الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: تشابهت علينا عجول وعِجلات الحكومة..

محمد الشمسي: تشابهت علينا عجول وعِجلات الحكومة.. محمد الشمسي
ما بال حكومة عزيز أخنوش حوت من الوزراء كل فتان بليد مغفل، فوزير الفلاحة وصله أن مادة الحليب تراجع إنتاجها لجوع البقر الحلوب، بسبب شح المطر وغلاء الأعلاف، فما كان من هذا الوزير أن منع ذبح البقرات والعِجلات على السواء، هذا الوزير الأهبل توقع أن قراره الأهوج سينقد منتوج الحليب من الندرة، واتفق مع مصالح وزارة الداخلية لتنزيل قراره المعتوه...وهب رجال الأمن والدرك القياد والباشوات للأسواق مانعين ذبح أي بقرة أنثى كيفما كان عمرها أو سلالتها، فهم غير مختصين في أصناف وأعمار البقر... 
النتيجة هي  ارتفاع ثمن اللحوم بعد منع ذبح العجلات، وانخفاض ثمن العجلات في الأسواق تسبب في إفلاس مربي العجلات ذات السلالة الموجهة للتسمين، ثم ارتفاع مهول في أسعار العجول،  وإقبال على ذبح الغنم والماعز لتعويض لحوم العجلات، مما يهدد القطيع المخصص لعيد الأضحى، وأخيرا انتشار الذبيحة السرية حيث سيجري ذبح العجلات خارج المجازر المراقبة والدفع بها لمحلات بيع اللحوم...
وهكذا تسبب قرار وزير الفلاحة عديم الجدوى،  في فتنة واضطراب تتخطى مشكل قلة الحليب.
من جهة ليست كل سلالات العجلات تصلح لتكون بقرا حلوبا، فمثلا عِجلات من نوع شروليز( شارولي) والبلجيكي الازرق وغيرها هي أصناف منتجة للحوم بالنظر إلى أوزانها وطبيعة هيئاتها، وهذه السلالة يجري تعليفها قصد بيعها في أسواق اللحوم، كما أن البقرات الحلوب تصل إلى سن العجز عن الاستمرار في ذر الحليب بكميات وافرة فيكون ذبحها حلا من الحلول.
في حين أن بقرات من سلالة المونبليارم ( بومنيار) والهولشتاين، هي صنف حلوب يمتاز بأضرع كبيرة وإنتاج غزير للحليب في جميع أشهر السنة، وهذا النوع أصلا لا يقع  ذبحه لهزالته وقلة لحمه، واذا كان وزير الفلاحة يعتقد ان بقرة هولشتاين بضرعها الكبير يمكن ذبحها فهذا لا يصلح وزيرا للفلاحة بل مديرا لمصحة للأمراض العقلية.
لكن دعونا من الدخول في أصناف البقر وسلالاته، ولنطرح السؤال من بدايته، فهل انخفاض انتاج الحليب مرتبط بذبح السلالات الحلوبة؟ لماذا تجيب الحكومة على السؤال الصحيح بالجواب الخطأ؟
سبب تراجع انتاج الحليب يا وزير الفلاحة  هو قلة التساقطات وتوالي سنوات الجفاف، نتج عنها غلاء الاعلاف وجوع القطعان وانعدام تدخل وزارة الفلاحة بأعلاف مدعومة بكميات معقولة...
فوزارتكم يا وزير يا فهيم تخصص 80 كيلو غرام من الشعير المدعوم لكل فلاح مرتان في السنة، فهذه كمية لا تكفي  حتى لتكون "لقط" للدجاج أو الحمام؟ ...
في المحصلة نرفع الأكف للعلي القدير ونتضرع، متى تنتهي ولاية هذه الحكومة التي نشعر أنها باتت مسعورة مختلة مجنونة تشابه عليها البقر واختلط فيها العجول بالعِجلات؟.