الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

لحسن زهور: الاعلام المغربي يضيع اللحظة التاريخية 

لحسن زهور: الاعلام المغربي يضيع اللحظة التاريخية  لحسن زهور
مرة أخرى لم يع الاعلام المغربي والرياضي البعد الافريقي الأساسي للمغرب، وضيع استغلال فرصة بلوغ الفريق الوطني للنصف النهائي للترويج لهذا البعد الإفريقي لدى الشعوب الإفريقية.
لم يستوعب مسؤولو هذا القطاع هذه اللحظة الكروية التاريخية الفارقة التي وهبها لهم الفريق الوطني فوق طبق من ذهب لاستغلالها إفريقيا.
 لم يستوعبوا بعد أن البعد الإفريقي هو ما يجب العمل عليه بجهد ثقافيا وكرويا وانتماء لاستمالة الشعوب الإفريقية نحو قضيتنا الوطنية ونحو تبويء المغرب مركز الزعامة لدى هذه الشعوب، فجاءت هذه اللحظة الكروية التاريخية فضيعوها كما ضيعوا الكثير من الفرص (وما زال الوقت في صالحنا لاستغلالها افريقيا).
 فإذا كان المسؤولون السياسيون والإقتصاديون نجحوا في اختراق إفريقيا وهو ما نلمسه اليوم في النتائج الإيجابية لصالح قضيتنا الوطنية  طوالتي دفعت امريكا إلى تغيير موقفها لصالح المغرب كبوابة إقتصادية لها إلى إفريقيا المستقبل، فإن الإعلام المغربي ما يزال متخلفا كثيرا في هذا المجال، فلم يستوعب بعد هذا الإختراق المغربي في كأس العالم الذي هو مفخرة افريقية، فبدلا من استغلاله إفريقيا ركن الإعلام المغربي إلى ترديد الإسطوانة العرقية (الفريق العربي، الكرة العربية...)التي تبعده عن افريقيا...
 ظل الإعلام المغربي متخلفا ولم يساير الحدث الكروي التاريخي، ولم يساير  التقدم السياسي والإقتصادي للبلد في اختراقه لإفريقيا؛ فالبعد الإفريقي للبلد هو مفتاح نهضة المغرب، وهو مفتاح تغلغل المغرب في إفريقيا والذي قلب به المعادلات، لكن مسؤولي الإعلام والرياضة المغربية لم يستغلوا الفرصة الذهبية التي وهبها لهم الفريق الوطني للتوغل إعلاميا في إفريقيا واستمالة شعوبها.
فما زال المغرب في الإعلام المغربي يروج لصورة المغرب كبلد عربي وليس كبلد إفريقي، وما زال هذا الاعلام متخلفا  يجتر أخطاءه ولا يحسن استغلال الفرص الذهبية التي تتاح له؛ فلم يستغل تمثيل الفريق الوطني الرائع للكرة الإفريقية لاستمالة شعوب إفريقيا في هذه اللحظة الذهبية التي منحها لهم هذا الفريق. 
لم نسمع من الإعلام المغربي أنه وظف الجالية الإفريقية في المغرب في هذا الحدث الإفريقي الهام في وسائل الإعلام الوطنية وتلك الموجهة للشعوب الإفريقية عبر استدعاء بعض أفراد الجاليات الافريقية المقيمة بالمغرب للظهور في القنوات الوطنية.
 ولم نسمع في الإعلام توفير فضاء للجالية الإفريقية لمشاهدة الفريق الوطني وتسويق المشهد افريقيا، وتسويق المغرب كبلد افريقي يهتم بالافارقة ويمثلهم احسن تمثيل..
 لم نسمع في الإعلام الوطني ان السفراء المغاربة في إفريقيا استدعوا نجوم الكرة الإفريقية لمشاهدة نصف النهاية في السفارات المغربية بإفريقيا والإحتفاء بهذه النجوم وتشجيعها لأن هذه النجوم لها تأثير قوي في شعوبها.
لم نسمع من وزارة الثقافة والرياضة انها ستستدعي أبرز نجوم الكرة الإفريقية لحضور احتفال رياضي إفريقي كبير بالمغرب للإحتفاء بالفريق الوطني الذي يمثل إفريقيا ببلوغ إفريقيا نصف النهاية، وبالتالي المطالبة بالزيادة في التمثيلية الإفريقية، وإصدار طلب افريقي سيسمى باسم المدينة المغربية التي نظم فيها هذا الإحتفال الإفريقي، وهذا ما سيعزز مكانة المغرب في افريقيا وتسويقه افريقيا وعالميا.
وما زال الوقت مبكرا لتدارك الأخطاء، فما قدمه الفريق الوطني للمغرب وافريقيا لا يقدر بثمن، لكنه لم يستغل لأن العقلية الإعلامية والثقافية لم تتغير كثيرا فما زالت التبعية للشرق ولايديولوجياتها مترسخة في العقول، وما زالت العقليات لم تستوعب بعد التغيير التي عرفه المغرب سياسيا وإقتصاديا نحو بعده الإفريقي، وما زال الاعلام والثقافة في المغرب تعيد نفس الاسطوانة التي تجعل البلد مرهونا بالشرق.
هنا تكمن المشكلة.