الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

الرّاخا: سنلح كما فعلنا لـ 10 سنوات على مطلب ترسيم ”إض يناير” إلى أن يتحقّق

الرّاخا: سنلح  كما فعلنا لـ 10 سنوات على مطلب ترسيم ”إض يناير” إلى أن يتحقّق رشيد الرّاخا، رئيس التّجمع العالمي الأمازيغي
يلحّ رشيد الرّاخا، رئيس التّجمع العالمي الأمازيغي، على أنه بمعية عدد من النشطاء داخل الحركة الأمازيغية سيلح على «مراسلة كل هاته الجهات مجدّدا من أجل الإستجابة وإقرار  رأس السنة الأمازيغية يوما وطنيا وعطلة رسمية إسوة بالأعياد والعطل الرسمية».
ويؤكد الرّاخا في حوار مع موقع
"أنفاس بريس" وأسبوعية «الوطن الآن» على أنه «طيلة عشر سنوات وهو يراسل كل  الجهات من الحكومة إلى أعلى سلطة في البلاد، لأنه لم يعد مسموحا الاستمرار في تجاهل حدث تاريخي من هذا النّوع. وفي ما يلي  النّص الكامل للحوار:
 
مع‭ ‬قرب‭ ‬الاحتفاء‭ ‬برأس‭ ‬السنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬”إيض‭ ‬يناير”‭ ‬تتجدّد‭ ‬دعوات‭ ‬النّشطاء‭ ‬والفاعلين‭ ‬لترسميه‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وإقراره‭ ‬عيدا‭ ‬وطنيا‭ ‬وعطلة‭ ‬سنوية‭ ‬مؤدى‭ ‬عنها‭. ‬ما‭ ‬قراءتك‭ ‬لهذا‭ ‬المطلب‭ ‬الذي‭ ‬استمرّ‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتحقّق؟‭.‬
على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬أي‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬التّجمع‭ ‬العالمي‭ ‬الأمازيغي‭ ‬نراسل‭ ‬رؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬والبرلمان‭ ‬بغرفتيه‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬مراسلة‭ ‬الملك‭ ‬محمّد‭ ‬السادس،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإعتراف‭ ‬بالسّنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬عيدا‭ ‬وطنيا‭ ‬وعطلة‭ ‬رسمية‭ ‬مؤدى‭ ‬عنها،‭ ‬وفي‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬وجهنا‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬ووضعتها‭ ‬بمكتب‭ ‬الضبط‭ ‬بالديوان‭ ‬الملكي‭ ‬بالقصر‭ ‬الملكي‭ ‬بالرباط،‭ ‬ناشدت‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬الملك‭ ‬محمّد‭ ‬السّادس،‭ ‬الإعتراف‭ ‬بالسّنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬الجديدة‭ ‬عطلة‭ ‬وطنية‭ ‬ورسميّة‭ ‬مؤدى‭ ‬عنها،‭ ‬واستصدار‭ ‬ظهير‭ ‬شريف‭ ‬يقرّ‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬عيدا‭ ‬وطنيا‭ ‬رسميا‭ ‬وعطلة‭ ‬مؤدّى‭ ‬عنها،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬باقي‭ ‬الأعياد‭ ‬والعطل‭ ‬الرسمية‭.‬‮ ‬
ونحن‭ ‬بصدد‭ ‬مراسلة‭ ‬كل‭ ‬هاته‭ ‬الجهات‭ ‬مجدّدا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإستجابة‭ ‬وإقرار‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يوما‭ ‬وطنيا‭ ‬وعطلة‭ ‬رسمية‭ ‬إسوة‭ ‬بالأعياد‭ ‬والعطل‭ ‬الرّسمية‭. ‬فهذا‭ ‬اليوم‭ ‬كما‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع،‭ ‬أصبح‭ ‬موعدا‭ ‬وطنيا‭ ‬تعم‭ ‬فيه‭ ‬احتفالات‭ ‬العارمة‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬المغرب‭ ‬وحتّى‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ممّا‭ ‬جعل‭ ‬منه‭ ‬مطلبا‭ ‬شعبيا‭ ‬بامتياز،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬موقف‭ ‬تجاهل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬التّاريخي‭ ‬والإحتفال‭ ‬الشعبي‭ ‬الكبير‭.‬‮ ‬‮ ‬
 
لكن،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬التلكؤ‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الإستجابة‭ ‬لهذا‭ ‬المطلب‭ ‬الشعبي‭ ‬الوطني‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬الأمازيغية‭ ‬في‭ ‬دستور‭ ‬2011؟‭.‬‮ ‬
كما‭ ‬أكدنا‭ ‬مرارا،‭ ‬فالمتغيّرات‭ ‬الّدستورية‭ ‬والتحوّلات‭ ‬المجتمعية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬الشّعب‭ ‬المغربي‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬عن‭ ‬مصالحة‭ ‬ثقافية‭ ‬وتاريخية‭ ‬مع‭ ‬أمازيغيته،‭ ‬وهو‭ ‬العنوان‭ ‬البارز‭ ‬لهذه‭ ‬المصالحة‭ ‬والمعانقة‭ ‬الشّعبية‭ ‬للعمق‭ ‬الأمازيغي‭ ‬لتاريخ‭ ‬وطنه،‭ ‬ومطلب‭ ‬إقرار‮ ‬‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬عيدا‭ ‬وطنيا‭ ‬وعطلة‭ ‬رسمية‭ ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬فقط‭ ‬استجابة‭ ‬رمزية‭ ‬لحدث‭ ‬تاريخي‭ ‬له‭ ‬دلالاته،‭ ‬وإنما‭ ‬يروم‭ ‬أيضا‭ ‬تمكين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬عطلة‭ ‬لممارسة‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬الإحتفال‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الشّعبية‭ ‬الوطنية‭. ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التلكؤ‭ ‬الذي‭ ‬يتجاهل‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬لأجدير،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬”النّهوض‭ ‬بالأمازيغية‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأيّ‭ ‬ثقافة‭ ‬وطنية‭ ‬التنكّر‭ ‬لجذورها‭ ‬التّاريخية‭. ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬عليها،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجذور،‭ ‬أن‭ ‬تنفتح‭ ‬وترفض‭ ‬الإنغلاق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التّطور‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬شرط‭ ‬بقاء‭ ‬وازدهار‭ ‬أي‭ ‬حضارة”‭. ‬ويتجاهل‭ ‬الدّستور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ديباجته‭ ‬وبالفصل‭ ‬الخامس‭ ‬منه،‭ ‬وكذا‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬التّنظيمي‭ ‬رقم‭ ‬16-26‭ ‬المتعلق‭ ‬بتحديد‭ ‬مراحل‭ ‬تفعيل‭ ‬الطّابع‭ ‬الرسمي‭ ‬للأمازيغية،‭ ‬خصوصا‭ ‬المادة‭ ‬الثّانية‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬”حماية‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬الأمازيغي‭ ‬بمختلف‭ ‬تجلياته‭ ‬ومظاهره،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬به‭ ‬وتثمينه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترصيد‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬المحققة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتطويرها،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الانصهار‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬مكونات‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة‭ ‬والمتعددة‭ ‬الروافد،‭ ‬والإنفتاح‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء”‭.‬
لذلك‭ ‬نرى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يسمح‭ ‬بالإستمرار‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬حدث‭ ‬تاريخي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الشّخصية‭ ‬المغربية‭ ‬وارتباطها‭ ‬بجذورها‭ ‬التّاريخية‭ ‬والجغرافية‭ ‬للمغرب.