الخميس 25 إبريل 2024
ضيف

محمد قاوتي: أنا منشغل بتحويل مسرحية "حب وتبن" إلى سلسلة تلفزيونية

محمد قاوتي: أنا منشغل بتحويل مسرحية "حب وتبن" إلى سلسلة تلفزيونية

لا يمكن لأي أحد أن ينكر أن الكاتب والمؤلف محمد قاوتي استطاع أن يخلخل المفهوم التقليدي للاقتباس في مجال الدراما المغربية.. فهو قد اشتغل لسنوات طويلة على نصوص عالمية لأهم المسرحيين العالميين مثل الفرنسي ذي الأصول الإرلندية صمويل بيكيت والألماني برترولد بريخت، ليمنحنا نصوصا مكتوبة وممسرحة («سيدنا قدر»، «بوغابة»...) بصمت بقوة المشهد المسرحي في المغرب... إلى جانب هذا تحمل محمدقاوتي مسؤوليات ففي القطاع النقابي المسرحي وتعاضدية الفنانين وفي القطاع الإعلامي من خلال إدارته لجريدة «بيان اليوم»، وسبق له أن ساهم في إعداد وتنشيط برامج ثقافية وفنية في التلفزة المغربية. في هذا الحوار الذي أجرته معه «الوطن الآن»، يضعنا الكاتب والمؤلف المسرحي أمام مرآة مساره الثقافي والنقابي والإعلامي من خلال مساءلته لما تم إنجازه لحد الآن في مشهدنا الثقافي والفني خاصة في المجال التلفزيوني والمسرحي نصا ومسرحة...

 

حاوره: بوجمعة أشفري

 

+ تتحرك بقبعات عديدة داخل الحقل الثقافي والإعلامي، ولذلك أسألك -باعتبار إسهاماتك في مجال العمل التلفزيوني- عن السبب الذي يجعل إنتاجنا الوطني يخالف انتظارات المغاربة ويكون دائما دون مستوى ما تحققه نسبيا أعمالنا القصصية والروائية؟

- أن يكون المنتوج التلفزيوني الوطني دون مستوى انتظارات المغاربة، قياسا مع ما تحققه الأعمال القصصية والروائية فهذا أمر طبيعي، نظرا لبساطة العلاقة بين المبدع (القصة، الرواية...) وبين إبداعه، ونظرا لتعقيد سلسلة الإنتاج التلفزي، وتعدد وتنوع المتدخلين فيها، وارتباطها بالإكراهات المالية، وبالتعقيدات الإدارية والقانونية بل وحتى البيروقراطية التي طالتها في الآونة الأخيرة وكان من شأنها المباشر إبعاد المبدعين عن ساحة الإنتاج وتسليمها لبعض «المهنيين» الذين لا تربطهم أي صلة بالمهنية الحقة التي تراعي في اختياراتها البعد الإبداعي والجمالي والاجتماعي والفَحَوِي.

+ أشرفت خلال أربع سنوات على إدارة جريدة «بيان اليوم» الناطقة بلسان حزب التقدم والاشتراكية. من ذلك الموقع هل لا يزال هناك دور فعلي للصحافة الحزبية. وأيضا ألا ترى أن ظهور الصحافة المستقلة والمواقع الإلكترونية يجعل هذه الصحافة مجرد أداة حزبية؟

- في جوهر الأمر لا أرى اختلافا بين الجريدتين الورقيتان اللتان يمتلكهما حزب التقدم والاشتراكية («البيان» و«بيان اليوم») وبين ما يصطلح على تسميته بالجرائد المستقلة، اللهم في ما يتعلق بالخط التحريري والضوابط الأخلاقية والمهنية التي تشكل الفيصل بينهما وبين بعض الجرائد «المستقلة»، التي أبانت في غير ما مرة عن عدم استقلاليها واستقامتها. كما أعتقد بقوة في الدور الذي يمكن لصحافتنا، وللصحافة المرتبطة ببعض الأحزاب الوطنية، أن تلعبه في ارتباطها بالمبادئ المؤسسة للمجتمع المغربي (الحرية والعدالة والمساواة) والدود عنها في كل المواقع.

+ بخصوص المسرح، المعروف أنك كنت من بين الشركاء (نقيب سابق للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح) مع وزارة الثقافة في إرساء قوانين دعم الإنتاج والترويج. كيف ترى هذه القوانين اليوم؟ ولماذا لا يحظى المسرح بحيز وافر في وسائل الإعلام الوطني؟

- أعتز بمكتسبات النقابة المغربية لمحترفي المسرح وبالشراكة الذكية والمنتجة مع وزارة الثقافة، كما أهنئ سائر مبدعي المسرح على توفرهم على أداة لدعم إنتاجهم وتطوير إبداعهم، خدمة للفن والثقافة في المغرب، ووفاء منهم لاجتهادات السلف الصالح من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين... للمسرح وجود وحضور محدودان في التلفزيون المغربي، الذي دأب بشكل منتظم على تقديم بعض العروض المصورة التي تتوفر فيها بعض «المقاييس»، مقابل تعويض مالي... كان البعض يعتقد أن هذا الأمر قد يدر على الفرقة أو الجمعية أو المتعهد مداخيل مالية إضافية فيساهم بشكل من الأشكال في إرساء دعائم المسرح، بينما الناتج عكس هذا، إذ كانت الفرقة أو الجمعية أو المتعهد يقايضون التلفزة بعرضهم مقابل حصص محددة أو غير محددة من الإعلانات ذات الطبيعة الإشهارية التي تواكب جولتهم بمختلف مدن المغرب، وتحبب مسرحيتهم للجمهور العريض... أصبح المسرح، والحال هذا، يزخر بالإبداع، في وضع مالي سوي، لكنه مسرح بدون جمهور، لافتقاده لإحدى ركائز تسويقه، المتمثلة في التواصل.

+ بارتباط مع ذلك، تترأس تعاضدية الفنانين منذ إنشائها. فهل حققت دواعي تأسيسها، أم هناك عوائق ما أمام المشروع؟

- أعتقد أن التعاضدية الوطنية للفنانين هي أهم إنجاز قمنا به، منذ تأسيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح، وتأسيس باقي هيآت الوساطة الأخرى، وهي مكسب ما كان ليتحقق لولا حدب صاحب الجلالة عليها، ولولا الدعم المالي والمعنوي التي تقدمه لنا كل من وزارة الثقافة ووزارة الاتصال، الشيء الذي سمح لنا بأن نجعل منها (التعاضدية)، ونحن على أبواب مؤتمرنا الوطني، أداة ناجعة لرعاية صحة المنخرطين فيها، وصحة ذويهم. لنا طموح لهذه التعاضدية، يتمثل في البحث عن موارد تجعل المنخرط يتمتع بتغطية كاملة. وسنكون سعداء بتحقيقه.

+ عملت مؤخرا على إصدار أعمالك المسرحية السابقة في كتب مثل «نومانس لاند» و«الرينك» و«سيدنا قدر» و«بوغابة»... ما الذي يتغير في النص حين نراه مرئيا على الخشبة ثم نقرأه في كتاب؟

- يتغير الكثير. هذا لا يعني أن المسرحية تغيرت بشكل جذري. إن التغيير فيها يقتصر على ملئ الثقوب الذي تركها الإخراج والتمثيل والمرفقات والمؤثرات الصوتية والضوئية. كما يطال بعض الانزياحات الأدبية والفنية والمعرفية التي لم تحضر زمن كتابتها الأولى. إن كاتب مسرحية «بُوغَابَه» سنة 1989 ليس هو كاتبها سنة 2012.

+ هل ستقدم على إصدار نص مسرحي جديد؟

- أشتغل على إعداد حكايات البرنامج التلفزي «طِبَاعْ» التي سبق وأن قدمتها بالقناة الثانية، لإصدارها في كتاب، لكن ما يشغلني هو إعداد نص مسرحية «حَبّْ وَ تْبَنْ» وتحويلها إلى سلسلة تلفزية.