الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

زينب إحسان: هذه هي مزايا الحزب اليساري القوي الجديد

زينب إحسان: هذه هي مزايا الحزب اليساري القوي الجديد زينب إحسان
قالت زينب إحسان، الكاتبة العامّة لحركة الشّبيبة الدّيمقراطية التّقدمية، إننا نريد أن نجعل من ‬حدث‭ ‬الإندماج‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الوعي‭ ‬الذي‭ ‬يسبق‭ ‬الفعل،‭ ‬فلا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬الجوهرية‭ ‬لتحقيق‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وللحفاظ‭ ‬علی‭ ‬البيٸة،‭ ‬ولا‭ ‬أداة‭ ‬لتنزيل‭ ‬ذلك‭ ‬سوی‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليسارية‭ ‬الحقيقية‭.‬
وشدّدت إحسان في حوار مع أسبوعية "الوطن الان" و"أنفاس بريس"، على أنه عاتق‭ ‬الشباب‭ ‬اليوم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬وقت‭ ‬مضی‭ ‬التّسلح‭ ‬بالتّكوين‭ ‬الذّاتي‭ ‬والتّكوينات‭ ‬الجماعية،‭ ‬والإنخراط‭ ‬المستمرّ‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السّياسية‭ ‬لضخّ‭ ‬دماء‭ ‬شابة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الحزبي،‭ ‬والمشهد‭ ‬السّياسي‭ ‬العامّ‭".
وفي ما يلي نص الحوار:

من‭ ‬خلال‭ ‬وثائق‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭. ‬ما‭ ‬النّظرة‭ ‬النّقدية‭ ‬لكم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬روكم‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬لتجاوز‭ ‬نقط‭ ‬الضّعف.‭ ‬وكيف‭ ‬سيصير‭ ‬تنظيمكم‭ ‬الجديد‭ ‬قويّا؟‭.‬
من‭ ‬المعلوم‭ ‬في‭ ‬السياسة،‭ ‬أن‭ ‬ الطابع‭ ‬العام‭ ‬للوثائق‭ ‬التي‭ ‬تُعدُّ‭ ‬للمؤتمرات‭ ‬الإندماجية‭ ‬هو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬التفكير‭ ‬المشتركة‭ ‬والمتقاربة؛‭ ‬واإرجاء‭ ‬النقط‭ ‬الخلافية‭ ‬إلی‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬لضمان‭ ‬معالجتها‭ ‬بالنّقد‭ ‬والنّقد‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬التّنظيم‭ ‬الواحد،‭ ‬وفق‭ ‬الضوابط‭ ‬التنظيمية‭ ‬المتفق‭ ‬حولها،‭ ‬ولذلك‭ ‬سيكون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬النظرة‭ ‬النقدية‭ ‬سابقا‭ ‬لأوانه‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬كهذه؛‭ ‬أما‭ ‬تجاوز‭ ‬نقط‭ ‬الضعف‭ ‬فعمل‭ ‬جماعي‭ ‬سيحرص‭ ‬الحزب‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬تحقيقه؛‭ ‬وهو‭ ‬المدخل‭ ‬الأول‭ ‬ليصير‭ ‬الحزب‭ ‬أكثر‭ ‬قوة،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬بين‭ ‬بصورة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الجحود‭ ‬أنّ‭ ‬تجميع‭ ‬قوی‭ ‬اليسار‭ ‬المغربي‭ ‬حاجة‭ ‬مجتمعية،‭ ‬وضرورة‭ ‬سيّاسية‭ ‬لتجاوز‭ ‬مشاهد‭ ‬البلقنة‭ ‬والتناقض‭ ‬الصارخ‭ ‬بين‭ ‬الخطاب‭ ‬والممارسة‭.‬

والإعلان‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬حزب‭ ‬جديد‭ ‬هو‭ ‬حدث‭ ‬سياسي‭ ‬قوي،‭ ‬وخطوة‭ ‬قوية‭ ‬ستسمح‭  ‬بتجديد‭ ‬الدعوة‭ ‬للفصاٸل‭ ‬اليسارية‭ ‬المغربية‭ ‬للالتحام‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع‭ ‬التوحيدي،‭ ‬تأسيسا‭ ‬لحزب‭ ‬سياسي‭ ‬يساري‭ ‬قوي،‭ ‬من‭ ‬مميزاته‭ ‬التّجديد‭ ‬المستمر،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بالأسس‭ ‬الاشتراكية،‭ ‬والتحديث‭ ‬الداٸم‭ ‬للخطاب‭ ‬تبعا‭ ‬لتطورات‭ ‬العصر‭.‬

إن‭ ‬التّحولات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم،‭ ‬وموجة‭ ‬الإحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬ضدّ‭ ‬الغلاء‭ ‬والاضطهاد‭ ‬وإخراس‭ ‬الأصوات‭ ‬والتّدمير‭ ‬المهول‭ ‬للبيٸة‭ ‬واتّساع‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬طبقات‭ ‬المجتمعات،‭ ‬كلّها‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬حدث‭ ‬الإندماج‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الوعي‭ ‬الذي‭ ‬يسبق‭ ‬الفعل،‭ ‬فلا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬الجوهرية‭ ‬لتحقيق‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وللحفاظ‭ ‬علی‭ ‬البيٸة،‭ ‬ولا‭ ‬أداة‭ ‬لتنزيل‭ ‬ذلك‭ ‬سوی‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليسارية‭ ‬الحقيقية‭.‬
 
على‭ ‬الدّوام‭ ‬الشّبيبة‭ ‬الحزبية‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬امتداد‭ ‬تنظيمي‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬طلابي‭ ‬وتلاميذي‭ ‬وجمعوي‭. ‬كيف‭ ‬تفكّرون‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬هاته‭ ‬الروافد؟‭.‬
هذه‭ ‬الرّوافد‭ ‬التي‭ ‬تفضلتم‭ ‬بذكرها،‭ ‬هي‭ ‬روافد‭ ‬للحزب،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الشّبيبة‭ ‬إحداثها،‭ ‬مهام‭ ‬الشّبيبة‭ ‬كما‭ ‬اتفق،‭ ‬هي:‭  ‬تطوير‭ ‬رؤية‭ ‬الحزب‭ ‬وبرنامجه‭ ‬بخصوص‭ ‬قضايا‭ ‬الشّباب،‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الشّابات‭ ‬والشّباب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬تغيير‭ ‬أفهامهم‭ ‬حول‭ ‬السّياسة؛‭ ‬بما‭ ‬هي‭ ‬فضيلة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ساد‭ ‬الفكر‭  ‬التّيئيسي،‭ ‬بسبب‭ ‬انتشار‭ ‬الخطاب‭ ‬«السّياسي»‭ ‬الشّعبوي‭ ‬والمتهافت،‭ ‬والسّلوك‭ ‬«السّياسي»‭   ‬الانتهازي‭.‬

علی‭ ‬عاتق‭ ‬الشباب‭ ‬اليوم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬وقت‭ ‬مضی‭ ‬التّسلح‭ ‬بالتّكوين‭ ‬الذّاتي‭ ‬والتّكوينات‭ ‬الجماعية،‭ ‬والإنخراط‭ ‬المستمرّ‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السّياسية‭ ‬لضخّ‭ ‬دماء‭ ‬شابة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الحزبي،‭ ‬والمشهد‭ ‬السّياسي‭ ‬العامّ‭.‬
 
في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تثار‭ ‬علاقة‭ ‬الشّبيبة‭ ‬الحزبية‭ ‬بالتّنظيم‭ ‬السّياسي‭. ‬هل‭ ‬ستكرّرون‭ ‬نفس‭ ‬الأخطاء‭ ‬السّابقة؟‭ ‬ومن‭ ‬تستهدفون‭ ‬في‭ ‬تنظيمكم‭ ‬الشّبابي‭ ‬الإندماجي؟‭.‬
علاقة‭ ‬بالشبيبة‭ ‬بالحزب،‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬جزء‭ ‬بكل،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬للجزء‭ ‬شخصية‭ ‬معنوية‭ ‬واستقلالية‭ ‬تنظيمية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬شؤونه‭ ‬الداخلية؛‭ ‬وطنيا‭ ‬وجهويا‭ ‬وإقليميا‭ ‬ومحليا‭. ‬أما‭ ‬حديثكم‭ ‬عن‭ ‬«الأخطاء‭ ‬السّابقة»‭ ‬فلست‭ ‬أدري‭ ‬المقصود‭ ‬بها،‭ ‬وعموما‭ ‬فجميع‭ ‬التنظيمات‭ ‬الحيّة‭ ‬والمؤمنة‭ ‬بحركة‭ ‬التّاريخ‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نقد‭ ‬تجاربها‭ ‬السّياسية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر؛‭ ‬بغية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬عقول‭ ‬ووجدان‭ ‬الجماهير‭ ‬الشعبية؛‭ ‬فهي،‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا،‭ ‬صانعة‭ ‬التاريخ‭.‬
 
زينب إحسان/ الكاتبة العامّة لحركة الشّبيبة الدّيمقراطية التّقدمية