الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: عندما استغلت الحكومة الحالية الريعية ظرفية مونديال 2022  

صافي الدين البدالي: عندما استغلت الحكومة الحالية الريعية ظرفية مونديال 2022   صافي الدين البدالي
أن حماية البلاد على المستوى الثقافي والاقتصادي والبيئي وكذلك على مستوى حمايتها من الانزلاق نحو عتبة  الإفلاس .وحينما يتم الوقوف على إنجازات حكومة أخنوش على المستوى الاجتماعي نجدها تعمل على  افقار الفقير واغناء الغني وتجعل مالية الدولة في خدمة الشركات وأصحاب الإمتيازات من خلال تخفيض الضرائب والتستر على لوبيات التهريب وعلى سماسرة المواد الغذائية . بل تكرس ظاهرة الفساد و الافلات من العقاب والرشوة ونهب المال العام. وتكرس اقتصاد الريع الذي يخدم مصلحة ذوي النفوذ والأعيان والاقطاعيين الجدد وأيضا تمارس لعبة التشجيع على الاقتصاد غير المهيكل الذي يكلف الدولة خسائر تقدر بمئات الملايير من الدراهم سنويا، حسب بنك المغرب وحسب المراقبين الاقتصاديين قي الداخل وفي الخارج. وبهذا فإنها لا تهتم بالطبقات الشعبية الفقيرة ولا بالقطاع الصحي ولا قطاع التربية والتكوين لفائدة الشعب بل فوتت خدمات هذه القطاعات الى الخواص في إطار السياسة الريعية التي تتمسك بها الحكومة من أجل ان يزداد الأغنياء غنى واتساع دائرة  الفقر، أي افقار الفقراء. فهي اذن حكومة ريعية وحكومة أعيان ليس إلا. ان ما يكشف عن احدى خاصية حكومة أخنوش هو التربص بالشعب  وتتربص به  الدوائر. وتجلى ذلك في الزيادات الأخيرة  في بعض المواد الاستهلاكية حيث  استغلت ظرفية مونديال 2022  وما يعيشه الشعب المغربي من  نشوة انتصارات الفريق الوطني في مونديال قطر لكرة القدم 2022 تلك الانجازات التي جعلت المغرب يحصل على مكانته في المربع الذهبي بعد تأهله لنصف النهائي .و هي انتصارات كان الشعب المغربي يتابعها بكل حماس و بكل روح وطنية، شباب وشابات، نساء ورجال وشيوخ. لأن انتصارات الفريق الوطني هي انتصارات الشعب المغربي، انتصارات  جعلت العالم يتعرف على المغرب وعلى شعب المغرب وعلى سلوك المغاربة وعلى مستوى التعاطي مع  الحدث في المغرب وخارجه وفي دول المهجر بسلوك إنساني متميز، وبأخلاق رياضية عالية من طرف الفريق الوطني والجماهير الشعبية المغربية في كل أنحاء المعمور.
 
كان لهذا الحدث رمزيته الدبلوماسية والثقافية والسياحية والاقتصادية. بينما  المغاربة يعيشون هذا الحدث الذي رفع عنهم البؤس الذي يعيشونه بفضل سياسة الحكومة، تبادر هذه الحكومة الى الرفع من أسعار الحليب ومشتقاته، أي المادة الأساسية لاستمرار الحياة، واللحوم الحمراء ولحوم الدواجن فلم تستحي هذه الحكومة حينما اتخذت هذا الإجراء  وكأنها تكره أن يبتسم هذا الشعب تاركة المجال لأبنائها وعملاءها  يبتسمون، يضحكون يسعدون بمال الشعب ويبدرونه تبذيرا في  المشاريع /الشبح ويتباهون بالرشوة و ينعمون بالريع. لقد استغلت الحكومة فرحة الفلاح بأمطارالخير لتقوم بخنقه بالزيادة في المحروقات وفي البذور.لا تريد الحكومة للشعب أن يبتسم بل تريده ان يتألم، فهي تتربص للانقضاض عليه، إنها حكومة مستبدة لأنها تتعاطى مع الشعب بأسلوب ماكر وأقل وضوحًا  بل أكثر تضليلا وهو ما يعرف بالاستبداد الاجتماعي الذي يمثل شكلًا خبيثًا من التلاعب بإرادة الشعب وبمصالحه.في هذا  السياق يبتلى المواطنون والمواطنات بالظلم والتبعيّة وتقييدهم والاستهزاء بهم وتهميشهم. إنها حكومة ريعية وحكومة أعيان  حكومة مستبدة..