الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف بنيحيى: زايد ناقص.. ما أحوج المغاربة إلى الفرح

عبد اللطيف بنيحيى: زايد ناقص.. ما أحوج المغاربة إلى الفرح عبد اللطيف بنيحيى
هكذا هي طبيعة هذا الشعب القانع الصبور، وهبه الله قدرة استثنائية دون كافة شعوب الأرض على تحمل الأذى، والرضوخ للتقلبات التي يخطط لها أصحاب المصالح، دونما مراعاة لوضعه المادي البئيس الذي لا يستطيع به سد الكفاف، كما هو شأنه مع هذه الحكومة التي أثقلت كاهله بارتفاعات مرعبة في أسعار الغاز والمحروقات ومختلف المواد الأساسية، وتغاضيها عن وعودها العرقوبية التي لَمَّعت بها واجهتها خلال حملة الاستحقاقات.
 ولن أجاري هنا في هذا الزائد الناقص، ما ألِفناه لدى بعض من ينظرون بعين ضبابية حولاء إلى ما قد يُدخل فرحا مؤجلا، سرعان ما يتحول إلى ألم مقطِّع للأوصال، عندما يطبلون ويزمرون وينفخون حتى تتمزق أوداجهم في آلاتهم النحاسية المسخرة للمبالغة والتهريج حد الإسفاف، كما أنني لن أصد بصيص الفرح المتسلل إلى القلب عندما تخرج هذه الجماهير الغفيرة عن بكرة أبيها وأمها، لتؤكد للناهبين والسالبين حقوق العباد عشقها غير المشروط لهذا المغرب الأبي الذي لولا "العين الساهرة" على أمنه واستقراره لجرفه تيار المتربصين الحاقدين.
 إن الذين عوَّضوا يأسنا بالأمل، وحوَّلوا كآبتنا السوداء إلى فرح، فريق من أبناء فقراء هذا الوطن، أبوا إلا أن يزرعوا زهرة نرجس في حقل فرحنا المؤجل، قادرة على مقاومة ونبذ كل النباتات الزاحفة الفاسدة، متآزرين متماسكين مقاتلين، من أجل انفجار صرختنا الجماعية المتهدجة بالدمع الساخن:  "مغربنا..منبت الأحرار"، وأرثي في نفس الآن لحال أولائك الذين لا تطمئن قلوبهم الإسمنتية المسلحة إلا عندما يضيقون على الفقراء المعوزين الخناق، ويثقلون الكاهل المرهق بما لا طاقة له لحمله.
 وكأني بهذا الفرح الذي حوَّل المغاربة  إلى جسد واحد متآز متلاحم بكثافة قل نظيرها في مختلف المدن داخل أرض الوطن وخارجه، قد يتناسل منه فرح مؤجل آخر في الدور القادم، ليتحقق بذلك حلم لم يكن ليراود أدهى المحللين الرياضيين وأكثرهم مصداقية ونزاهة، وليس ذلك بعزيز على مدرب ذكي مقاتل استطاع بهذا الفريق المتماسك من فقراء وكادحي المغاربة الأحرار أن يحقق نتائج أبهرت عشاق هذه الكرة عبر أرجاء المعمور.
فهل ستنهجون أيها "المدبرون" لشأن البلاد والعباد نهج أبنائنا المقاتلين في قطر، لرفع الإكراهات عن كاهل هذا الشعب الرائع الأبي الذي تحمل أكثر مما يمكن أن يتحمله أي "أيوب" متعه الله سبحانه بصبر لا صبر لصابر بعده، لزرع بذرة فرح في قلب شعب ما أحوجه إلى الفرح..؟!!