الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

وزان ...تلاميذ اعدادية مولاي التهامي في فوهة بركان العنف!

وزان ...تلاميذ اعدادية مولاي التهامي في فوهة بركان العنف!
قبل أي حديث عن الوضعية المقلقة بالثانوية الاعدادية مولاي التهامي، وما يتعرض له متعلماتها ومتعلميها من اعتداء على برائتهم/ن بشتى أشكال أسلحة "قنص" قاصرات وقاصرين، وجبت الإشارة بأن خديجة بنعبد السلام، المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، منذ تعيينها على رأس قطاع التربية والتعليم بوزان قبل سنتين شكل موضوع العنف بالوسط المدرسي انشغالها اليومي، وقد تجلى هذا الانشغال في حزمة من المبادرات الهادفة والنوعية التي أطلقتها بشراكة وتعاون مع المصالح الأمنية، والمجتمع المدني الجاد، وبانخراط بشكل متفاوت لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والأطر الإدارية والتربوية، والمجلس الوطني لحقوق الانسان عبر آليته الجهوية.

الثانوية الاعدادية مولاي التهامي من جيل المؤسسات التعليمية الثانوية التي رأت النور قبل سقوط سور برلين !يتابع بها الدراسة حوالي 1200 متعلم/ة ينحدرون من أحياء جلها تلوي عنق ساكنتها، وتقبض على أنفاسها الهشاشة الاجتماعية.
 
ورغم القاع الاجتماعي الذي وجدوا أنفسهم/ن يسبحون في مياهه الآسنة، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي جاءت لتنصف ساكنة الهامش كان حضورها جد محتشم إن لم نقل شبه منعدم !

 تلميذات وتلاميذ محيط اعدادية مولاي التهامي منتوج طبيعي للأوضاع الاجتماعية الصعبة التي فتح عليها غالبيتهم/ن أعينهم/ن، وبالتالي لا يمكن لأي عاقل أن يستغرب إذا التقطت أذناه يوما أخبارا تتحدث عن استفحال ظاهرة العنف في هذا الوسط المدرسي. طفلات وأطفال في عمر الزهور عرضة للتحرش الجنسي، واستباحة حرمة أجسادهم/ن ...مخدرات بكل أنواعها تتجول بين صفوفهم/ن ... الأمر ليس مزايدة اعلامية كما قد يتوهم البعض، فيكفي الإشارة إلى حالة التلميذة التي نقلت قبل أيام منصة من منصات مواقع التواصل الاجتماعي حالتها التي تدعو للشفقة، بعد أن غرر من غرر بها .... وما خفي أعظم ...

 متعلمات ومتعلمي الثانوية الاعدادية مولاي التهامي أمامكم ... والأحياء من حيث ينحدرون ورائكم .... فهل من مقاربة تشاركية لانقاد ما يمكن انتقاده قبل أن تأتي الوضعية التي توجد على صفيح ساخن على الأخضر واليابس؟ وضعية كُلفتها ستكون باهظة على البلاد والعباد لا قدر الله .

كخطوة أولى نقترح على المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، التعجيل بعقد لقاء موسع يجمع حول نفس المائدة ، ادارة المؤسسة وأطرها التربوية، وجمعية أمهات وآباء التلاميذ لذات المؤسسة، والمصالح الأمنية، والسلطة المحلية في شخص قائدة الدائرة الثالثة، ومجلس جماعة وزان، والمؤسسة الحقوقية الجهوية، والنسيج الجمعوي الجاد، تعطى فيه الأسبقية لجمعيات محيط المؤسسة التعليمية. اللقاء يجب أن يكون بعيدا عن البهرجة، وأن ينصب فيه النقاش الهادف والواعي بعد تشخيص الوضعية ، (ينصب) على صياغة برنامج عمل يغطي ما تبقى من الموسم الدراسي، جزء منه يوجه لقلب الثانوية لجعلها مفعمة بالحياة ( تفعيل الأندية التربوية) ، والجزء الثاني الذي لا يقبل التأجيل، وهو تنقية محيط المؤسسة التعليمية من شرذمة تتربص بالتلميذات والتلاميذ.

الخطوة الثانية من مسؤولية مجلس جماعة وزان، والمبادرة الإقليمية للتنمية  البشرية، وقطاعات حكومية ... الذين من مسؤوليتهم الاستماع لنبض ساكنة تلك الأحياء ، وذلك بتعزيزها ( الأحياء) بمرافق اجتماعية يفجر فيها الشباب طاقاته، وتوفير الشغل للساكنة عبر دعم الاقتصاد الاجتماعي والتعاوني.

غير هذا سيستفحل الوضع بالمؤسسة التعليمية الاعدادية ، الذي من دون شك هو نفس ما تعاني منه جارتها التأهيلية.