندس والطبيب والفلاح والطالب والمثقف والفنان والمبدع والإعلامي على مستوى الثقافة والفكر والرياضة والبيئة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، وبين حاضرها البئيس الذي اكتسحت فيه كائنات التخلف والقبح والتهميش فضاءاتها كفزاعات مرعبة.
رتابة قاتلة لا مفر منها بفعل فاعل، أضحت لا تفرخ إلا تلك العلامة الفارقة من علامات التراجعات المهولة التي طالت قيمنا الجماعية والمجتمعية والأسرية، وتصدرت المشهد اليومي في الشارع والزقاق والدرب والحي، وصنعت من جيل طوابير الشباب واليافعين والأطفال جحافل من جيوش تزحف وتدق طبول اليأس والتفاهة والسخافة أمام أعين تلك الكائنات الطفيلية التي استحلت المكان والزمان وطاب لها المقام في مدينة كانت سباقة لإنتاج أعلام العلم والمعرفة والثقافة ونجوم الرياضة وأبطالها في كل الشعب التنافسية.
من صنع واقع رتابتنا القاتلة يا سادة، ومدينتنا الصامدة أعطت في زمن مضى الشيء الكثير عبر مسار تاريخي حافل بالمنجزات التي يشهد عليها المعلم والأستاذ والمهندس والطبيب والعالم والشاعر والفنان المبدع والموسيقي والرياضي؟.
بالله عليكم، راجعوا أوراق مدينتنا الجميلة، اقرأوا أرشيفنا، استنطقوا شاشة عرض أفلام الحائط بالقرى المنجمية (قرية سيدي أحمد و قرية الَمْزِينْدَةْ ومنطقة لَبْلُوكْ)، واسألوا رحمكم الله جدران قاعات سينما الأفراح وسينما الحمراء، وفتشوا بين وثائق جمعيات جادة اشتغلت بمؤسسة دار الشباب الأمل وجمعية "لَاجِيفَاكْ" وفضاء المسبح الفوسفاطي، ومنصات سهرات الفرجة والفرح في الهواء الطلق.
إن كنتم لا تصدقوا تاريخ مدينتنا، أحيلكم على ذاكرة مجموعة ناس الغيوان صديقة الطبقة العاملة، إسألوا "مْجَادِيبْ الْحَالْ" عن مشاعر ناس اليوسفية وأهلها وأحبابها بربوع القبيلة، إسألوا أعضاء مجموعات جِيلْ جِيلَالَةْ ولَمْشَاهَبْ والتَّكَّادَةْ والسِّهَامْ... بل إسألوا الراحل الفنان الحياني وزملائه عن تواصله مع الجمهور، وتتبعوا مسار الفنانة نعيمة سميح وعبد الهادي بلخياط، ولطيفة رأفت واللائحة طويلة يا سادة يا كرام لتعرفوا ذوق ساكنة اليوسفية.
تاريخ مدينة اليوسفية دونته سيرة المقاومة ورجالاتها بالغالي والنفيس، وأرخته وراكمته بفعلها الثقافي والفني وثائق مهرجانات المسرح والسينما والروائيين والصحفيين، ودونته أقلام أعلام الثقافة والعلم من خلال الندوات الفكرية ذات الصلة، أيام صناعة الأفلام الطويلة والقصيرة بالصورة الناطقة والكلمة والسؤال الحارق. لذلك فاليوسفية في ذاكرة كل من هو شاهد على عصرها، كانت صديقة المفكر والمثقف والمبدع والفنان والسينمائي والمسرحي والموسيقي ولم تبخل كذلك على الصحفي والإعلامي الذي كان يحمل قلم رصاصه من أجلها وأجل ساكنتها.
بالله عليكم ابحثوا عن إنجازات الأبطال والنجوم في قاعات رياضة الجمباز وأسمائها الخالدة من مدربين ومدربات ومحترفين ومحترفات، ولا تقللوا من شأن عطاءات أبناء المدينة بين ممرات مضمار السباق، وملاعب كرة القدم وكرة الطائرة والسلة والمضرب، بل أسألوا مضمار سباق السيارات وأبطال الكرة الحديدية عن منافساتهم نهاية الأسبوع.
بالله عليكم يا سادة يا كرام أفتحوا صندوق كنوز تراثنا لتكتشفوا ما يزخر به من ألوان وأنماط غنائية وموسيقية وعادات وتقاليد وطقوس اجتماعية...وابحثوا عن سيرة عَلَّامْ الْخَيْلْ في مواسم القبيلة وأعراسها ومناسباتها الدينية والوطنية، هذا "الْعَلَّامْ" الذي أثلج الصدور بطلقات البارود معلنا عن شهامة رْجَالْ لَبْلَادْ.
أرجوكم لا تنسوا تصفح الأوراق الثبوتية لرئة المدينة التي كانت تضخ أوكسيجين الحياة الطبيعية لما كان "الْعَرُّوكْ" يحرس الغابة الشاسعة الأطراف على صهوة جواده، ذلك الفضاء الذي كان يعج بالوحيش والطيور والنباتات وأشجار الكاليتوس الشاهدة على جمال بيئتنا والتي كانت منتجعا طبيعيا للساكنة والزوار والضيوف من كل صوب وحدب أيام فصل الربيع والصيف للإستمتاع بجمالها الخلاب والاستثنائي.
أستحلفكم بالله أن تنقّبوا بأياديكم في أرشيف وثائق وصور حزامنا الأخضر وحدائقنا وبساتيننا التي كانت تحيط بمدار الحي المحمدي وتؤثث مجاله الجغرافي بحاضرة الفوسفاط، وتستقطب الأسر والعائلات رفقة الأطفال للإستمتاع بجمال هندسة بيئية غاية في الدقة والجمال، وأقرأوا السلام لعمال الفوسفاط الذين كانوا يسهرون ليل نهار من أجل عيون المدينة الفوسفاطية قبل أن تسرقها شركات المناولة فضلت طريق الربح عوض الاستثمار.
لن أطيل عليكم من الإحالات التاريخية التي تنبض بعشق مدينة اليوسفية، وسأكتفي بما هو أعلاه لوخز مؤخرة من يجلس على كرسي المسؤولية لربما تصل رسائل "الرتابة القاتلة" اليوم هنا والآن، لعل وعسى أن تتحرك الضمائر وتعيد لنا ما ضاع من أحلام وآمال.
إن رحم مدينة اليوسفية خصب و وَلَّاد، لذلك لا نريد منكم أيها السادة، إلا إعادة نقطة ضوء تنير كل ما هو جميل ويصنع الجمال ويواجه الرتابة القاتلة، نريد ثقبا بحجم خرم إبرة يتسلل منه نور المعرفة و الثقافة والفن من داخل قاعات السينما المغلقة وقاعات العروض الباردة بدور الشباب والثقافة، والاشتغال على برامج ثقافية وتراثية وفنية وبيئية ورياضية، تقف جنبا إلى جنب مع ثلة من أبناء المدنية الذين يجابهوا كل أشكال الردة في جميع المجالات.