الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

برنامج "مدارات: سعيد حجي.. رائد الصحافة الوطنية

برنامج "مدارات: سعيد حجي.. رائد الصحافة الوطنية المرحوم سعيد حجي

مثقف تنويري سبق زمانه:

في ورقته التقديمية للحلقة الاخيرة من البرنامج الاذاعي "مدارات " حول سعيد حجي ، رائد الصحافة الوطنية المغربية ، وأحد أعلام الفكر الاصلاحي والنهضة المغربية الحديثة، ذكر الزميل عبد الإله التهاني في مستهل حديثه الاذاعي، بأن حياة هذا الرجل ، تمثل تجربة مثقف مغربي سبق عصره وزمانه، وأنها تجربة يمكن أن نضع لها توصيف من كلمتين، هما النبوغ والفجيعة، مضيفا أنه بقدر نبوغ هذا المثقف الإصلاحي ، الذي لمع في سماء مغرب الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، بقدر فداحة الخسران والفجيعة اللذين تجرعتهما الساحة الفكرية والصحفية المغربية، بعد وفاته المباغتة إثر مرض مفاجئ، فلكأن القدر المحتوم كتب لهذا المثقف اللامع، صعودا سريعا أعقبه انطفاء مبكر ، بوفاته وهو في السن الثلاثين من عمره القصير.

 

حياة قصيرة وعطاء زاخر :

وأوضح معد ومقدم البرنامج أن المرحوم سعيد حجي، جاء إلى الدنيا عام 1912 وغادرها فجأة عام 1942، وهو في عز نضارته وشبابه وعطاءه الفكري، ونجاح مشاريعه الثقافية والصحفية، وأنه كان حاملا لواء التجديد والتحديث في الساحة الفكرية المغربية، مسهما بكتاباته في حركة التنوير، من أجل نهضة مغربية كان يراها في تحديث الوعي المجتمعي، ونشر الثقافة وإشاعة التعليم، ومحاربة الخمول والجمود والكسل، والتحجر والتقاليد البالية، التي كان يعتبرها ضارة ومفسدة لسلوك الناس وعقولهم.

وأبرز الزميل التهاني أن رؤية سعيد حجي، كانت تسير في اتساق وانسجام مع انخراطه في النضال السياسي، من أجل عزة المغرب واستقلاله، مشيرا إلى أنه إذا كانت كتابات كثيرة ،قد اهتمت بتاريخ الحركة الوطنية المغربية، ووثقت لسيرة الرواد الأوائل ، وخلدت إسهاماتهم وتضحياتهم ، فإن أن سيرة سعيد حجي مازالت في حاجة إلى مزيد من التدوين والإنصاف، باعتبار أدواره الكبرى ضمن الجيل الأول للعمل الوطني، ليس في مدينة سلا فقط، وإنما في عموم بلاد المغرب، مشددا على أنه كان في طليعة الصف الأول للمثقفين المغاربة الرواد، الذين تبلورت على أيديهم الإرهاصات الأولى للفكر الوطني المغربي، ودشنوا بذلك مسلسل المواجهة السياسية السلمية مع نظام الحماية الفرنسية ، لإقرار الإصلاحات ورفع المظالم، قبل

أن يصلوا إلى مرحلة لاحقة من المواجهة، تمثلت في المطالبة باستقلال البلاد، وما سيتلوها فيما بعد من عمل سياسي كثيف، ومقاومة مسلحة شجاعة، لاسترجاع سيادة المغرب.

 

سعيد حجي من جيل الكبار :

وبهذا المعنى يقول الزميل عبدالاله التهاني ، يكون المرحوم سعيد حجي ، من جيل محمد المكي الناصري، وأحمد معنينو، ومحمد الفاسي، وعبد الله إبراهيم، وعبد الكبير الفاسي، وعبد الله كنون، ومحمد حصار، وأحمد بلافريج، وعلال الفاسي، ومحمد إبراهيم الكتاني، وأبي بكر القادري، ومحمد بلحسن الوزاني، وقاسم الزهيري، وعبد الكريم غلاب ، وسواهم من رموز العلم والفكر الوطني، منذ مغرب الثلاثينات من القرن العشرين، ملفتا الانتباه إلى أن الأرشيف الوطني ، مازال يحتفظ بالمراسلات التي كان المرحوم سعيد حجي يتبادلها ، مع هذه الشخصيات الوطنية.

 

وعن وسطه الاجتماعي قال معد ومقدم البرنامج، بأن سعيد حجي هو سليل أسرة عريقة في مدينة سلا التي ولد بها، في نفس سنة توقيع معاهدة الحماية، وهي المعاهدة التي وضعت المغرب تحت النفوذ الأجنبي، وأنه تلقى تعليمه الأولي بمدينته سلا على يد فقهاء تلك الوقت، لكنه سرعان ما تعلقت نفسه مبكرا، وهو في الخامسة عشرة من عمره بالكتابة، وبالعمل الثقافي، وبالنشاط الميداني الجمعوي، مع نوزع قوي لديه في التعلق بالصحافة، قارئا في البدء، ثم مقبلا على كتابة الخواطر والتأملات.

وفي سياق متصل، كشف الزميل عبد الإله التهاني أن سعيد حجي، كان قد أسس بمدينة سلا جمعية "الوداد "عام 1928، وسنه لا يتجاوز 16 سنة، رفقة المرحوم محمد حصار، وأبي بكر القادري، وأحمد معنينو، ومحمد شماعو، وشقيقه عبد الكريم حجي، حيث كانت لهذه الجمعية أهداف تربوية وتخليقية، وأخرى تتعلق بتشجيع القراءة والاهتمام بالتثقيف في مجالات الأدب والدين والتاريخ. مشيرا إلى أنها كانت من أولى الجمعيات المغربية، الفاعلة والنشيطة في حقل المجتمع المدني، وكان لها إشعاع قوي على مستوى مدينة سلا، كما أشرفت على إصدار مطبوعات صحفية محلية أسبوعية أو شهرية، كان لها تأثيرها في نشر الوعي وفي التثقيف، رغم طابعا البسيط في الطبع والإخراج، ومنها جريدة الوداد، وجريدة المدرسة، وجريدة الوطن.

 

سعيد حجي من عواصم الشرق العربي إلى لندن :

وعن رحلته الدراسية أوضح عبدالاله التهاني أن سعيد حجي، بدافع من شغفه العلمي وطموحاته الثقافية الواسعة، سيشد الرحال إلى الشرق العربي، لأجل استكمال دراسته وهو لم يبلغ بعد العشرين من عمره، إذ كان تعلقه كبيرا بالنهضة الثقافية في عواصم الرشق العربي، وهناك سيغترف من المعين الذي ظل يحلم به، متنقلا بين بيروت ودمشق و نابلس ، وصولا إلى القاهرة، مبرزا أن في هذه العواصم العربية ، تمكن بحيويته وشخصيته الجذابة ، من الاقتراب من رجالات العلم والأدب والصحافة، شاحذا همته، مستزيدا من الرغبة في الاطلاع والتكوين، فربط الصلات بشخصيات كان لها أثر في تعميق ثقافته، وفي تبلور رؤيته لما ينتظره من مهام ، بعد عودته إلى وطنه .

وأضاف الزميل عبد الإله التهاني بأن سعيد حجي، كان يقارن بين نهضة الشرق الثقافية، وما كان يراه من خمول وجمود، وتقليدانية مهيمنة على ساحة الفكر والمجتمع في وطنه.

ومن ثمة، آمن سعيد حجي بضرورة التجديد والتحديث، وخلق ظروف ووسائل الانبعاث الفكري والنهضة الثقافية، كسبيل وحيد للوصول إلى تنمية المجتمع، والارتقاء بوعيه وذوقه وسلوكه، أو ما كان يسميه بالمدنية والتمدن.

وأشار معد ومقدم برنامج "مدارات"، بأن سعيد حجي

قد أدرك أن الاستعمار الجاثم وقتها على كيان المغرب، من مصلحته أن يشجع استمرار التقاليد البالية وحالة الجمود في المجتمع المغربي.

 

ملامح من فكره النهضوي ومعاركه من أجل التجديد والتحديث

وأوضح الزميل التهاني أن سعيد حجي رحمه الله، كان كلما زاد تكوينه في عواصم الشرق العربي، إلا وأدرك ما يتعين على النخبة المغربية وقتئذ، القيام به لأجل نهضة الأمة المغربية، انطلاقا من العمل في واجهات التعليم والثقافة والصحافة والفنون.

وفي نفس السياق، استحضر الإعلامي عبد الإله التهاني مراسلات المرحوم سعيد حجي، التي كان يتبادلها مع رفاقه في المغرب، حيث كانت تعكس قناعاته هذه، مشيرا إلى أن فترة دراسته في الشرق العربي دامت أربع سنوات، توجها بلقاءته بأقطاب الفكر والصحافة والأدب بالقاهرة، كعباس محمود العقاد وطه حسن وغيرهما.

وأضاف الزميل التهاني يقول بأننا إذا أضفنا إلى كل هذا ، جولات المرحوم سعيد حجي في بلدان أوربية ، وخاصة في إنجلترا التي زارها واكتشف واقعها ، بحكم ما كان لأفراد أسرته من معاملات تجارية مع الانجليز ، فإننا سندرك كيف صنعت كل هذه التجارب ، الوعي المتجدد لسعيد حجي ، وأثرها في تحديد وتوجيه سلوكه الثقافي والصحفي والسياسي والإنساني .

 

جريدة "المغرب" ومجلة "الثقافة المغربية"، أولى ثمرات كفاحه الصحفي :

من جهة أخرى، توقف الزميل الإعلامي عبد الإله التهاني في هذه الحلقة، عند حدث عودة سعيد حجي إلى المغرب سنة 1935، حيث سينطلق في سلسلة من المبادرات والمشاريع، موازاة مع التزاماته في العمل السياسي داخل الحركة الوطنية، حيث كان له دور كبير في صياغة توجهاتها وخطتها، ومن ذلك مشاركته الفعالة في إعداد وثيقة المطالب المستعجلة.

كما توقف عند المشاريع التي أطلقها سعيد حجي، ونفذها على مستوى نشر الفكر والوعي الوطني، وفي مقدمتها تأسيسه لمطبعة بمدينته سلا، ثم سرعان ما طور مشروعه بحيازة مطبعة أخرى، أجود منها وأكثر تحديثا، جعل مقرها في قلب العاصمة الرباط، وبها سيؤسس ويصدر جريدة "المغرب"، وهي أول جريدة مغربية ذات مضمون وطني تصدر يوميا، بعد أن كانت تصدر ثلاثة مرات في الأسبوع فقط.

كما ذكر أن سعيد حجي، حدد لمطبعته دورا ثقافيا تجلى في طبع أمهات الكتب المغربية، في مجالات التاريخ والأدب والحضارة، وأنه زاد على ذلك حيث استحدث ملحقا أدبيا يصدر عن جريدة "المغرب"، ليكون منبرا لكتاب وأدباء وعلماء المغرب في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وسرعان ما زاد عن كل ذلك، فأسس مجلة "الثقافة المغربية"، لتستقل بالمسائل الفكرية والأدبية والعلمية، ولكي تكون مرآة تعكس حركية النهضة الفكرية المغربية، وتبرز تفاعل مثقفي المغرب وقتئذ ،مع ما يطرأ في ساحة الفكر والأدب بالمشرق العربي، وبالثقافة الإنسانية عموما.

وفي نفس السياق، أورد عبد الإله التهاني، مقتطفات من الافتتاحية التي كتبها للعدد الاول من جريدته " المغرب "، ومن جملة ما قاله فيها :

"الفكرة التي أسست من أجلها هذه الجريدة ، فكرة واضحة لا تحتاج إلى كثير شرح، ولا إلى مزيد بيان.

فكرة ترمي أولا وأخيرا، إلى أن تحيا هذه الأمة في مستوى لائق بها، وبتاريخها، واستعدادات أبنائها، وتتقدم كما تقدمت كل الأرض في ميدان المدنية والرقي الصحيح. والصحيفة تأمل أن تصبح لسان المغرب الحقيقي، الذي يذيع أخباره، ويعبر عما يدور في أوساطه، ويوضح جميع اتجاهاته ورغباته، ويرشح لعامة الأفراد المسائل الخارجية بوضوح وجلاء....".

ويذكر معد ومقدم برنامج "مدارات "، أن سعيد حجي،

وبعد أن شرح رؤيته لكيفية تغطية جريدته، للقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، يتوقف عند عملها في الواجهة الفكرية حيث يقول في نفس افتتاحية العدد الأول:

"وفي الناحية الفكرية، ستفسح الجريدة مجالها لشيوخ المغرب المطلعين وشبابه المثقف ، وتكون ميدانا فسيحا لآرائهم ودراستهم وإنتاجاتهم العقلية، وتربط الصلة بينهم، وبين مفكري البلدان المتحدة معنا في اللغة والاتجاه..".

 

الرهان على ترسيخ القيم المدنية :

وتابع الاعلامي الزميل التهاني حديثه ، مبرزا أن افتتاحيات ومقالات سعيد حجي في جريدة "المغرب" وما كتبه في منابر أخرى مغربية وعربية، تجسد رؤيته للعديد من القضايا المطروحة على مغرب تلك الحقبة، ومنها تحديات الوجود الاستعماري ، ومشاكل الهشاشة والتأخر والجمود المجتمعي ،بفعل شيوع الامية ومحدودية انتشار التعليم، لذلك كان اهتمامه كبيرا بنقد مظاهر التخلف الاجتماعي، وإلحاحه كبيرا أيضا على التحديث والتجديد والانفتاح والتفتح، وأنه ما أكثر ما كان يكتب عن الحاجة إلى القيم المدنية ، وإلى التحلي بسلوكيات التمدن .

وأشار معد ومقدم البرنامج إلى أنه على كثرة وغزارة ما كتبه سعيد حجي ، إلا أنه تراثه ظل مشتتا على أعمدة منابره الصحفية ، وكذا في منابر أخرى ، وذلك لمدة زادت على الثلاثين عاما ، حتى قام العلامة المرحوم أبوبكر القادري بإصدار كتاب عنه في جزأين ،تحت عنوان : " سعيد حجي ، دراسة في حياته ونشاطه ونضاله الثقافي والسياسي وبعض إنتاجه"، حيث صدر الجزء الاول من هذا الكتاب سنة 1979، والجزء الثاني عام 1982،وقد تضمن الكتاب استعراضا لسيرة سعيد حجي، وشذرات من مقالاته الفكرية والصحفية، التي استطاع أبوبكر القادري الوصول إليها .

 

تراث سعيد حجي وإعادة التدوين :

واستطرد الزميل التهاني يقول بأن سنة 2003، ستشهد صدور كتاب ضخم عن سيرة وإنتاج سعيد حجي، بمناسبة الذكرى الستين لوفاته، حيث تولت أسرته الاشراف على جمع مواد هذا الكتاب وترتيبها وتصنيفها، وتولى الأستاذ عبد الرؤوف حجي، نجل الشاعر المرحوم عبدالرحمان حجي مهمة طبع هذا الكتاب في كيبك بكندا، حيث صدر في حوالي 630 صفحة بعنوان " سعيد حجي: فجر الصحافة الوطنية المغربية: 1912/ 1942 ".

وأورد الزميل التهاني أن هذا الكتاب تضمن مقالات سعيد حجي، ومراسلاته مع أفراد من أسرته، ومع رفاقه من أقطاب الحركة الوطنية وقتها.

كما ضم تصنيفا لمقالات حجي وتعاليقه وخواطره، مرتبة ومصنفة حسب المواضيع السياسية والاجتماعية والتاريخية والأدبية، من قبيل ما كتبه عن عباس محمود العقاد عبدالله كنون، وعن محمد بن الحسن الوزان المعروف بليون الافريقي، إضافة إلى ما كتب عن سعيد حجي، مباشرة بعد وفاته سنة 1942 وهو في عمر الثلاثين، أو ما ما كتب عنه لاحقا، بما في ذلك المرثيات الشعرية التي كتبها عنه كبار شعراء المغرب في تلك الفترة.

كما أشار الزميل التهاني إلى أن هذا الكتاب الضخم، ضم كذلك مجموعة من الصور النادرة، سبق أن التقطت لسعيد حجي في مراحل مختلفة من حياته القصيرة، وتحديدا في سلا والرباط ودمشق وبيروت والقاهرة ولندن.

وفي الجزء الثاني من حديث الزميل عبدالاله التهاني،

 

كتابات خالدة :

استعرض مقتطفات من كتابات سعيد حجي، ذات النفس النهضوي والفكر الاصلاحي، والبعد التجديدي.

كما أورد منتقيات من الشهادات والمقالات والمرثيات، التي قيلت في سيرة سعيد حجي، ولاسيما ما كتبه أبو بكر القادري ، وعبدالكبير الفاسي وأبو بكر زنيبر، والصديق بلعربي، ومحد وإدريس الكتاني، وإدريس كرم ، ومحمد زنيبر الذي لم يتردد في شهادته عن سعيد حجي ، من التشكيك في الاسباب الخفية لوفاته المباغثة، وهو في ريعان شبابه ونضارته ، حيث كان المرحوم محمد زنيبر قد أشار كيف " فوجىء الناس ذات يوم بأن سعيد حجي مصاب بمرض عضال ، وتناقلوا حكايات، منها أن الاستعماريين تخوفوا من دهاءه ،فدسوا له السم " ، مضيفا أنه " سواء صح ذلك أم لم يصح ، فالذين عرفوا سعيد من قريب أو سايروه في كل أطوار حياته ، جربوا فيه الرجل المستقيم في وطنه، المستنير في رأيه " .

ولم يفت الزميل عبدالاله التهاني من التوقف عند مقالة بحثية، كان قد كتبها الاستاذ إدريس كرم ، خصصها المشروع الثقافي لسعيد حجي ، متمثلا في مجلة "الثقافة المغربية " التي أسسها ، وجعلها مختصة بالقضايا الفكرية، حيث كان يكتب فيها ألمع الادباء والعلماء والكتاب في مغرب الثلاثينات والاربعينات ، حيث ذكر منهم: عبد الله كنون، عبدالرحمان الفاسي، أحمد باحنيني، أحمد بنغبريط، محمد السايح، محمد المهدي الحجوي، عبدالهادي بوطالب، إدريس الكتاني، عبدالعزيز بنعبدالله، عبدالمالك البلغيثي ، محمد إبراهيم الكتاني محمد الحبابي ، محمد بن أبراهيم شاعر الحمراء، محمد غريط، الحسن التناني، حماد العراقي ، محمد بنعبدالله، وأبوبكر القباج، الحسن البونعماني، محمد التطواني، محمد كنون، محمد العربي العلمي، وعبدالهادي الشرايبي، وسواهم.

وتبقى الاشارة إلى ماورد في هذه الحلقة عن مشاريع طموحة، كان المرحوم سعيد حجي قد يعتزم إطلاقها، بعد أن أنهى من التخطيط لها قبل وفاته بقليل، وهي دليل على نبوغه المتقدم، وتميزه بتفكيره وبعد نظره، بين أبناء جيله.

ويتعلق الامر بمشاريعه المتعلقة بتأسيس مكتب للشؤون المغربية، يضطلع بمهمة ودور مركز للدراسات والتوثيق في كل ما يخص شؤون المغرب، من وثائق وخرائط وأبحاث علمية قد تكون معرضة للضياع، إضافة إلى تأسيس بنك للمعطيات يسهل على الدارسين إيجاد المراجع، وتأسيس عدة فروع في هذا الشأن، يختص كل واحد منها بمجال محدد من مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ والجغرافيا، وغير ذلك.

كما كان حجي يعتزم إنشاء مؤسسة متعددة الاختصاصات باسم" دار الاطلس" تضم فروعا للثقافة، والطباعة، والصحافة، والنشر، علاوة على مشروع إحداث الشركة المغربية للتنمية الاقتصادية، للاستثمار في مجال الصناعة الحديثة، كإنشاء معمل للنسيج وآخر لدباغة الجلد، وثالث لصناعات لوازم النظافة.