الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: إقليم قلعة السراغنة في حداد

صافي الدين البدالي: إقليم قلعة السراغنة في حداد صافي الدين البدالي
مرة أخرى يعرف إقليم قلعة السراغنة كارثة إنسانية، حيث يفقد أزيد من 20  شابا وشابة في مياه المحيط الأطلسي، وهم يركبون قارب الموت من مدينة الداخلة للوصول إلى جزر الكناري، إلا أن الأقدار شاءت أن تدفعها الأمواج نحو المياه الإقليمية بأسفي حيث انقلب القارب وتحولوا الى مفقودين إلا قليلا منهم الذين لفظت جثثهم بشاطئ آسفي..
 
وينحدر هؤلاء المفقودون  من جماعة اجبيل وجماعة أولاد زراد و جماعة الوناسدة والقلعة والمربوح وبني عامر حسب المعلومات التي تم الإعلان عنها عبر الأسر أو الوقاية المدنية بآسفي. لقد قضت الأسر المكلومة ليلة الأربعاء المنصرم، ليلة  حزينة على شاطئ آسفي  في انتظار جواب البحر .

ينتظر الأقارب في الإقليم متى تصل الجثث. وبعم الحزن والأسى  سماء الإقليم. في كل مرة يعيش إقليم من الأقاليم المهمشة كارثة مماثلة منذ أن فرضت أوروبا التأشيرة على  المغاربة. وكان إقليم قلعة السراغنة في  مقدمة الأقاليم  التي يركب أبنائها قوارب الموت بحثا عن لقمة عيش وراء البحار بعدما يئسوا من حياة  الانتظار، وبعد أن أخذت منهم البطالة مأخذا  عظيما والفقر القاسي. لأن الاقليم لا يعرف تنمية ولا تقدم ولا يعرف مجالات صناعية أو اقتصادية توفر الشغل والكرامة بل هو إقليم  تزداد فيه البطالة يوما عن يوم والتسول والانحراف ومظاهر الانتحار. أما المسؤولون عن  الشأن المحلي بالاقليم  من سلطات إقليمية ومحلية و جهوية ومن منتخبين لا يلتفتون إلى الشباب لانقاذه من كماشة البطالة بل ما يهمهم من هذا الإقليم هو الاغتناء غير المشروع من خلال البحث عن سبل الاستفادة من الريع ومن المناصب التي تدر عليهم الدخل. إنهم  يتسابقون من أجل  الفوز  بمكاتب  المجالس المحلية والإقليمية أو الجهوية للاستفادة  من التعويضات عن المهام دون  أن يقوموا بمهام وعن تعويضات التنقل ولا يتنقلون ويستفيدون من سيارات  المجالس حتى لا يمشون راجلين ترفعا وتكبرا  على  الناس ويستهلكون المحروقات لأغراضهم  وليس لأغراض المواطنين والمواطنات، لا يفكرون في سبل إخراج الإقليم من دائرة التخلف الى دائرة التقدم. وكلما حلت كارثة كهذه يتساءل الناس عن دورالسلطات في المراقبة وأمن الشباب من الاستغلال من طرف لوبيات التهريب  الذين يحصدون مئات الملايين في عملية تهريب البشر عبر قوارب الموت. هل يخفى على أعوان السلطة ومساعديها والاستخبارات المنتشرة عبر الإقليم من هو المدبر لعملية الهجرة السرية بركوب قوارب الموت؟ فما هو دورهؤلاء في الحياة الأمنية وسلامة المواطنين والمواطنات؟ أم يهمهم فقط ما ينفعهم ويضر الآخرين!!.