الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي تدعم التّربية الدامجة بالمغرب

الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي تدعم التّربية الدامجة بالمغرب يندرج هذا المشروع في إطار دعم عمل الحكومة المغربية في تفعيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة
يشكل التعاون الدولي إحدى مداخل سعي الدول بشكل مشترك إلى تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة خاصة منها المادة 32 التي تنص على أن الدول الأطراف تسلم بأهمية التعاون الدولي وتعزيزه، دعما للجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق أهداف هذه الاتفاقية ومقصدها، وتتخذ تدابير مناسبة وفعالة بهذا الصدد فيما بينها، وحسب الاقتضاء، في شراكة مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة والمجتمع المدني، ولا سيما منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة و تشمل هذه التدابير، ضمان شمول التعاون الدولي الأشخاص ذوي الإعاقة واستفادتهم منه، بما في ذلك البرامج الإنمائية الدولية تسهيل ودعم بناء القدرات، بما في ذلك من خلال تبادل المعلومات والخبرات والبرامج التدريبية وأفضل الممارسات وتقاسمها تسهيل التعاون في مجال البحوث والحصول على المعارف العلمية والتقنية.
وفي هذا الصدد، ترأس Armando Barucco أرماندو باروكو سفير الجمهورية الإيطالية لدى المملكة المغربية ومدير مديرية المناهج بوزارة التربية الوطني والتعليم الاولي والرياضة و Andrea SENATORI مدير المكتب الإقليمي للوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في المغرب وتونس وليبيا والجزائر Annamaria Meligrana أناماريا ميليجرانا نائب مدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في المغرب وتونس وليبيا والجزائر و Elisabetta Piantalunga ، ممثلة منظمة OVCI بإيطاليا، فعاليات انطلاق مشروع المدرسة المفتوحة " أواصر تعليمية من أجل تربية دامجة " الذي يهدف للمساهمة في ضمان الوصول العادل إلى التعليم الشامل ذو جودة للأطفال في وضعية إعاقة والذي تموله الوكالة ويتم تنفيذه من قبل :وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة ، منظمة OVCI la Nostra Famigliaجمعيات كازا الحنينة ،جمعية دعم برنامج التأهيل المجتمعي بسطات، جمعية الاخوة للأشخاص ذوي الاعاقة طنجة، جمعية بدر للأشخاص ذوي الاجتياحات الخاصة بركان والمرصد المغربي للتربية الدامجة.
ويندرج هذا المشروع في إطار دعم عمل الحكومة المغربية في تفعيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة بالمملكة، الذي يعمل على دمج الفتيات والفتيان في وضعية اعاقة في الاقسام الدراسية العادية بالمؤسسات التعليمية العمومية وبالقطاع الخاص من خلال تطبيق الإطار المرجعي والمبادئ التوجيهية العملية للتربية الدامجة، الموجهة للأساتذة، الأطر المركزية، والجهوية، والاقليمية والمحلية والجمعيات.
وتروم المبادرة إلى تعزيز وتفعيل التربية الدامجة من خلال تدريب هيئات التدريس والاطر المساعدة، ورفع مستوى الوعي العام بواسطة أنشطة المشروع بالمناطق الخمس التي يستهدفها وهي جهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة سوس ماسة، جهة الشرق، وجهة الدار البيضاء سطات، وجهة طنجة تطوان الحسيمة.
وسيستفيد هذه المبادرة 25 مدرسة و 250 مدرس و 500 أطفال في وضعية إعاقة وأسرهم ويستند المشروع في جانب التعبئة المجتمعية على الديناميات الجهوية حول البرنامج الوطني للتربية الدامجة الى عمل متطوعات ومتطوعيRBC التأهيل المجتمعي ، الذين عملوا ( خلال مشروع سابق للمنظمة) الى جانب أسر الاطفال في وضعية إعاقة على نطاق واسع في جميع مناطق المشروع ، علاوة على جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الاعاقة أو المهتمة ، التي ستلعب تلعب ضمن المشروع دورًا مرجعيا في الوساطة التربوية بين الأسر والمؤسسات التعليمية العمومية وبالقطاع الخاص و يركز على دمج الأطفال في وضعية إعاقة في المدارس والاقسام الدراسية العادية يسعى المشروع للمساهمة في تحسين جودة التدريس وتحسين الاستقبال في "قاعة الموارد والتأهيل والدعم"، حيث سيتلقى عدد من الاساتذة في إطاره تداريب حول منهجيات التدريس المناسبة لتفعيل للبرنامج الوطني للتربية الدامجة ، التي بفضلها سيكونون قادرين على صياغة المشاريع التربوية الفردية لهذه الفئة من التلاميذ والتي يتمكنون من خلالها من تملك ممارسات بيداغوجية دامجة .
كما سيتم الى جانب ذلك تدريب مساعدات الحياة المدرسية واطر الدعم الاجتماعي العامليين بالمؤسسات العمومية في مجال تقوية معارفهم حول الطرق الصحيحة للمرافقة المدرسية للأطفال في وضعية اعاقة سواء فيما يخص الاحتياجات الشخصية والتعلمات الفعلية للطفل أو ما يخص رفع مستوى مشاركته في الأنشطة التعليمية.
الى جانب تعزيز مهارات إرساء اليات تنسيق وتعاون بين مختلف المهنيين التربويين والداعمين من مهني الخدمات الشبه طبية.
ما سيجعل من الضروري تكييف المساحات المخصصة لأنشطة الاطفال في وضعية اعاقة خاصة" قاعة الموارد والتأهيل والدعم " التي تشكل فرصة جديدة اتى بها الاطار المرجعي للبرنامج الوطني للتربية الدامجة والتي يجب ان تجهز بشكل صحيح سيسمح بتنفيذ أنشطة مشخصنة، بالموازاة مع ادخال الترتيبات التيسيرية والتكييفات بالأقسام الدراسية العادية للسماح بدمج الاطفال في وضعية اعاقة والسماح للأستاذ بالعمل مع الطفل في وضعية اعاقة من خلال تطبيق المنهجيات المناسبة لتعزيز التعلم.
وفيما يخص إذكاء الوعي وتغيير التمثلات وبما ان تقبل الاعاقة والتعامل السليم معها في قلب الاسرة يشكل الخطوة الاولى في الادماج سيعمل المشروع من خلال عمل منظمات المجتمع المدني ومتطوعي التأهيل المجتمعيRBC ، على مرافقة الاسر في تفهم الاعاقة وزيادة وعيها بحقوق الاطفال في وضعية اعاقة ، والتعرف على المؤسسات التربوية والتواصل معها وسيسهل ذلك توفير وساطة تربوية من طرف متطوعات ومتطوعو التأهيل المجتمعيRBC القاطنين بالمناطق التي يعملون فيها بكونهم يعرفون الديناميكيات الاجتماعية والأسرية وتعقيدات العلاقة مع المؤسسات المحلية.
فضلا عن معرفتهم بأساليب التصدي للاتجاهات الاجتماعية السلبية تجاه الاعاقة والصور النمطية والوصم لأسر الاطفال في وضعية اعاقة، بواسطة نشاطات اجتماعية مكثفة ستنصب في اتجاه خلق بيئات مرحبة ومحترمة للاختلاف تسمح بجعل المدرسة مكان لكافة الاطفال وتجسد حقهم جميعا في المشاركة في مختلف اوجه الحياة المدرسية والاجتماعية.
وسيتم تدريب المتطوعين و تمكينهم من معارف مبدئية في مهارات خدمات تأهيلية مبسطة من طرف طاقم العمل التقني الشبه طبي (الترويض الوظيفي، مروضو النطق، إلخ)، سيعمل المتطوعون على نقلها للأسر والعائلات وتشجيعهم على العمل بها و تبني مواقف إيجابية تجاه الأطفال في وضعية إعاقة ومساعدتهم على نبذ الاحكام السلبية الجاهزة.
وترسيخا لهذه الثقافة التي تحترم الاختلاف وتعتبر الاعاقة تنوعا بشريا سيكون هناك عمل مكثف مع جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الاعاقة و المتطوعين والمؤسسات التربوية المحلية على التوعية بحقوق الاطفال في وضعيات اعاقة وجعل تلاميذ المؤسسات الدراسية الاعدادية والثانوية سفراء للقضية لإشاعة وشمل أنشطة التوعية والتحسيس لجميع أفراد المجتمع من أجل التأكيد على أن التعليم هو خطوة أساسية نحو الإدماج الاجتماعي وشرط أساسي لقبول الإعاقة لا باعتبارها عائقًا "ولكن كفرصة لتحفيز الانتباه والمعرفة ،احترام واكتشاف إمكانات جديدة " و سيتم إيلاء اهتمام خاص لرفع وعي التلاميذ والشباب من أجل تجنب نوبات التحرش المدرسي والعنف اللفظي من خلال التوعية وتنشئة الأجيال الجديدة على احترام الاختلاف والنظر للإعاقة نظرة مغايرة ، في هذا الصدد ، تتعاون OVCI منذ عدة سنوات مع مهرجان Handifilmالذي يتيح الفرصة توعية وتحسيس التلاميذ غير المعاقين في المدارس من خلال إشراكهم وتأطيرهم لابتكار أفلام قصيرة حول موضوع الإعاقة والادماج.