عانت الحركة المسرحية بالمغرب من شلل تام لما يزيد عن عامين، جراء تفشي فيروس كورونا، وما فرضه الوضع الصحي العالمي حينها من فرض لجملة من التدابير الاحترازية، يأتي في مقدمتها إغلاق الفضاءات العمومية بما في ذلك المسارح والمراكز الثقافية، وها قد فتحت هذه الأخيرة أبوابها، وشرعت الفرق في تقديم عروضها المسرحية المتنوعة، لغة ومضمونا.
وبالتزامن مع تنظيم الدورة الخامسة من مهرجان المسرح الأمازيغي، الذي يرتقب أن تحتضن فعالياته ست قاعات عرض، موزعة على كل من مدينة الدار البيضاء والسطات والجديدة، تواصلت "أنفاس بريس" مع خالد بويشو، مؤسس ورئيس فرقة فضاء تافوكت للإبداع، لتقريبنا من الأعمال التي ستعزز الحدث الفني المنتظر والإكراهات التي تواجه المسرح خاصة والمشهد الفني بشكل عام.
هل سيقتصر المهرجان على تقديم عروض مسرحية ناطقة بالأمازيغية أم سيراعي تنوع الجمهور؟
في إطار التعددية الثقافية وحرصا منا على أن يضيء الحدث الفني المرتقب على الإبداعات المسرحية المغربية ومستوى أب الفنون ببلادنا، من المقرر أن تشمل فعاليات مهرجان المسرح الأمازيغي، إلى جانب العروض الناطقة باللغة الأمازيغية، التي ستتنافس فيما بينها للفوز بالجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لصنف المسرح، المقدمة من قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عروضا شرفية باللغة العربية وأخرى باللهجة الحسانية، نظرا لمشاركة فرق تمثل المسرح الحساني.
ما الذي يعيق تعميم العروض المسرحية في جل المدن المغربية؟
لا يمكن أن ننكر المجهودات المبذولة من قبل وزارة الثقافة ببلادنا، بافتتاحها لعدد من القاعات المسرحية، إلا أنها تظل غير كافية، وهو ما يعيق تقدمنا في المجالات الإبداعية، فتوفرنا على دور عرض مسرحي أو افتقارنا لها، يأثر بشكل أساسي على جودة العروض المقدمة، فقبل أن نتحدث عن إقصاء مدن الهامش، يجب أن نتساءل حول هل يعقل أن لا تتوفر مدن بحجم مراكش وورزازات على قاعات عرض.
تقييمك للممارسة المسرحية بالمغرب؟
الممارسة المسرحية بالمغرب متطورة بالمقارنة مع الآليات المتاحة لها، إذ يفوق مستوى الإبداع المسرحي المغربي الإمكانيات المتوفرة، والتي تستوجب من الجهات المعنية إعادة النظر.
كما ينبغي ضبط برمجة خاصة للموسم الثقافي، الذي يشمل المسرح والموسيقى ومعرض الكتابة وغيرها من الأمور المرتبطة بالشأن الثقافي والفني بالمملكة، من خلال تحديد تاريخ بدايته ونهايته، على غرار الموسم الدراسي، فهذا الأخير له تاريخ بداية ونهاية معروف وثابت لايحتمل تغيير، ولا يمكن لأحد من المسؤولين تغييره مهما بلغ منصبه، وتتويجه بمهرجان وطني.