الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

حمضي: "لنترافع جميعا عن مهنة المحاماة".. لكن بدون محاميات فوق منصة الندوة الوطنية الوضع لا يستقيم؟

حمضي: "لنترافع جميعا عن مهنة المحاماة".. لكن بدون محاميات فوق منصة الندوة الوطنية الوضع لا يستقيم؟ محمد حمضي
الشعار الذي اعتمدته هيئة المحامين بالدارالبيضاء " لنترافع جميعا عن مهنة المحاماة " لندوتها الوطنية المقرر تنظيمها يوم 28 أكتوبر بقاعة المؤتمرات بنادي المحامين ببوسكورة (الدار البيضاء)، وطبق العروض والمداخلات التي سيتم بسطها من طرف ثلة من السادة الأساتذة النقباء والمحامين لاشك أنها ستكون ذات دوق يختلف عن أذواق الندوات السابقة، لأن المحاماة كرسالة قبل أن تكون مهنة تتعرض لهجوم لم يسبق له مثيل. لكن مع عميق الأسف ذكورية المنصة ضربت الندوة الوطنية في معصمها.
 
قطاع المحاماة بالمغرب تعزز بكفاءات عالية ونوعية من المحاميات اللواتي تزايد عددهن بشكل كبير في العقدين الأخيرين. عقدين تميزا بسمو خطاب المساواة في الحقوق، والسعي نحو المناصفة، بعيدا عن كل خطاب يمتح من ثقافة عتيقة، لم تقطع مع الصور النمطية التي تنتصر للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي . عقدين لم تخلو فيهما الخطب الملكية من اطلاق الاشارات تلو الأخرى مرجحا فيها كفة انصاف المرأة، والتمييز الايجابي لفائدتها في أكثر من مجال، والدعوة للتأويل الديمقراطي للكثير من النصوص القانونية وخصوصا ما تعلق بمدونة الأسرة (خطاب العرش الأخير). وحرص جلالة الملك بأن تكون المرأة حاضرة في جميع التعيينات التي تدخل في دائرة اختصاصاته، كما أشرف بنفسه على تدشين جملة من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي التي تهدف إلى تجويد حياة النساء المغربيات.
 
لكن كيف لقطاع المحاماة أن يعقد ندوة وطنية يتناوب فيها على منصة المداخلات ثلة من السادة الأساتذة النقباء ومحامون (كلهم ذكور) من دون أن تكون بينهم ولا محامية واحدة... اشارة سلبية مع الأسف الشديد..... اثارتنا للموضوع لا تحكمه أية خلفية، ولا يتعلق الأمر بالدعوة لتأنيث المنصة من باب التأثيث، ولكن لأن واقع القطاع يؤكد بالملموس بأنه يعج بكفاءات نسائية عالية التكوين حاملات لشهادات عليا، فاعلات مدنية وحقوقية ....
 
من مكر الصدف، في الوقت الذي تم فيه تعميم هيئة المحامين بالدار البيضاء إعلان تنظيم الندوة الوطنية المذكورة الخالية من اشراك أي محامية في تأطيرها ، كشف المجلس الأعلى للسلطة القضائية عن لائحة تعيين قضاة في بعض مهام المسؤولية القضائية التي كانت نون النسوة حاضرة فيها بقوة (07  نساء من أصل 16).
 
كيفما كان الحال فإن شمس المغرب تشرق اليوم من زاوية منظومتي حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، وهناك مجهود كبير للنهوض بهما، وتطويرهما. والحقوق الإنسانية للمرأة تشكل تحديا كبيرا أمام بلادنا، وهو التحدي الذي يلعب فيه المحاميات والمحامون والمدافعات والمدافعون عن حقوق الانسان دورا رياديا، ونتمنى أن يكون ما حدث في الاعداد لهذه الندوة مجرد "سهو" لن يتكرر مستقبلا المحاماة رسالة.... والرسالة لن تكون حمولتها إلا حقوقية.... لنتجاوز، ولينخرط جميع المحاميات والمحامومن مع باقي الفعاليات الحقوقية في حملة الأيام 16 (من 25 نونبر إلى 10 دجنبر) من الحراك ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي.