الجمعة 26 إبريل 2024
ضيف

الممثل مصطفى دسوكين: أمنيتي أن أتشرف بوسام من يدي الملك

الممثل مصطفى دسوكين: أمنيتي أن أتشرف بوسام من يدي الملك

ظل الممثل مصطفى دسوكين يتحفنا، ومنذ الستينات من القرن الماضي، بمسرحياته وسكيتشاته ومستملحاته وأدواره المسرحية والتلفزيونية.. أعماله الكوميدية شغلت الكبار والصغار. كانت بدايته مع فرقة الكوميدي الشعبي الراحل بوشعيب البيضاوي 1958، قبل أن يلتحق بفرقة «الأخوة العربية» تحت إدارة الفنان عبد العظيم الشناوي في موسمي 1963 و1964. شكل رفقة صديق عمره الفنان مصطفى الزعري ثنائيا فكاهيا ظل حاضرا لسنوات في التلفزيون المغربي.

التقينا الفنان مصطفى دسوكين، على هامش الدورة الثالثة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني، فكان معه الحوار التالي:

 

حاوره: رشيد صفر

 

أنت وجه تلفزيوني معروف لدى الجمهور المغربي، ومع ذلك نسألك عن بدايتك الفنية؟

-  عشقت مجال المسرح والتمثيل منذ طفولتي داخل المخيمات الصيفية، وكان آنذاك مؤطرون أجانب يشرفون على تأطيرنا واكتشاف مواهبنا وصقلها. كنت معروفا، في تلك الفترة، بشغبي الفني داخل المخيمات الصيفية إلى غاية عام 1963، حيث أصبحت مؤطرا في صفوف جمعية الأطفال الأيتام بالدار البيضاء. وخلال هذه الفترة التقيت بمصطفى الزعري الذي كان يقوم بجولة رفقة صلاح الدين بنموسى وعبد الهادي الصديقي رحمه الله. شاءت الصدف أن ألتقي بمصطفى الزعري الذي كان هو الآخر مدربا بالمخيمات الصيفية، وكنت حينها قد التحقت بفرقة مولاي بوشعيب البيضاوي رحمه الله، ثم بعدها بفرقة «الأخوة العربية» لعبد العظيم الشناوي، بينما كان مصطفى الزعري عضوا بفرقة عبد القادر البدوي التي كانت بصدد التهيئ لمسرحية «النواقصية»، فاقترحني الزعري لأداء دور كان صعبا شيء ما، لكنني أديت دور «مسلك ليام» وجاب الله التيسير..

+ شاركت في مجموعة من المسرحيات رفقة «الأخوة العربية» لعبد العظيم الشناوي، بالإضافة إلى الكشكول الفكاهي «رينكو ودجينكو» إلى جانب رائد الفكاهة الراحل القدميري، والذي قدمته التلفزة في منتصف الستينات، حيث صار مصطفى الدسوكين وجها تلفزيونيا معروفا، خصوصا بفضل تجربة الثنائي الذي جمعك بالزعري إلى غاية عام 1987، لكن البعض سجل تراجع حضورك في التلفزيون. فما هو السبب وراء هذا الاختفاء؟

- لا..لا.. بالعكس في عام 1987 كانت الانطلاقة بشكل حقيقي حيث شاركت في العديد من المسرحيات الكبيرة رفقة «مسرح الشعب» تواصل رفقة ميلود الحبشي، كما شاركت في مسرحيات كبيرة رفقة عبد اللطيف هلال ومع مجموعة من النجوم، إلى جانب السلسلات التي شاركت فيها رفقة الأخ بوعروة ومصطفى الخياط. لم يكن هناك غياب بقدر ما كنت أختار العمل الذي يناسبني.. «أنا ما فياش ديك اللهطة نوض أي حاجة نديرها».. لقد أصبحت ملكا للناس وأدخل إلى بيوت الناس بدون استئذان، وبالتالي ينبغي أن أدخل إلى بيوتهم وكأنني فرد من الأسرة المغربية.

+ في هذه الفترة انتهت تجربة ثنائي الدسوكين والزعري التي تعتبر من أنجح تجاربك الفنية، ما هي أسباب توقف هذه التجربة؟

- بصراحة أقولها لك أزهى أيامي الفنية قضيتها رفقة مصطفى الزعري، وأنا ما زلت أتذكر جيدا هذه التجربة. فبفضلها استطعنا أن نرسخ حضورنا في الساحة الفنية. ليس هناك أي سبب لنهاية هذه التجربة الناجحة، كل ما في الأمر أننا ارتأينا في مرحلة معينة أن موضة الثنائيات أصبحت متجاوزة، فقررنا تجديد تجربتنا. اختار الزعري الذهاب إلى السينما، بينما اخترت المسرح والتلفزيون.. «وحنا مازالين أحباب وخوت» ونتواصل مع بعض ونتبادل الزيارات. «الحمد لله حنا باقيين أحباب وخوت، والله يعطيه صحيحتو ويطول عمره»..

+ من المعروف عن مصطفى الدسوكين قدرته على تقمص الشخصيات المتباعدة، فمن شخصية القوي المهيمن إلى شخصية البدوي البسيط المغلوب على أمره في إطار جو من النكتة والسخرية، فلماذا لم تستفد السينما المغربية بالشكل الكافي من قدرتك الكبيرة في التشخيص؟

- آخر فيلم سينمائي شاركت فيه كان هو فيلم «خارج التغطية» لنور الدين دوكنة، والذي تطرق لموضوع خطير وهو دور العجزة، فبدل احتضان الآباء الذين وصلوا مرحلة متقدمة من العمر يتم اصطحابهم إلى دور العجزة. لقد لقي هذا الفيلم صدى طيبا باعتباره فيلم يتطرق لمعاناة إنسانية في المغرب. شاركت أيضا في فيلم رفقة فريدة بورقية وفي فيلم رفقة عبد الحق الزروالي، كما شاركت في 15 فيلم قصير وفي ثلاثة أفلام عالمية. وأعتقد أن الفنان أو الممثل لما يبلغ مرحلة النضج يختار المناسب من الأعمال. فمن مسلسل «عائلة سي مربوح» للمخرج مصطفى الخياط إلى السلسلة الكوميدية «راديو واك واك» وسيتكوم «خير وسلام» للمخرج أشاور وبوعروة، والسلسلة الكوميدية «ولد القايد»، وفي مسلسل «دموع الرجال».. ونحضر حاليا لمسلسل «الغالية». لست مهمشا، كل ما في الأمر أنني أحترم الغير، وأترك للمخرجين حرية الاختيار ومدى ملاءمة الأدوار لشخصيتي.. كثيرون يربطون اسمي بالكوميديا، علما أنني شاركت في أعمال درامية ناجحة.

+ أبرز الأحداث التي أثرت فيك موت صديقك بيتشو وفقدان والدتك ثم ابنك وهو في ربيع شبابه على إثر حادثة سير... ما حجم تأثير هذه الأحداث على حياتك الشخصية والفنية؟

- وفاة والدتي منذ ثماني سنوت إثر حادثة سير أثر في كثيرا، وصديقي بيتشو مات غريبا، أما ابني فتوفي هو الآخر في حادثة يوم الجمعة من شهر رمضان الماضي. هذا الحدث الأخير أثر في كذلك كما أثر في والدته التي أصيبت بداء السكري متأثرة بآلام فراقه، وهو ما جعلني أتراجع قليلا إلى الوراء، لكن مع تشجيع بعض الزملاء والإخوة الذين زاروني وشجعوني، وضمنهم الأخ أنور الجندي الذي شجعني عبر إشراكي في مسرحية «بنت النكافة بايرة» التي حظيت بالرعاية الملكية، حيث قمنا بجولات في أوروبا.

+ كيف تنظر أسرتك للمجال الفني الذي تمارسه؟

- سأخبرك شيئا قد يبدو غريبا، فزوجتي وأولادي الأربعة لم يسبق لهم أن شاهدوني وأنا أمثل على خشبة المسرح، ويقولون إنهم يفضلون مشاهدتي عبر التلفزيون. وأغتنم فرصة لقائي بجريدتكم كي أقول إن أمنيتي هي أن أتشرف بوسام من يدي صاحب الجلالة الكريمتين، والذي سيشكل ذكرى غالية ستظل خالدة لدى أبنائي وحفدتي كعربون محبة من صاحب الجلالة.