الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

سعيد بنيس: في الحاجة إلى يقظة ثقافية لتحصين روافد كنوز تَمَغْرَبِيتْ

سعيد بنيس: في الحاجة إلى يقظة ثقافية لتحصين روافد كنوز تَمَغْرَبِيتْ سعيد بنيس
ترافع الباحث الأكاديمي في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط سعيد بنيس في موضوع تراث وحضارة المغرب، حيث اعتبر ضيف الدكتور عبد الرحيم العطري في برنامج "تَمَغْرِبِيتْ"، أن كل كنوز الموروث الثقافي الشعبي تحتاج في زمن القرصنة إلى يقظة ثقافية، وأكد على أنها تشكل اليوم رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في علاقة بقطاع السياحة.
 
مرافعة صاحب كتاب "تَمَغْرَبِيتْ...محاولة لفهم اليقينيات المحلية"، تدخل في سياق تحصين الموروث الثقافي والتراث المادي واللامادي، الذي يتعرض للسرقة من طرف كابرنات الجزائر بقصر المرادية. (معالم أثرية ـ طبخ ـ لباس ـ غناء ـ موسيقى شعبية....).
 
وأمام غزارة وتعدد وتنوع معمار وحضارة الشعب المغربي أكد الأستاذ بنيس بأن كل القطاعات ذات الصلة معنية اليوم بتشغيل كل محركات اليقظة الثقافية، والترافع عن كل ما يميزنا ثقافيا وتراثيا. (الطبخ، واللباس، والرقص والموسيقى والغناء والألعاب الشعبية، والمناسبات الاحتفالية، والعادات والتقاليد.....).
 
في هذا السياق أوضح ضيف برنامج "تَمَغْرَبِيتْ" بأن كل ما يعتبر موروثا ثقافيا شعبيا مغربيا أو تراثا ماديا واللامادي يجب تسجيله كملكية ثقافية، فمثلا يجب بناء إطار معرفي يتعلق بخصوصية طبق "الطَّنْجِيَّةْ"، و وضع ملف خاص بحقوق الملكية والعلامة التجارية لدى الجهات المعنية (اليونيسكو). وأكد على أنه يجب أن نتعاطى مع كل مكونات تراثنا المادي واللامادي بالصرامة المطلوبة حيث لقطع الطريق على كل من يريد أن ينسب إليه طبق "الطَّنْجِيَّةْ" ليربح من وراءه أشياء كثيرة.(مادية ومعنوية).
 
وقال الباحث سعيد بنيس، بأنه ليس هناك أي مشكل بعد تسجيل طبق الكسكس ضمن قائمة التراث اللامادي بمنظمة اليونيسكو كطبق مغاربي رغم أنه مغربي، على اعتبار أن هناك رابط الأخوة بيننا وبين الشعبين الجزائري والتونسي. ولكن هذا الأمر يفرض اليوم على كل مستثمر في مجال الطبخ أن يبرز على واجهة محله بأن وجبة طبق الكسكس التي يقدمها لزبنائه هو طبق مغاربي.
 
من هذا المنطلق وعلى اعتبار أننا نعول على اقتصاد السياحة التي يجلبها جمال وغنى الموروث الثقافي المغربي، فقد شدد الأستاذ بنيس في برنامج "تَمَغْرَبِيتْ" على أنه من اللازم والمفروض على وزارة الثقافة والقطاعات ذات الصلة أن تشتغل بمنطق اليقظة الثقافية. وأضاف موضحا بأن أي شيء يميزنا عن الآخر، يجب أن نترافع عليه، ونضع له الإطار المعرفي والحضاري لأن التاريخ يعترف بحضارة المغرب.
 
فمثلا، يجب أن نترافع عن ثقافة اَلْحَمَّامْ، ونضع لها الإطار المعرفي. فهناك نوع من الصابون لا يوجد إلا في المغرب وهو (الصّابون الْبَلْدِي) وهو منتوج طبيعي يستخلص من بقايا الزيتون...وهناك أيضا أنواع كثيرة من الاحتفالات الشعبية تحتاج إلى اليقظة الثقافية، فمثلا هناك احتفالات السنة الصينية والسنة الإيرانية. فلماذا لا نترافع نحن عن السنة الأمازيغية المغربية؟.
 
وبحكم خبرته في الميدان كشف الأستاذ الجامعي سعيد بنيس بأن كنوز تَمَغْرَبِيتْ المتعددة والمتنوعة تدخل في سياق القوة الناعمة التي تحتاجها الإنسانية، فإذا كانت الدول تتسابق من أجل التسليح وإثارة الحروب، فالمغرب قادر بتراثه المادي واللامادي أن يكون قوة إقليمية وعالمية. ومن الدول التي تنتصر للسلم والتسامح والسلام.
 
وفي سياق المعمار والعمق الثقافي الحضاري والبشري/الإنساني فقد شدد ضيف البرنامج على أن المغرب له امتداد تاريخي يمتد لأكثر من 33 قرنا، وهذا ما يجعله اليوم مطالبا بالإشتغال بمنطق اليقظة الثقافية للترافع عن كنوزه التراثية الإنسانية المتعددة والمتنوعة، وتحصينها وتثمينها...تلك الكنوز التي ورثناها عن الأجداد منذ عقود طويلة وبقيت على حالها الأصلي مقاومة كل أشكال المسخ بسلاح التاريخ الإنساني.