الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

داسيا "تشرمل" لغة القرآن

داسيا "تشرمل" لغة القرآن

في الوقت الذي ينادي فيه الجميع بالرفع من مستوى لغتنا العربية، والرقي بها إلى مصاف اللغات العالمية من خلال عقد الندوات وتنظيم المناظرات والسخاء في تقديم الاقتراحات. يأتي الجواب صادما ومناقض تماما لكل تلك التطلعات من قبل شركة "داسيا" للسيارات التي أبت إلا أن تصيب هذه اللغة في مقتل وهي تعلن في أحد إعلاناتها عن إشهار بلغة منفرة ومقززة، ولا يوجد لها مكانا للفهم السليم. إذ تشير في عبارتها إلى "كل فيدونجات داسيا..."، وكأن هذه اللغة صارت عقيمة إلى الحد الذي يجعلها عاجزة عن توفير بديل من صلبها، والاكتفاء بشرملتها من خلال عجن مفردات أجنبية حتى دون أدنى تقدير أو احترام كما هو معمول به في كافة البلدان تجاه لغتهم الأم، والتي حدا ببعضها إلى اشتراط تعلم لغتها في مدة معينة على المهاجرين وإلا كان التهجير مصيرهم.

 

هذا، في حين كان من أبسط واجبات الشركة ذات الرأسمال الضخم، أن تصرف فُتات مداخيلها لتعيين رجل اختصاص في اللغة، والتكفل باختيار أنسب المصطلحات، بما يحفظ للغة العربية مكانتها التي احتلتها بالمغرب على مر الأزمنة، لا أن يقذف بها في مزالق التبخيس التي أجبرت يوما الشاعر حافظ إبراهيم وهو يتكلم بلسان هذه اللغة على القول "رموني بعقم في الشباب وليتني، عقمت فلم أجزع لقول عداتي".