يعيش محمد أكريني، وكيل اتحاد الملاك المشتركين لإقامة "الحديقة" بلاجيروند بالدار البيضاء، على أعصابه كلما أخبره أحد سكان الإقامة بشقوق جديدة تغزو جدران شقته. إذ منذ مدة وسكان إقامة "الحديقة 1"، الموزعين على 232 شقة، يعيشون حالة من الخوف الذي يقلق راحتهم ويهدد استقرارهم، خصوصا بعد ظهور مخالفات، وصفها وكيل اتحاد الملاك المشتركين للإقامة، بالخطيرة، وهي الخروقات العمرانية التي شابت بناء إقامة "الحديقة 1" المكونة من عشر عمارات تفوق مساحتها الإجمالية 5000 متر مربع، ولا تشمل سوى مرآب وحيد ذي مدخل واحد.
وشدد محمد أكريني في تصريح لـ "أنفاس بريس" أن الإقامة لا تتوفر على سلاليم الإغاثة أو منافذ للتهوية، مما يشكل خطرا على سلامة الساكنة. الأمر نفسه أكده تقرير خبرة للأستاذ عبد الرحيم صالحي (خبير قضائي محلف في شعبة الهندسة الطوبوغرافية والشؤون العقارية)، الذي أكد أنه من خلال الطواف بالإقامة، وبعد معاينة مرافقها ومستوياتها وتجهيزاتها، وبعد الاطلاع على تصاميمها الهندسية المعمارية المدلى بها، تبين أن بناءها في حالة سيئة بسبب وجود أضرار وعيوب وخروقات تتطلب تدخلا عاجلا". وتتمثل هذه الأضرار والعيوب، حسب تقرير الخبرة،(تتوفر "أنفاس بريس "على نسخة منه") "في كون جدران صناديق المصاعد الكهربائية مشيدة بالآجور، في تجاوز لمعايير السلامة اللازمة، حيث تشيد هذه الجدران بالإسمنت المسلح، كما أن هذه المصاعد توجد ملاصقة لغرف الشقق السكنية، بالإضافة لانعدام أدراج الإغاثة ببعض العمارات، وعدم احترام ومخالفة البناء للتصاميم الهندسية المعمارية المدلى بها...".
ويضيف تقرير الخبير قائلا: "إن الإقامة موضوع الخبرة تتطلب عدة إصلاحات ضرورية حتى يتأتى استغلالها بأمان. كما تبين أن تكلفة هذه الإصلاحات ستكون باهظة بالنظر للأضرار الظاهرة، فضلا عن تلك الباطنية التي لا يمكن أن تظهر إلا بعد الشروع في الإصلاحات". ويطالب "مكتب اتحاد حسن الجوار لملاك المشتركين لإقامة الحديقة 1" من العامل مديرالوكالة الحضرية للدار البيضاء ووالي الجهة والقائد العام للوقاية المدنية، بفتح تحقيق جدي وسريع للكشف عن الخروقات والتجاوزات التي صاحبت الترخيص بالسكن المسلم للشركة العقارية صاحبة مشروع "إقامة الحديقة 1"، وإبطال مفعول قنبلة موقوتة تهدد أزيد من 1000 مواطن من سكان الإقامة.
يوسف خطيب