الجمعة 22 نوفمبر 2024
مجتمع

"السيلفي" من هواية شخصية إلى نزعة مرضية

"السيلفي" من هواية شخصية إلى نزعة مرضية

أشارت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي أن انتشار ظاهرة "سيلفي"، أي "التصوير الذاتي" أو "الصورة الملتقطة ذاتيا"، بشكل واسع وحاد في صفوف بعض الشباب، قد يؤدي إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها، عندما يتجاوز الأمر إلى أن تصبح حالة مزمنة. وقد شخصت الدراسة حالة ناشط فايسبوكي فقد السيطرة على نفسه أمام رغبته الجامحة في تصوير نفسه "على مدار الساعة"، ومشاركة الصور في المواقع الاجتماعية، لـ 6 مرات في اليوم على الأقل بشكل مستمر. وهو ما قد يرتبط بنوع من النرجسية المرضية. والغريب لما أشارت له الدراسة أن نسبة مدمنيها تصل إلى17% في صفوف الرجال بينما لا تتعدى 10% في صفوف النساء. و"سيلفي" هي عبارة عن صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه باستخدام آلة تصوير أو باستخدام هاتف ذكي مُجهزة بكاميرا رقمية، ومن ثم يقوم بنشرها على الشبكات الاجتماعية (فيسبوك، تويتر، إنستاغرام وغيرها)، وذلك لاعتمادها كصورة رئيسية في ملفه الشخصي أو لتسجيل حضوره في مكان مُعين أو إلى جانب أشخاص مُعينين، أو حتى للتعبير عن حالة نفسية مُعينة. عادة ما تكون هذه الصور عبارة عن صور عفوية لا تتسم بأية رسمية، ويقوم صاحبها بالتقاطها عبر الإمساك بآلة التصوير بيده وتوجيه الكاميرا إليه أو عبر توجيهها إلى مرآة عاكسة في حال ما إذا لم يتوفر الهاتف الذكي على كاميرا أمامية. بالرغم من مُساهمة الشبكات الاجتماعية في انتشارها، إلا أن نشأة هذا النمط من الصور يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وذلك بفضل كاميرات براوني، حيث كان المصورون يستعينون بمرايا لالتقاط تلك الصور. أما عن تسمية "سيلفي" فتعود إلى سنة 2000 على المنتدى الإلكتروني الأسترالي "أونلاين أ بي سي"، قبل أن يتم اعتمادها على نطاق واسع سنة 2012. وقد عرف هذا المصطلح انتشارا واسعا جدا عالميا بعد صورة السيلفي الشهيرة التي التقطتها "إيلين دي جينيريس" في حفل توزيع جوائز الأوسكار 86 مع أشهر نجوم هوليوود، حيث استطاعت هذه الصورة تخطي حاجز الـ2 مليون أعادة تغريد في التاريخ، مما جعلها أكثر تغريدة تم إعادة نشرها على موقع "تويتر"، كما تخطت المليون إعجاب في ساعات قليلة. وتمكنت "إيلين" بصورتها السيلفي هاته من التغلب على أعلى رقم من إعادة التغريد لصورة كانت من نصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجمعه وزوجته.