الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

مطربون عرب يتوسَّلون الدارجة المغربية في أغانيهم

مطربون عرب يتوسَّلون الدارجة المغربية في أغانيهم

لم يعد بإمكاننا اليوم كمغاربة أن نعيب على "دارجتنا العربية"، دارجة الملحون و"الحلقة" و"الحجايات".. كونها حبيسة بين جدران المغرب، ولا تستطيع مجابهة اللهجات المصرية واللبنانية والسورية والكويتية والإماراتية واليمنية..

 

رشيد صفـر

 

ولم يعد مسموحا للعرب القول إن لهجة المغرب لا تساعد على الانتشار، وكلماتها صعبة ومستعصية على الفهم، فقد عرفت الساحة العربية الفنية انتشار العديد من الأغاني بالدارجة المغربية من أداء نجوم الغناء العربي. وعلى سبيل المثال لا الحصر أغنية "السَّاطـَة" للنجم اللبناني "عاصي الحلاني" وهي من الأغاني التي عرفت تداولا كبيرا خلال هذه السنة بين رواد الإنترنت. تقول كلماتها "ديكْ السَّاطـَة سَطـَّاتـْني .. وخْداتـْني ليها .. ديكْ الواعْرَة هـَبْلاتـْني ... يا ناس نـَبْغيها". ولم يخرج الفنان الذائع الصيت الإماراتي حسين الجسمي من هذه الظاهرة، من خلال أغنيته "راحَتْ عليك"، وبعض كلماتها "عارَفْ ودَرتْ راسي مَنـَعْرَفـْشْ خاطيني مانـَفـْهَمْشْ مَنـْشوفـْشْ مانـَتـْكلـَّمشْ..)، إضافة إلى المغني الكويتي "عبد الله الرويشد" في أغنيته "اخد قلبي" في ألبومه "إنتِ حلم"، والتي مطلعها: "آخذ قلبي على غفلة حبيبي الملح والقبله)، وبها كلمات مغربية مثل: "حبيبي الزين ديالي.. بزاف بزاف عاجبني.. راني مانشيلو من بالي..".

ومن أغرب الأغاني التي تدخل في خانة هذه الظاهرة، أغنية المغنية اللبنانية "ميريام فارس" "تـْلاحْ"، وبها كلمات من قبيل: "مَقـْدَرْتـْشْ أنا نـَبـْقا نعيش معاه.. تـْلاحْ حبيبي تـْلاحْ.. أنا ما بقيت مَرْتاحْ". وبالنسبة للنجمة السورية المطربة "أصالة نصري" صاحبة "يا مجنون مش أنا ليلى.. ولا بنسمة هواك مايلة"، فيظهر جليا أنها بنسمة هوى الدَّارجة المغربية مائلة في أغنية "مانهناش". فخلال هذه الأغنية يسمع المتلقي أصالة نصري وهي تتغنى: "مَانـَهْناشْ غير وانا في جَنـْبُو..". وبالاستماع إلى أغنية "أطير للمغرب" للفنان الإماراتي "فايز السعيد"، نجد أن الأغنية تتضمن كلماتها بعض العبارات المستقاة من الدارجة المغربية: "كازا يا خويا ما غابت عن البال.. حَيُّوا مراكش ولي فيها يسكنون.. اللي ذبحني جوج هكا بلازا.. مزيان وكيداير وبزاف وشكون.. والله وعندي رصيد وإجازة.. لطير للمغرب مع اللي يطيرون..".

يقول السيناريست وكاتب الكلمات المغربي رشيد الوافي "إن من بين الذين وراء هذه الظاهرة، كاتب كلمات أو شاعر اسمه "مصعب العنزي" وهو كويتي الجنسية". ويبرز أنه إذا تمَّ القفز على كلمات يتداولها الشباب المغربي في الشارع، لكسب نصيب كبير من الجمهور، ستصبح هذه الظاهرة -حسب تعبير المتحدث نفسه- علامة على الاسترزاق، حتى ولو كان المغني أو كاتب الكلمات لا يعلمان أنهما استخدما لغة الشارع.

وقد اعتبر المطرب المغربي البشير عبدو أن ظاهرة الغناء باللهجة المغربية موضوع شائك.. لكنه أوضح أن هذه الظاهرة إيجابية، وثمن مجهودات بعض الفنانين الشباب (مغنين ومطربين وكتاب كلمات، بل حتى ملحنين وموزعين) الذين ساعدوا، حسب قوله، على انتشار الأغنية المغربية خارج الحدود. ولم تفته الفرصة لذكر ابنه سعد المجرد. كما أوضح أنه جد مسرور بانتشار الدارجة المغربية على لسان المطربين العرب. وختم تصريحه بعبارة "كل أغنية لا تطرب الناس تمر كسحابة صيف، وهذا ينطبق ليس فقط على مجال الغناء، بل على كل المجالات"..

 ومن جهته انتقد الملحن المغربي سعيد إمام بشدة ظاهرة تسابق الفنانين العرب للغناء باللهجة الدارجة،  وقال "لا يُعقل أن يقول كاتب كلمات كويتي بأنه سفير للأغنية المغربية، ويتصل بكتاب كلمات مغاربة ويشتري بـ "البيترودولار" كلمات ويستقطب عازف "أورغ" وينجز أغاني خفيفة، ويقول إنه سوف يرسم خارطة طريق الأغنية المغربية".وتساءل سعيد إمام عن مكانة الفنانين المغاربة الذين ناضلوا كي تأخذ الأغنية المغربية مكانتها: "اليوم يأتينا كاتب كلمات من خارج المغرب وينعت المرأة بـ "السَّاطة"". وقال سعيد إمام إن "الساطة" كلمة نابية خادشة للحياء. مبرزا أن المغاربة ينعتون المرأة بـ "لالة مولاتي" وبـ "سيدتي"، و"خيتي" و"الشريفة". ليختم قوله: "أنا لست ضد كاتب كلمات يكتب أغنية مغربية، كيفما كانت جنسيته، لكن أن يقول بأنه هو مستقبل الأغنية بالمغرب بلد الملحون، فهذا أمر مرفوض".