الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

البدالي: الشهيد عمر بنجلون عنوان المؤتمر الاندماجي

البدالي: الشهيد عمر بنجلون عنوان المؤتمر الاندماجي صافي الدين البدالي
ينعقد المؤتمر الاندماجي لأحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي المكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي واليسار الوحدوي، أيام 16، 17 و 18 دجنبر 2022 بالمركب الدولي بوزنيقة تحت شعار "مسارات تتوحد،يسار يتجدد "بعد ان عقدت هذه الأحزاب مؤتمراتها الاستثنائية للمصادقة على الاندماج في حزب واحد.
لم يكن هذا التاريخ صدفة، بل كان رغبة عند المناضلين والمناضلات بهذه المكونات، لأن هذا التاريخ يصادف يوم اغتيال الشهيد عمر بن جلون بتاريخ 18 دجنبر 1975 الذي كان من أولويات نضالاته المتعددة، التحرير، الديمقراطية والاشتراكي. وكان من أولويات نضالاته على جميع المستويات من أجل الانخراط الجماهيري في التغيير من أجل غد أفضل.
يأتي عقد هذا المؤتمر في سياق دولي يعيش مخاضا عسيرا وصراعا استراتيجيا بين القوى العظمى على أرض أوكرانيا التي تعتبر مسرح العمليات بين أمريكا وحلف الناتو من جهة وبين الدب الروسي من جهة ثانية وما يترتب عن ذلك يوميا من أزمات اقتصادية واجتماعية وبيئية أصبحت شعوب العالم بفعل هذا التناطح تعيش حياة الرعب والإرهاب النفسي والسياسي. كما أن هناك تحولات على مستوى القطبية التي هي في طريقها إلى التشكل من بعض دول جنوب شرق آسيا ودول الخليج بزعامة الصين وروسيا على أرضية المصالح المشتركة الاقتصادية الاستراتيجية العسكرية والأمن الغذائي.
لقد أصبح للعالم مفهوم جديد للتحكم في الشعوب بفعل التطور التكنولوجي والمعلوماتي والرقمنة ولم يعد يبالي بالأيديولوجيات التي لا تتماشى مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي. لقد اختارت فيدرالية اليسار هذا التاريخ لأنها تنتمي إلى حركة التحرر الوطني والتي شاء لها النظام المخزني أن تتفرق وتتمزق وأن تضعف حتى يستفرد بالشعب المغربي. إنها مناسبة كان الشهيد عمر بنجلون وهو تلميذ واعيا كل الوعي بأهداف الاستعمار بكل أشكاله وجنسياته، الذي لا يمكن أن يرفع قيوده على الشعوب إلا بالكفاح. تلتقي هذه المكونات في موعد له دلالته المذهبية والتاريخية والسياسية، ذلك أن القرار بتحضير وعقد هذا المؤتمر الاندماجي كان تعبيرا عن اختيار جوهري وشامل بالرغم من القيود المفروضة على اليسار وظلت مفروضة عليه حتى لا يصل الى الجماهير الشعبية لتبليغ رسالته، وحتى لا يقلق أولئك الاستعماريين الجدد.
وإن هذه المرحلة تعيد للأذهان ما قاله عمر بن جلون في المؤتمر الاستثنائي لحزب الاتحاد الاشتراكي في 1975 " إن القرار بتحضير وعقد هذا المؤتمر الإستثنائي، كان تعبيرا عن اختيار جوهري وشامل بالرغم من القيود المفروضة على حزبنا ومن وجود مئات من المناضلين في المعتقلات المعروفة والمجهولة"
لقد قرر الجميع تجاوز مرحلة الجمود والتردد ومرحلة التشرذم القاتل الذي ترك الجماهير الشعبية تعيش أزمات اجتماعية اقتصادية وسياسية وثقافية.
مما يتطلب الجواب عليها كحركة يسارية متجددة تعمل من أجل تعبئة طاقات المستقبل من الشباب والمفكرين والمبدعين والفنانين والرياضيين في ظروف يسود فيها انعدام الإقصاء ونبذ أساليب الخلط والتضليل و المصالحة مع الجماهير الشعبية والمضي قدما من أجل إرساء القواعد الديمقراطية الحقيقية التي تجعل الشعب المغربي ينتقل من التهميش والاستغلال والفقر والبؤس السياسي إلى مستوى التقدم والازدهار..