الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

علماء أركيولوجيون يرصدون أوجه التشابه في كهوف المغرب وإسبانيا

علماء أركيولوجيون يرصدون أوجه التشابه في كهوف المغرب وإسبانيا
أظهر علماء أركيولوجيون مغاربة وإسبان أن هناك تشابها كبيرا  في اللقى الأثرية التي تم العثور عليها وفي الرسومات التي تم اكتشافها في كهوف من العصر الحجري، في جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية وفي شمال إفريقيا، مما يمكنه أن يثبت أن المضيق كان جسرا بين الضفتين منذ آلاف السنين.

وقد تم التحقق من ذلك باستخدام أجهزة تكنولوجية ورسومية متطورة، مكنت من دراسة وتحليل الرواسب الموجودة في كلتا القارتين، وذلك من قبل باحثين من العديد من المؤسسات الإسبانية (جامعات قادس، ألميريا، قرطبة، الكالا دي إناريس وغرناطة) والمغربية (المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان، وجامعة تطوان، ومتحف محمد السادس بالرباط، وجامعة مكناس).

ونشرت نتائج العمل الميداني لهؤلاء العلماء، والذي استمر لأكثر من خمسة عشر عامًا، في مجلة "أنثروبولوجيا"L'Anthropologie ، مما اعتبر خطوة هائلة إلى الأمام في فهم بعض أسرار العصر الحجري على الشاطئ الجنوبي لشبه الجزيرة الأيبيرية كما في شمال المغرب.

وحسب ما انتهى إليه الباحثون المعنيون بالدراسة، فإن الميزة الاستثنائية لهذا العمل هو أن نقوش الكهوف واللقى الأثرية التي تعود إلى أكثر من 50000 عام تظهر مستوى عالٍ من التشابه بحيث لا يمكن فصلها عن ظاهرة الوجود البشري بهذه المنطقة، كما تظهر أن العلاقة بين الضفتين أقيمت في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد في السابق.

وأوضح الباحث بيدرو كانتاليخو أن المواقع التي ركزت عليها الدراسة تتوافق مع المرحلة الأخيرة من إنسان "نياندرتال" والأولى من "الإنسان العاقل"(منذ حوالي 50000 عام). مؤكدا أن دراسات الأدوات، وجماجم الحيوانات القديمة، والرواسب، فضلا عن  الفن الصخري (الرسوم البدائية) في كهوف شمال إفريقيا تظهر "بدقة" أوجه التشابه.

من بين الكهوف التي تمت دراستها، هناك مغارة صغيرة فوق خليج معروف باسم مرسى (بين سبتة وطنجة)، حيث درس الباحثون الأدوات والنقوش وتحققوا من أنها صنعت بنفس الأساليب المستخدمة في كهوف أرداليس ( مالقة) أو في لاس فينتاناس (غرناطة).
وأشار خوسيه راموس، أستاذ عصور ما قبل التاريخ في جامعة قادس، إلى أن بعض الباحثين أشاروا بالفعل إلى الأصل الأفريقي لبعض صناعات العصر الحجري القديم. كما لاحظوا أن المسافات بين الضفتين (حاليًا حوالي 15 كيلومترًا) تقلبت كثيرًا خلال العصر الجليدي، وأن المسافة لم تكن حينها تتجاوز 8 كيلومترات. وعلى الرغم من عدم وجود دليل واضح حاليًا على أي نظام ملاحة بين الضفتين، إلا أن العلماء يعملون بفرضية أن هناك تنقلًا بين الشاطئين، منذ أن أصبحت المسافات صغيرة جدًا وستكون السواحل قريبة جدًا.

إلى ذلك، سمح البحث الذي أجراه العلماء المغاربة والإسبان بتوثيق ما يصل إلى 126 موقعًا من عصور ما قبل التاريخ في شمال المغرب، وهي المواقع التي وصفت بأنها "مثيرة للإعجاب"، والتي تظهر أوجه تشابه كبيرة مع تلك الموجودة في جنوب شبه الجزيرة الايبيرية.