الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

لماذا تشهد طنجة تناسل الزواج بين الجهاديين ومافيا المخدرات؟

لماذا تشهد طنجة تناسل الزواج بين الجهاديين ومافيا المخدرات؟

طنجة ليست هي قاطرة شمال المملكة من الناحية اللوجستيكية والمينائية والاقتصادية، وليست هي منارة المغرب التي يحج إليها كبار المفكرين والأدباء والشعراء فحسب. إن طنجة أيضا هي المنبت الذي بدأ يفرخ ظاهرة مقلقة من الناحية الأمنية، تتجلى في تناسل زواج رهيب بين المنتمين للتيارات الجهادية ومافيا المخدرات، خاصة بحي بني مكادة المشهورة في عاصمة البوغاز. 

ففي تحقيق ستنشره أسبوعية "الوطن الآن" في عددها ليوم الأربعاء 11 يونيو 2014، فإن بني مكَادة تشهد حاليا تقاطرا غير مسبوق لعدد من أتباع التيار الجهادي ونسجوا تحالفات واحتلوا الشارع العام.... وهذه العناصر المتطرفة توفر الحماية لتجار المخدرات والفارين من العدالة وتتصدى للأجهزة الأمنية، إن اقتضى الحال، مقابل دفع "إتاوات" شهرية بالنسبة للباعة المتجولين، وهذا ما يقع في شارع مولاي سليمان وفي ساحة تافيلالت وحي أرض الدولة وسوق بئر الشعيري. وكل هذا يقع –حسب المراقبين– تحت أعين الجهات المعنية التي عجزت عن ضبط الوضع، حتى إن عناصر الأمن والقوات المساعدة تضرب أخماسا في أسداس لأي تدخل في بني مكَادة، حيث تسجل حوادث مؤلمة لأعوان السلطة أثناء تأدية واجبهم المهني، ومنها محاولة قتل قائد بئر الشعيري السابق أثناء تدخله لتحرير الفضاء العمومي.

عناصر السلفية الجهادية يوفرون أيضا الحماية لمروجي المخدرات وهو الأمر الذي أكده لـ "أنفاس بريس" العديد من المواطنين في بني مكَادة، حيث أشاروا أنه لاوجود لحدود التماس بين عناصر السلفية الجهادية وتجار ومروجي المخدرات، فهم في الآن ذاته تجار مخدرات يرتدون الزي السلفي ويسدلون اللحى الطويلة، ويستشهدون -في هذا الإطار- حالة فرار مروج المخدرات من قبضة أمن العوامة بعد اعتقاله، ليتبين فيما بعد ان عناصر السلفية حرضت مجموعة من الفتيان على مهاجمة دورية الأمن قصد إرباك عناصرها وهو ما شجع المروج على الفرار.

مصادر مطلعة ببني مكَادة كشفت أيضا "أنفاس بريس" أن تجار المخدرات ملزمون بأداء إتاوة تتراوح بين 400 إلى 1500 درهم مقابل تمتعهم بغطاء الحماية، بالمقابل تستفيد السلفية الجهادية من هذه الأموال لتمويل أنشطتها وتحركاتها بما فيها تمويل المقاتلين الراغبين في الذهاب الى سوريا، مستفيدين من تجربة باقي التنظيمات المتطرفة في العالم، ونذكر منها تجربة حركة طالبان بأفغانستان التي كشفت تقارير غربية عن كون تهريب الهيروين إلى الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا يعد المورد الأساس في في تمويل حركة طالبان والقاعدة. وهو نفس المنحى الذي سارت عليه حركة "داعش" بالعراق وسوريا، مما يؤكد أن هذه الجماعات تعمل في هذا الحقل المشبوه.

هشام ناصر