ونحن نترقب ما ستجود به السماء من قطرات الرحمة والخير، (الله يَعْطِينَا الشْتَا عْلَى قَدْ النْفَعْ) في أفق استعداد الفلاح المغربي لموسم الحرث والزرع والغرس، بعد سنتين من قلة التساقطات المطرية في ظل أزمة مياه يتحدث عنها الجميع، نتقاسم مع قراء " أنفاس بريس" أوراق من الموروث الثقافي الشعبي على مستوى ذاكرة الأمثال الشعبية والحكم ذات الصلة بالموسم الفلاحي.

 

يعطي المغاربة أهمية كبيرة للتقويم الفلاحي والاعتماد عليه، كموروث ثقافي يميز الفلاحة في المغرب، على اعتبار أن الموروث الثقافي الشعبي المغربي يزخر بالكثير من التقاليد والعادات التي ورثها الأجداد والآباء، حيث تميزه بسمة وطابع الخبرة بأمور الحياة اليومية على جميع المستويات، لا سيما تلك التقاليد والطقوس والعادات المرتبطة بالمواسم الفلاحية، وعوامل التقلبات المناخية، ووقع المطر، أو الجفاف على المحاصيل الزراعية.

 

وارتبط الموسم الفلاحي في الثقافة الشعبية المغربية بالعديد من العادات والتقاليد وكذلك بالمعارف والنظم الفلاحية التراثية، والتي استعملها وتداولها الفلاحون المغاربة على مدى قرون، من أجل مراقبة المناخ والتساقطات المطرية، وحركة الشمس والنجوم، واستغلال هذه المواقيت الفلاحية والتي يطلق عليها الفلاح اسم "لَمْنَازَلْ" الفلاحية في الموروث الزراعي المغربي، وهي واحدة من أهم ركائز الحرث والزرع (البذور)، وكذا الحصاد والدرس.

 

الأمثال شعبية ذات الصلة :

 

ـ إِلَا صَبَّتْ الشْتَا فِ بْرَايَرْ ( فبراير) يْدَاوِيهَا الله مَنْ كُلْ مْرَايَرْ .

ـ إِلَا جَا فَبْرَايَرْ، إِمَّا يْزِيدْهَا نَوَّارْ فِ نَوَّارْ، وَلَّا يْرُدْهَا غْبَارْ فِ غْبَارْ .

ـ إِلَا رْوَاتْ فِ الليَالِي، قُولْ مَالِي يَا مَالِي، وَلَّا مَا رْوَاتْ فِ الَليَالِي قُولْ نَارِي يَا نَارِي .

ـ بِينْ السْبُولَةْ والسْبُولَةْ يْمُوتْ وَلْدْ الْمَهْبُولَةْ .

ـ إِلاَ رْوَاتْ فِ لَفْرَوعْ حَتَّى حَبَّةْ مَا تْرُوغْ.ْ

ـ وَلَّا رْوَاتْ فِ بَطْنْ الْحُوتْ وَخَّا يْصُوطْ النّْطَحْ بَاشْ يْصُوطْ .

ـ إلَا طْلَعْ الـمَشْبُوحْ عَنْدْ المْـغَربْ، ارْمِ الـمَحْرَاثْ أُوهْرَبْ، وِإِلَى طْلَعْ الـمَشْبُوحْ عَنْدْ الَعْشَاء حَطْ الـمَحْرَاثْ وُتْمَشّى.

 

"اَلْمَشْبُوحْ" هو عبارة عن ثلاثة نجوم ساطعة مصطفة في خط عمودي غالبا ما تظهر في قبة السماء، وأكبر من باقي النجوم، وهذا أحد الأمثال التي يتداولها الفلاحون المغاربة فيما بينهم أبا عن جد، فإن ظهر اَلْمَشْبُوحْ وقت دخول صلاة المغرب فإن موسم الحرث قد ولّى وفات الأوان على ذلك، أما إذا ظهر اَلْمَشْبُوحْ وقت دخول صلاة العشاء فما زال متسع من الوقت للقيام بعملية الحرث.

 

ـ بْطَنْ الـحُوتْ اسْقِينِي وُلاَّ نْمُوتْ

 

وهذا أيضا أحد الأمثال الفلاحية المشهورة عند الفلاحين المغاربة، وبطن الحوت هو منزلة من المنازل الفلاحية التي تحل في 23 مارس من كل عام، وهو تاريخ حاسم في نجاح أو فشل الموسم الفلاحي لأن فيه تمتلئ الحبوب، فإن لم تسقط أمطار كي تروي ظمأ السنابل العطشى ابتداء من هذا التاريخ حتى دخول منزلة الثريا التي تحل بتاريخ 21 أبريل فإن (الِّلي حَرْثُو الجْمَلْ دَكُّو) كما يقول المثل المغربي، يعني أن السنة الفلاحية سوف تكون عجفاء.

 

ـ لاَ تَطْمَعْ فْزْرَعْ الْبُورْ حَتّى يُوَلِّي فُوقْ الكَسْكَاسْ يِفُورْ.

 

"اَلْبُورْ" هو الفلاحة البعلية التي تعتمد فقط على التساقطات المطرية دون اللجوء إلى موارد المياه المخزنة، السطحية والجوفية منها، ومعنى المثل أن المرء عليه أن لا يتسرع في إصدار الأحكام على أن الموسم الفلاحي سوف يكون جيدا بمجرد تساقط بعض القطرات من المطر مع بداية الموسم الفلاحي، بل عليه أن ينتظر حتى يضع الحبوب الكاملة النضج في اَلْكَسْكَاسْ (آنية لتهيأة الْكُسْكُسْ)، وهو مثل يُضرب أيضا لمن يتسرع في إصدار الأحكام دون تروي وبحث ودراية في أي ميدان من ميادين الحياة.

 

ـ مَايْ اجْمَعْ كُلْ شِي رَانِي جَايْ.

 

هو مثل فلاحي آخر مشهور، ويقصد به حلول موسم بداية الحصاد الذي يصادف دخول شهر ماي.

 

ما يقال من الأمثال الفلاحية في شهر فبراير:

 

ـ شْهَرْ فَبْرَايَرْ، يْخَلِّي شْعَرْ اَلْمَاعَزْ يَطَّايَرْ، عْلَى كُلْ ظْهَايَرْ.

ـ فَـْبرَايَرْ، صَبَّابْ الْمَا بِ لَغْرَايَرْ.

ـ فَبْرَايَرْ الضَحَّاكْ، مَرَّةْ شَرْقَةْ مَرَّةْ بَرْﯕَةْ.

ـ سَعْد السّْعُود تْخْرَج فِيه الحَيَّة و الڮَنْفُود وَ تْزَنْزَنْ النَّحْلَة في العُودْ .

ـ سَعْدْ السْعُودْ، كَتَخْرَجْ الْحَيَّةْ والْقَنْفُودْ و كَيَطْلَعْ اَلْمَا فِ كَلْ عُودْ.

ـ سَعْدْ السْعُودْ كَتْكَزْ النَّحْلَةْ فِ الْعُودْ.

ـ فِ الْخُبْيَةْ تُخْرُجْ كُلْ مَنْ هِيَّ مْخَفْيَةْ.

ـ إِلَا دْخَلْ سَعْدْ الْخُبْيَةْ، تَفْرَحْ الْبَنْتْ والْبَيَّةْ.

ـ سَعْدْ لَخْبِيَّةْ مْجَمَّدْ اَلْمَا فِ الْخَابْيَةْ.

ـ إِلَا طْلَعْ المَشْبُوحْ مْعَ اَلْمُغْرَبْ، لُوحْ اَلْمَحْرَاثْ و اهْرُبْ.

إِلَا خَرْجَاتْ الْليَالِي، أنْقُشْ اَلْفُولْ أُو زِيدْ حْتَّى الدْوَالِي.

ـ خْرُوجْ الْليَالِي نْعَايَمْ، وُ خْرُوجْ السْمَايَمْ نْقَايَمْ.

ـ حَرْثْ الْليَالِي كِ الأَوَّلْ (الْبَكْرِي) كِ التَّالِي(الْمَازُوزِي) .

ـ إِلَا خَرْجَتْ الْليَالِي ، لَا تَشْرِي ثُوبْ غَالِي.

ـ إِلَا صَبَّاتْ اللْيْالِي نْتَفْ زَغَبْ رَاسَكْ وُ دِيرُوا دْوَالِي.

 

ـ ما قيل من الأمثال الفلاحية في شهر مارس:

 

ـ إِلَا لْقَاهَا غْبَارْ، يْرُدّْهَا نَوَّارْ، وَيْلاَ لْقَاهَا نَوَّارْ، يْزيدْها نَوَّارْ فِي نَوَّارْ.

ـ مَارَسْ بَيَّاضْ لَفْلَالَسْ.

ـ رْعَدْ مَارَسْ إِمَّا فِ النْسَا وَلَّا فِ لَبْهَايَمْ.

ـ قال مارس: (إِلَا حْضَرَتْ أَنَا غِيبُوا كَامْلِينْ، وإِلَا غَبْتْ أَنَا حَضْرُوا كَامْلِينْ) .

ـ إِلَا كَانْ مَارَسْ يْسِيلْ وأَبْرِيلْ ظْلِيلْ، ومَايُو صَافِ صَقِيلْ، الثَّلْثْ فِ الصَّابَةْ يْحِيلْ، عَنْدْ الْخَمَّاسْ الذْلِيلْ.

ـ فَاتَكْ اَلْغَرْسْ قْبَلْ مَارَسْ، والزَّرِّيعَةْ قْبَلْ حِيَّانْ (أيام الحسوم).

ـ لَا تعْزَلْ جْدْيَك من الجْدْيَانْ حْتَى تْفُوتْ اللْيَالِي حَيَّانْ (أيام الحسوم).

ـ اللْيالي حيان تْخَلِّي السّْبُولَة فِي الفَدَّانْ.

ـ إِلَا رْوَاتْ فِ بَطْنْ الْحُوتْ، وَخَّا يْصُوطْ النْطَحْ بِالْحَانُوتْ (الرَّابُوزْ)

ـ بَطْنْ اَلْحُوتْ الْمَا وَلآّ نْمُوتْ.

ـ بِينْ السْبُولَةْ وَالْفُولَةْ كَيْمُوتْ وَلْدْ اَلْمَهْبُولَةْ.

 

ما قيل من الأمثال الفلاحية في شهر أبريل:

 

ـ أَبْرِيلْ الضْلِيلْ، مَرَّةْ شَرْقَةْ، مَرَّةْ بَرْﯕَةْ، حْتَّى طَّرْطَقْ الْوَرْقَةْ.

ـ بَرْدْ أَبْرِيلْ يْرَعَّدْ الْخَنْزِيرْ.

ـ فِ النّْطَاحَات تَيْتْقَادُّوا الشّْطَاحَاتْ.

ـ يَبْطَنْ ولاَّ يبْطَلْ.

ـ إِلَا مَا كَانَتْ الشْتَا دْ نِيسَانْ، يْكُونُوا نْيَابِي ﯕَدْ اَلْفِيسَانْ، وعَيْنِي ﯕَدْ الْكِيسَانْ.

 

أمثال موسمية:

 

ـ فِ الْبَلْدَةْ يَضْرَبْ السْمَرْ حْتَّى الْكَبْدَةْ، وٍيْرُدْ لَعْرُوسَةْ جَلْدَةْ، ولَعْدُوزَةْ قَرْدَةْ.

ـ فِ سَعْدْ الْبُولَعْ، وَكْلِيهْ مَا يَشْبَعْ، حَدْثِيهْ مَا يَسْمَعْ، سَخْرِيهْ مَا يَرْجَعْ.

ـ خْرُوجْ السْمَايَمْ نْقَايَمْ وُخْرُوجْ الْليَالِي نْعَايَمْ.

ـ بَطْنْ الْحُوتْ، الذْرَةْ وَلَا تْفُوتْ، الْمَا وَلَّا نْمُوتْ.