الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

جمعية " ذاكرة أسفي " تجدد مكتبها

جمعية " ذاكرة أسفي " تجدد مكتبها شكل هذا باللقاء فرصة لنقاش صريح حول التراث المادي واللامادي بالمغرب
انعقد يوم السبت 21 يناير 2023 . انطلاقا من الساعة العاشرة والنصف صباحا الجمع العام لتجديد جمعية ذاكرة أسفي ، وذلك بحضور جميع أعضاء المكتب المسير للجمعية وعدد من المنخرطين . وقبل انطلاق أشغال هذا الاجتماع، قرئت الفاتحة على أرواح من كانوا أعضاء في الجمعية بعد أن لبوا داعي بآريهم . بعد ذلك تم تقديم حصيلة عمل جمعية ذاكرة أسفي خلال ثلاث سنوات من عمر الولاية السابقة التي تميزت برصيد محترم من الأعمال الجليلة بغية الحفاظ على تراث مدينة أسفي المادي واللامادي، وذلك على الرغم من جائحة كوفيد 19، حيث حرصت الجمعية في ظل هذا الظرف الاستثنائي على مواصلة عملها في الترافع عن تثمين تراث المدينة وحماية ذاكرتها وصون معالمها التاريخية .
في هذا السياق، قدمت الجمعية يوم 05 نونبر 2020 مذكرة حول موقع أسفي في النموذج التنموي إلى شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، وذلك بهدف تحسين العرض التنموي بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية بمدينة أسفي التي تعتبر قطبا أساسيا داخل تراب جهة مراكش أسفي . وتثمينا للتراث اللامادي لهذه المدينة، قامت الجمعية بتخليد الذكرى الخمسينية لرحلة راع 02 يوم 21 ماي 2021 واستصدار طابع بريدي بالمناسبة، كان ذلك بحضور سفيرة النرويج والقنصل العام بها ، مع تكريم المدني آيت أوهني المغربي الوحيد المشارك في هذه الرحلة البحرية ، وعبد القادر تيمول الباحث في علم المحيطات .
وتقديرا من جمعية ذاكرة أسفي للرصيد الوطني وللمكانة العلمية المتميزة التي كان يحظى بها العلامة سيدي عبد الرحيم الوزاني ، تم تكريم الفقيد يوم السبت 12 مارس 2022 وذلك بتنظيم حفل تأبيني قدمت خلاله العديد من الشهادات التي أشادت جميعها بمكانة الرجل العلمية والتربوية والفقهية والوطنية .
إلى جانب ما سبق ، قامت الجمعية بنشر إصدار جديد ضمن منشوراتها بعنوان : "أسفي ، التاريخ والحضارة وقضايا التنمية " تنسيق الباحثة الدكتورة نفيسة الذهبي . كما استضافت الجمعية ائتلاف ذاكرة المغرب يوم السبت 21 ماي 2022 ..
وقد شكل هذا باللقاء فرصة لنقاش صريح حول التراث المادي واللامادي ببلادنا ومخرجات النموذج التنموي التي أكدت على أهمية العمق التاريخي للمغرب بتراثه المتنوع والغني . ولم يفت الائتلاف الإشارة إلى الوضعية المأساوية التي تعيشها مدينة أسفي ، وحالات الإهمال الكبير التي تعرفها معالمها التاريخية ونسيجها العمراني الآيل للسقوط والتي وقف عليها أعضاء الائتلاف أثناء زيارتهم الميدانية للمدينة العتيقة بأسفي .وفي السياق ذاته ، طالبت جمعية ذاكرة أسفي في بيان لها يوم 18 شتنبر 2022 بتوقيف البناية التي قامت مقاولة خاصة بتشييدها بدون ترخيص بساحة الاستقلال جوار قصر البحر ، المعلمة البرتغالية المصنفة كتراث وطني بمقتضى الظهير السلطاني الصادر بتاريخ 07 نونبر 1922 ، وهو ما عتبرته الجمعية مخالف للقانون المنظم والخاص بالمحافظة على المباني التاريخية . وفعلا، تدخلت السلطات العمومية وقامت بهدم البناية التي كانت في طور البناء بجوار قصر البحر.
وفي إطار المحافظة على التراث المادي واللامادي لمدينة أسفي، اعترضت جمعية ذاكرة أسفي عن قرار هدم البيت الذي ولد فيه الكاتب المغربي ادمون عمران المالح سنة 1917، الكائن بزنقة النجارة بالمدينة العتيقة، تقديرا للمكانة الاعتبارية لكاتب كبير أغنى بكتاباته الحقل الثقافي وطنيا ودوليا واستحضارا أيضا للقيمة الأركيولوجية والمعمارية لهذا البيت الذي يندرج ضمن تراث المعمار العبري المغربي .. حيث تراجعت السلطات المحلية بتدخل من وزير الداخلية عن قرار الهدم .
واعتبارا لتطلعات ساكنة مدينة أسفي بشكل ملح إلى رد الاعتبار لموروثها الحضاري والتاريخي الذي يعرف تدهورا خطيرا، يتطلب تدخلا استعجاليا، وجهت جمعية ذاكرة أسفي مراسلة إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل بتاريخ 12 أكتوبر 2022 تطالب من خلالها بالإسراع في تفعيل الاتفاقية المشتركة المتعلقة بالبرنامج الوطني لتأهيل وتثمين المدن العتيقة .
وتكريسا لثقافة الاعتراف، نظمت الجمعية حفلا تكريميا لبعض أعضائها، مقدرة فيهم عملهم الدؤوب من أجل حماية تراث المدينة، ويتعلق الأمر بعبد الله فرحات ومحمد الخزامي ومنير البصكري الفيلالي .
من جهة أخرى، قامت الجمعية بعقد شراكات ابرمتها مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والكلية متعددة التخصصات، وذلك في إطار فتح أفاق واعدة للتعاون المشترك .
وبعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي للجمعية ومناقشتهما وإدلاء الملاحظات، تمت المصادقة عليهما بإجماع الحاضرين.
بعد ذلك قدم المكتب المسر للجمعية استقالته لانتهاء ولايته (أربع سنوات ) ليفتح باب الترشيحات لتكوين مكتب الجمعية الجديد . وبعد تقديم لائحة الترشيحات، تم تجديد الثقة في الرئيس المهندس محمد منيس، وكذا في الرئيس المنتدب الأستاذ السفير المكي كوان، كما جدد الحاضرون الثقة في الكاتب العام منير الشرقي وأمين المال عبد الله حاكا ، نظرا لما قدماه من أعمال جليلة وتضحيات مليئة بالبذل والعطاء . وقد تعزز المكتب الجديد بأطر شابة جديدة تحدوها الرغبة والطموح لخدمة تراث المدينة ومواصلة رفع المشعل والترافع عن تثمين تراث مدينة أسفي وحماية ذاكرتها وأمجادها التاريخية .