الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

مونديال تتويج التمغرابيت

مونديال تتويج التمغرابيت صورة جماعية للملك محمد السادس رفقة لاعبي المنتخب المغربي وأمهاتهم
مغربيات ومغاربة من هنا ومن هناك... نساء وأمهات... قيم و وطن... 
انتهى مونديال كرة القدم واستمر معنا هواه، بذكرياته، بفرحه، بدموعه... 
لم نقو على قلب الصفحة... 
فهذه الكرة المملوءة ريحا، جاب ريحها الكرة الأرضية شرقا وغربا ليوحد المغاربة. 
ومغاربة العالم يستحقون منا وقفة احترام وتقدير واعتزاز.
فليس من السهل أن تخرج الى الشارع في بلجيكا قبل مباراة المغرب وبلجيكا وأنت ترتدي القميص الوطني المغربي وتهتف للمغرب. ولا أن تسمع المغاربة في الديار الكندية يهتفون عقب هذه المباراة "وكندا والله لا ربحتي" في إشارة الى المباراة القادمة ضد الفريق الكندي. وليس من السهل أيضا أن تتزين المقاهي على الأراضي الإسبانية قبل مباراة المغرب وإسبانيا بالزينة والأعلام المغربية وبقمصان المنتخب الوطني. ولا أن يشهر مغاربة فرنسا "التمغرابيت" والتشجيع للمغرب ضد فرنسا من قلب العاصمة الفرنسية باريس.
وفي البرتغال وهولندا وأمريكا... وكل بقاع العالم... المغاربة هناك، لكن أرواحهم وقلوبهم معنا هنا، كان هواهم مغربي حتى النخاع...  
مقاطع فيديو لأبناء مغاربة العالم من الجيل الثالث والرابع أمام جوازي سفر فيضعون على قلوبهم جواز السفر المغربي...
ما هذا الحب الكبير والاعتزاز الأكبر بالوطن... أي روح هذه تسري في شعب فرقته الأقدار والجغرافيا... فجمعه التاريخ وحب الوطن... 
هذه الروح لم تبعث من تلقاء ذاتها. هي العائلة المغربية في المهجر، هي المرأة المغربية، وهن الأمهات المغربيات اللواتي يزرعن في أبنائهن وبناتهن حب الوطن والإعتزاز بالهوية المغربية والتشبث بقيمها.
هن الأمهات والعائلات اللواتي كان لهن الفضل في التحاق أبنائهن من الجيل الثاني والثالث من المهاجرين بمنتخبنا الوطني، لاعبين وأطرا، رغم المغريات التي مُنِحت لهم في دول ازدادوا، وترعرعوا وتكونوا فيها. 
هذه الروح رآها العالم وافتخر بها، وهو يرى حب وتقدير واعتزاز ابن بار بأمه وخلدتها كاميرات العالم...
هذا أكبر إنجاز وأكبر هدية لكل أم مغربية، ولكل امرأة مغربية...
هذا هو سحر المرأة المغربية. قمة في العطاء، الصبر، التضحية، الإيثار، والوطن في القلب والعقل.
فهذا الوطن يبني أبناءه وبناته، وهؤلاء يبنون الوطن.
شكرا أيتها الأمهات، شكرا لكل الأمهات، أنتن أيضا بطلات، شكرا أيها الأسود، شكرا وليد على هذا التكريم الرائع...
وشكرا جلالة الملك لتكريم منتخب الأسود تكريما تاريخيا، فقد كتبوا لنا بقلوبهم وبعقولهم قبل أقدامهم تاريخا حافلا بصور وذكريات ستظل راسخة في أذهاننا وستنير دروب أبنائنا وبناتنا، و شكرا أيضا لتكريم أمهات لاعبي المنتخب، فهو تشريف وتكريم لكل امرأة مغربية، واحتفاء بالأم المغربية العظيمة سواء داخل أو خارج أرض الوطن... 
روح العائلة المغربية في مدرجات ملاعب قطر ألهمت العالم. أعادت العائلة لصلب الحديث والإهتمام عالميا. سلطت الضوء على القيم المغربية وعلى التميز المغربي، في احترام لكل القيم والعادات المختلفة. وهذا هو المغرب الذي يبهر. 
لمغاربة العالم أيضا، لإخواننا لأعمامنا لخالاتنا ولأصدقائنا... نقول لكم أنتم أيضا شكرا...
شكرا على فرحتكم التي زادتنا فرحة... 
وشكرا على وطنيتكم التي زادتنا وطنية... 
وشكرا على اعتزازكم بالمغرب الذي زادنا اعتزازا بكم... 
فسواء كنا مغاربة داخل أو خارج الوطن... فالوطن يجمعنا و"التمغرابيت" تجري دما في عروقنا.