الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

فضاء الراحل الدّمسيري مناسبة للاحتفاء بمسار فني لأمازيغي رحل منذ 33 عاما

فضاء الراحل الدّمسيري مناسبة للاحتفاء بمسار فني لأمازيغي رحل منذ 33 عاما جانب من الاحتفاء
تم الاحتفاء بالراحل محمد الدمسيري، نجم الأغنية الأمازيغية، في ندوة قاربت تجربته وتاريخه الغنائي والفني، احتضنتها بلدة "إيمنتانوت"، يوم الأحد 20 نونبر 2022، دعي إليها عدد من الفاعلين والباحثين، وعلى رأسهم عبد الله بوشطارت، ومحمد مستاوي، وأحمد الخنبوبي، والطيب أمكرود، ومحمد أقديم.
 
وقال عبد الله بوشطارت، وهو باحث في الثقافة الأمازيغية، إن "افتتاح فضاء "الرايس محمد الدمسيري" بايميتانوت (عمالة شيشاوة) تم بعد نضال مرير للحركة الأمازيغية من أجل إقرار تسمية "الدّمسيري".
 
 وأوضح بوشطارت، أنه خلال مشاركته في أشغال لندوة ذاتها، التي"تقارب تجربة "ألبنسير" (بالأمازيغية الدمسيري) في الشعر والإبداع الامازيغي في ذكرى رحيله التي كانت عام 1989".
 
 وفي شهادة له، يقول  رشيد أمعضور، الناشط الأمازيغي، إنه إذا كان الرايس سعيد أشتوك يلقب بشاعر الغزل والحب، فإن الراحل الحاج محمد ألبنسير (الدمسيري) يعدّ شاعر الأغنية السياسية بامتياز ، والشاعر المناضل المرتبط بهموم الناس,، صاحب الأغنية الأمازيغية الهادفة والملتزمة".
 
 ودعا أمعضور لأن يتم "الاحتفاء بهذا الشاعر العملاق عبر إطلاق اسمه على شارع أو على مؤسسة أو إدارة عمومية، في الوقت الذي نجد فيه أسماء غير وازنة وغير ذات تاريخ في أهم شوارع المملكة".
 
ويعد  الراحل الحاج محمد ألبنسير (بالأمازيغية المعروف باسم الدمسيري)  واسمه الحقيقي محمد أجاحود، من أهم الروايس الكبار المعاصرين الذين تركوا بصمة واضحة في الساحة الغنائية الأمازيغية، حيث ولد الراحل في قرية "تامسولت بالبنسيرن "نواحي إمنتانوت سنة 1937، وولج حينما كان طفلا  الكتاب القراني من أجل تعلم وحفظ القران الكريم, خاصة وأن والده يمني فيه النفس بأن يكون عالما أو فقيها، لكن سرعان ما غادر أسوار "تمزكيدا"، وهو الاسم الأمازيغي الذي يعني الكتاب القراني. وهو ما عبر عنه من خلال إحدى أغانيه.
 
وكان الراحل الدمسيري "مولعا بسماع الروايس الكبار منذ نعومة أظافره، من قبيل الحاج بلعيد وبوبكر أنشاد ومحمد أوموراك، الشئ الذي استفز فيه ملكة النظم والشعر مند صغره فأصبح يشارك في المناسبات والأعراس التي تكون فيه الكلمة الموزونة حاضرة إلى جانب شعراء المنطقة".
 
وما أن اكتسب تجربة لابأس بها من خلال احتكاكه بشعراء المنطقة، فالتحق سنة 1958 بمجموعة عمر واهروش والرايس أمنتاك ليتعلم بسرعة آلة الرباب التي كانت تستهويه كثيرا. بعدها عاش فترة اغتراب بالمهجر بين سنة 1961ـو 1964متنقلا بين ألمانيا وسويسرا، من دون أن تنقطع صلته بـ"أمارك" (الغناء الأمازيغي) وبالروايس ليعود بعدها وقد أصبح مغنيا وشاعرا محترفا.
 
في عام  1965، بدأ بتسجيل أول ألبوماته، غير أن الحدث المفصلي في حياة الراحل تعرضه لحادثة سير خطيرة سنة 1969 أصبح على إثرها مقعدا، ليستقر بعدها بمدينة الدار البيضاء وهي المعروفة بتواجد أبناء سوس بكثرة، حيث صار يحيي السهرات بشكل دائم في مكان يسمى "رياض فاس بردان "كما قال في إحدى سهراته المسجلة.