الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

بني ملال تتحول إلى عاصمة روحية للصحراويين

بني ملال تتحول إلى عاصمة روحية للصحراويين

بعيدا عما عرفت به منطقة بني ملال-أزيلال من خصوصيات انفردت بها عن بقية الجهات، سواء من الناحية المناخية أو الجغرافية أو الاقتصادية أو الثقافية أو حتى الرياضية، احتفظت بموقع لم يحظ به غيرها على المستوى التاريخي النضالي، ليس لكونها كانت وعلى مر الحقب تلك القلعة الولادة لرجال المقاومة ومناهضي الدخلاء الأجانب فحسب، وإنما لاحتضانها رموزا امتد صداهم الجهادي الوطني إلى تخوم الصحراء. الأمر الذي جعلها تكسر قاعدة اقتصار أبناء أي منطقة ما على حماية حوزة وجودهم. ولعل أكبر دليل على ذلك رعايتها للمجاهد سيدي محمد بصير، قائد انتفاضة "الزملة" بالعيون سنة  1970 ضد الاستعمار الإسباني، الذي تحدى مسافة الـ 1200 كلم، ليستقر بمنطقة بني عياط بجهة تادلة، وهو الآن عَلَم من أعلام المجاهدين الذين تربعوا على قائمة مستحقي الاعتراف بما بذلوه من تضحيات جسام في سبيل الوحدة الوطنية.

ومن هذه المبادرات تلك التي تتهيأ زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير، بني اعياط، بإقليم أزيلال، تنظيمها يومي 16 و17 يونيو 2014 بمقر الزاوية، وذلك تخليدا للذكرى الرابعة والأربعين لانتفاضة هذا المجاهد تحت شعار "انتفاضة سيدي محمد بصير: تكريس للقيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصيلة".

 ودائما في إطار علاقة منطقة بني ملال بما هو صحراوي، لا يمكن الحديث عن هذا الجانب دون التذكير بإغراء المنطقة للخليلي بن محمد البشير الركيبي، والد زعيم جبهة البوليساريو محمد المراكشي على الاستقرار بها، وتحديدا بقصبة تادلة التي ما زال يعيش بها عن سن 89 عاما، بعد أن كان مولده بالساقية الحمراء، والتحاقه بجيش التحرير سنة 1956، قبل أن يسلم السلاح للجيش الملكي عام 1960 والمشاركة في حرب 1963. علما  أنه حظي باستقبال من قبل الملك محمد السادس سنة 2001 بمدينة بني ملال، أي 5 سنوات قبل انضمامه للمجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، ثم حظي مؤخرا باسقبال ملكي لدى زيارة محمد السادس لبني ملال مؤخرا.