وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف (يسارا) ومحمد العمراني بوخبزة، عميد كلية الحقوق، وأستاذ العلوم السياسية
قال محمد العمراني بوخبزة، عميد كلية الحقوق، وأستاذ العلوم السياسية، إن زيارة وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، للمغرب تندرج في سياق خاص تعرفه هذه المنطقة الإفريقية، نظرا لخصوصية طبيعة العلاقة بين روسيا والجزائر، علما أن هذه الجولة تضم دول أخرى معنية بهذه الزيارة.
وأوضح الجامعي والمحلّل السّياسي العمراني، في تصريح لأسبوعية "الوطن الآن"، "أن العلاقة بين روسيا والمغرب تتميّز بكونها متوازنة في إطار الاحترام المتبادل نتيجة طبيعة السّياسة الخارجية للمغرب التي ترمي إلى تحقيق هذا التّوازن، حيث يطمح المغرب من خلال سياسته إلى تأمين السّيادة في بعض المجالات التي تحظى باهتمام كبير، ولاسيما السّيادة الطّاقية والغذائية".
وأكّد المحلّل السّياسي محمّد العمراني إلى أن "روسيا تعرف وضعية استثنائية بحكم الضّغط الممارس عليها من بعض الدّول الأوربية والعقوبات التي لحقتها مما جعلها تبحث عن بدائل وحلول لفك طوق هذه العقوبات بالإتجاه إلى الدّول الإفريقية التي تعتبر ملاذا بالنّسبة للدّول الكبرى من قبيل روسيا والصين..".
وبرأي الخبير السّياسي العمراني، "يشكّل صراع النّفوذ داخل القارّة الإفريقية التي تمثل ساحة من ساحات تدبير الصّراع المرتبط بإعادة التوازنات داخل النّظام العالمي، وخصوصا بين الدول الإستعمارية الكلاسيكية لإفريقيا من جهة، وروسيا والصّين من جهة أخرى، فرصة لهذه الدول الإفريقية لاستثمار حالة النّزاع والحصول على أكبر نسبة من المصالح التي تخدم التّنمية في إفريقيا، والمغرب من بين الدّول المستفيدة لحماية مصالحه والدّفاع عنها نظرا لوضعه الإعتباري واعتباره مدخلا للقارّة الإفريقية".
وشدّد العمراني على أن "المغرب مطالب باستثمار هذه الزيارة -باعتبارها فرصة استثنائية-. فقد ارتكبت الدّول الأوربية الإستعمارية السّابقة أخطاء في علاقتها مع الدول الإفريقية، كما يحدث ما بين المغرب والبرلمان الأوروبي والمغرب مع فرنسا. هذه الأخطاء تم استغلالها من قبل روسيا والصّين، حيث ستؤدي بالدّول الإستعمارية إلى إعادة النظر في علاقتها مع الدّول الإفريقية واعتبارها دولا شريكة".
وخلص المحلّل السّياسي العمراني إلى أن "المغرب مطالب بالإستثمار الجيد لهذه الزيارة قصد خلق نوع من التّوازن في علاقته مع الجارة الشرقية الجزائر، وتحقيق المزيد من سيادته الطّاقية والغذائية من خلال شراكته مع روسيا بمثابة رسائل عنوانها فتح آفاق للتّعاون مع شركاء جدد كروسيا والصين، موجّهة للدّول الأوروبية، وخصوصا فرنسا".