الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

واشنطن تعد إسبانيا بـ "الدفاع" عنها ضد الابتزاز الجزائري

واشنطن تعد إسبانيا بـ "الدفاع" عنها ضد الابتزاز الجزائري
تمكنت إسبانيا، أثناء قمة الناتو التي من المنتظر أن تختتم اليوم الخميس 30 يونيو 2022 بمدريد، من الحصول على دعم الولايات المتحدة في مواجهة الأعمال الانتقامية من الجزائر، على مستوى إمدادات الغاز.
وكانت الجزائر قد قررت معاقبة المغرب بالتخلي عن الخط المغاربي، مما دفع الرباط إلى توقيع اتفاقية مع إسبانيا لتوريد الغاز عبر الأنبوب الذي يربط بين الدولتين، من قطر والولايات المتحدة الأمريكية وموردين أوروبيين آخرين.
وتشترط الحكومة الجزائرية المعادية للمغرب حتى تفي بالتزامها أمام مدريد أن عدم بيع الغاز الجزائري لجارتها الغربية. ذلك أن "سوناطراك" وقعت العام الماضي عقدا، لتعزيز خط أنابيب الغاز الوحيد الذي فتحته مع إسبانيا (ميدغاز)، وذلك بإرسال ناقلات غاز الميثان إلى الموانئ الإسبانية بغاز مسال إضافي لمحاولة تغطية الطلب بالكامل. غير أن التقارب الإسباني مع المغرب دفعها إلى الدخول في حالة مرضية من "الابتزاز"، علما أن المواد الخام الجزائرية لا تمثل الآن سوى 29٪ من إجمالي المشتريات الشهرية، بينما كانت منذ أكثر من عام بقليل تمثل أكثر من 60٪.
يذكر أن "خط الغاز المغاربي- الأوروبي"، الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب، بطاقة تصل إلى 14 مليار متر مكعب، كان قد أُغلق في نونبر الماضي، على وجه التحديد لأن الجزائر رفضت السماح بمرور غازها عبر الأراضي المغربية، بعد إعلانها لقطع العلاقات الديبلوماسية مع الرباط، على خلفية النجاحات التي حققها المغرب في نزاع الصحراء، مما أدخل قصر المرادية في حالة من التخبط والذهول.
إلى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية إسبانية أن حكومة سانشيز  اتفقت مع الولايات المتحدة على أنها ستدافع عنها من الأعمال الانتقامية التي قد تتبناها الجزائر ضد إسبانيا، التي باشرت تزويد المغرب بالغاز، ويدخل ذلك في إطار تعزيز التحالف بين البلدين الذي تم الاتفاق عليه في قمة الناتو في مدريد.
وأوضحت مصادر مطلعة أن واشنطن ضمنت لحكومة بيدرو سانشيز أن واردات الغاز من الولايات المتحدة ستكون كافية لتغطية طلب أوروبا بعد الفيتو ضد روسيا، بالإضافة إلى الشحنات الموجهة نحو المغرب. وزادت الولايات المتحدة من صادراتها إلى إسبانيا بنسبة 391.7٪ في شهر واحد فقط، حيث بلغ المعدل الإجمالي للمشتريات 43.3٪ بالفعل.
يذكر أن واشنطن هي أحد الشركاء المرجعيين للمغرب، وبالتالي فهي واحدة من أكثر الأطراف اهتمامًا باستئناف حكومة سانشيز العلاقات الدبلوماسية مع الرباط. ونتيجة لذلك، ستعني سياسة الاستيراد الجديدة (من الولايات المتحدة الأمريكية) أن هناك حاجة إلى عدد أقل بكثير من السفن القادمة من الجزائر.
إلى ذلك، يذهب مراقبون لسوق الطاقة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضاعفت من ضغطها على إسبانيا لتصبح واحدة من أكبر المستوردين في القارة الأوروبية، مما سيعزز أيضًا قوتها داخل الاتحاد الأوروبي. كما أنها اقترحت على أوروبا خفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، مع فكرة قطع جميع العلاقات في عام 2030. 
وتعول الولايات المتحدة على أن تتحول إلى واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال، من خلال إنتاج 60 مليون طن سنويًا. وهذا، حسب المراقبين، يمثل فرصة فريدة لإسبانيا التي متلك أكبر شبكة لإعادة تحويل الغاز إلى غاز في أوروبا مع وجود ساحلي مهم.